Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
خرج خمسة من بطارقة الروم في ثلاثين ألفا من الروم إلى أذنة- وهي مدينة بالشام بناها الرشيد، وأتمها الأمين، بين طرسوس والمصيصة- وأهل أذنة أخلاط من موالي الخلفاء وغيرهم، وهي مدينة جليلة عامرة ذات أسواق وصناعات وصادر ووارد، وهي ثغر سيحان، فصاروا إلى المصلى وأسروا أرخوز، كان والي الثغور، ثم عزل فرابط هناك- فأسر وأسر معه نحو من أربعمائة رجل، وقتلوا ممن نفر إليهم نحوا من ألف وأربعمائة رجل، ثم انصرفوا.
هو الملك أبو يوسف يعقوب بن الليث الصفار الخارجي- خرج على سلطان الخلافة- التركماني، من سجستان، أصله فارسي ينحدر من جبال شرق فارس، أسس السلالة الصفارية التي حكمت فارس وبلاد ما وراء النهر.
وقد أكثر أهل التاريخ من ذكر هذا الرجل وذكر أخيه عمرو وما ملكا من البلاد وقتلا من العباد، وما جرى للخلفاء معهما من الوقائع، كان رجلا عاقلا حازما, وكان أول أمره أنه وأخاه عمرا صفاران في حداثتهما، يعملان في النحاس، وكانا يظهران الزهد، فجاهدا مع صالح المطوعي المحارب للخوارج، فصحبه إلى أن مات، فتولى مكان صالح المطوعي درهم بن الحسين المطوعي، فجعل درهم يعقوب بن الليث قائدا لعسكره، ثم رأى أصحاب درهم عجزه، فملكوا يعقوب لحسن سياسته، فأذعن لهم درهم، واشتهرت صولة يعقوب، فغلب على هراة وبوشنج، وحارب الترك، وظفر برتبي، فقتله، وقتل ثلاثة ملوك ورجع معه ألوف من الرؤوس، فهابته الملوك, وكان بوجهه ضربة سيف مخيطة.
أظهر يعقوب حرصه على تدعيم ملكه؛ حيث اهتم بتدبير أمور مملكته وتحصينها وعمارة أرضه، فكثرت أمواله وعمرت خزائنه, ثم أعلن نفسه حاكما على موطنه في سجستان (بلوشستان).
ثم ضم إليه المناطق التي حكمها الطاهريون: هراة، وفارس، وشيراز، وبلخ, ثم طخرستان, حتى انتهى الأمر بأن قام بإجلائهم عن خراسان وأفغانستان.
فعينه الخليفة المعتز واليا على المناطق التي سيطر عليها, فأخذ يعقوب يبعث هداياه إلى المعتز لمداراته، ثم صار يرسل للمعتمد في العام خمسة آلاف ألف درهم، ثم أخذ بلخ ثم نيسابور، وقصد جرجان، فهزم المتغلب عليها الحسن بن زيد العلوي، ثم دخل جرجان، فظلم وعسف، فاستغاث جماعة جرجانيون ببغداد من يعقوب، فعزم المعتمد على حربه، ونفذ كتبا إلى أعيان خراسان بذم يعقوب، وأن يهتموا لاستئصاله، فكاتب يعقوب المعتمد يخضع ويراوغ، ويطلب التقليد بتوليته المشرق، ففعل المعتمد ذاك وأخوه الموفق؛ لاشتغالهم بحرب الزنج.
كان يعقوب قد افتتح الرخج، وقتل ملكها وأسلم أهلها على يده، وافتتح الخلجية وزابل وغيرهما.
بعد أن غلب يعقوب الصفار على سجستان ونيسابور والديلم وفارس، طمع في بغداد فأقبل عليها غازيا، فقابله جيش الموفق بدير العاقول، وكشف الموفق الخوذة وحمل، وقال: أنا الغلام الهاشمي.
وكثرت القتلى، فانهزم يعقوب، وجرح أمراؤه، وذهبت خزائنه، وغرق منهم خلق في النهر.
مات يعقوب بجند يسابور من كور الأهواز، وكانت علته القولنج، فأمره الأطباء بالاحتقان بالدواء، فلم يفعل، واختار الموت.
وكان المعتمد قد أنفذ إليه رسولا وكتابا يستميله ويترضاه، ويقلده أعمال فارس، فوصل الرسول ويعقوب مريض، فجلس له وجعل عنده سيفا ورغيفا من الخبز، ومعه بصل، وأحضر الرسول، فأدى الرسالة، فقال له: قل للخليفة إنني عليل، فإن مت فقد استرحت منك واسترحت مني، وإن عوفيت فليس بيني وبينك إلا هذا السيف، حتى آخذ بثأري، أو تكسرني وتعقرني، وأعود إلى هذا الخبز والبصل، وأعاد الرسول، فلم يلبث يعقوب أن هلك.
فقام بالأمر بعده أخوه عمرو بن الليث، وكتب إلى الخليفة بطاعته، فولاه الموفق خراسان، وفارس، وأصبهان، وسجستان، والسند، وكرمان، والشرطة ببغداد.
وثب جماعة من الأعراب- من بني أسد- على علي بن مسرور البلخي قبل وصوله إلى المغيثة بطريق مكة، وكان الموفق ولاه الطريق، ووثب الأعراب على كسوة الكعبة فانتهبوها، وصار بعضها إلى صاحب الزنج، وأصاب الحجاج فيها شدة عظيمة.
كانت وقعة للزنج انهزموا فيها، وكان سببها أن محمد بن عبيد الله كتب إلى علي بن أبان بعد الصلح يسأله المعونة على الأكراد الدارنان، على أن يجعل له ولأصحابه غنائمهم، فكتب علي إلى صاحبه يستأذنه، فكتب إليه أن وجه إليه جيشا وأقم أنت، ولا تنفذ أحدا حتى تستوثق منه بالرهائن، ولا يأمن غزوه والطلب بثأره.
فكتب علي إلى محمد يطلب منه اليمين والرهائن، فبذل له اليمين، ومطله بالرهائن، ولحرص علي على الغنائم أنفذ إليه جيشا، فسير محمد معهم طائفة من أصحابه إلى الأكراد، فخرج إليهم الأكراد فقاتلوهم، ونشبت الحرب، فتخلى أصحاب محمد عن الزنج، فانهزموا وقتلت الأكراد منهم خلقا كثيرا، وكان محمد قد أعد لهم من يتعرضهم إذا انهزموا، فصادفوهم وأوقعوا بهم، وسلبوهم وأخذوا دوابهم، ورجعوا بأسوأ حال، فأظهر الخبيث الغضب على ابن أبان، فأرسل محمد إلى بهبود، ومحمد بن يحيى الكرماني، وكانا أقرب الناس إلى علي، فضمن لهما مالا إن أصلحا له عليا وصاحبه، ففعلا ذلك، فأجابهما الخبيث إلى الرضا عن محمد على أن يخطب له على منابر بلاده، وأعلما محمدا بذلك، فأجابهما إلى كل ما طلبا، وجعل يراوغ في الدعاء له على المنابر، ثم إن عليا استعد لمتوث- وهي بلدة بين قرقوب وكور الاهواز- فسار إليها فلم يظفر بها فرجع، وعمل السلاليم والآلات التي يصعد بها إلى السور، واستعد لقصدها، فعرف ذلك مسرور البلخي، وهو يومئذ بكور الأهواز، فلما سار علي إليها سار إليه مسرور، فوافاه قبل المغرب وهو نازل عليها، فلما عاين الزنج أوائل خيل مسرور انهزموا أقبح هزيمة، وتركوا جميع ما كانوا أعدوه، وقتل منهم خلق كثير، وانصرف علي مهزوما، فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتته الأخبار بإقبال الموفق، ولم يكن لعلي بعد متوث وقعة، فكتب إليه صاحبه يأمره بالعود إليه، ويستحثه حثا شديدا.
تولى خير الدين التونسي منصب رئاسة الوزراء في الدولة العثمانية.
ولد خير الدين في القفقاس لعائلة تليش الأباظية الشركسية، حوالي عام 1820م.
تعهده والي تونس الداي أحمد، وهيأ له فرص الاستزادة من العلوم، فأكب على دراسة الفنون العسكرية والسياسية، والتاريخ والعلوم الشرعية، وأتقن اللغات العربية والتركية والفرنسية.
أصبح رئيسا لمكتب العلوم الحربية بباردو عام 1840م، ثم أصبح رئيسا لفرقة الفرسان في الجيش التونسي.
وعين مديرا لمصرف الدراهم التونسي.
وفي عام 1849م رقي إلى رتبة ومنصب أمير لواء الخيالة في تونس، وفي عام 1855م أنعم عليه الباي المشير محمد باشا برتبة الفريق؛ لإنقاذه تونس من قرض مالي ثقيل كاد الباي السابق أن يندفع إليه.
ثم عينه وزيرا للبحرية عام 1857م حيث أجرى عدة إصلاحات إدارية.
وساهم في صياغة وإصدار قانون (عهد الأمان) التونسي عام 1857م.
وشارك في وضع الدستور التونسي عام 1860م.
وعند إنشاء مجلس الشورى التونسي المنتخب كان خير الدين باشا الرئيس الفعلي للمجلس من عام 1861م.
اصطدم مع سياسة الباي الجديد محمد الصادق فقدم استقالته من الوزارة ومن رئاسة مجلس الشورى عام 1862م وفرض على نفسه العزلة السياسية لمدة تسع سنوات بين عامي 1862م و1869م.
وكان من نتائج عزلته تلك تأليفه الكتاب الشهير الذي أسماه ((أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك)) والذي تم طبعه في تونس عام 1867 م.
بعد ذلك شارك مندوبا عن تونس في اللجنة المالية المختلطة المشكلة لتحصيل ديون الدول الأوروبية من تونس، فاستطاع الحد من نفوذ اللجنة وتدخلها في شؤون الدولة.
وفي أكتوبر 1873م عين وزيرا أكبر لتونس (أي رئيسا للوزراء) فسنحت له فرصة تحقيق برامجه الإصلاحية التي طرحها في كتابه (أقوم المسالك) واستطاع نقل تونس من حالة الكرب والضيق والفوضى إلى حالة من الأمن والرخاء والنظام.
وتصدى بحزم للمطامع الأجنبية في بلاده، وخاصة المطامح الفرنسية والإيطالية المتنافسة.
ولكنه فوجئ بمعاتبة الباي له وغضبه من سياسته في التحمس لإعانة الدولة العثمانية في حربها ضد روسيا، فقدم استقالته من رئاسة الوزارة في يوليو1877م.
وبعد استقالته ضيق عليه الباي الخناق ومنعه من الاتصال بالناس، فكان معتقلا في منزله.
وقد سافر للعلاج ثم عاد إلى تونس وظل شبه معتقل حتى استدعاه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني فسافر إلى الأستانة في رمضان 1877م حيث استقبله السلطان وعينه وزير دولة بعد رفضه منصب وزير العدل.
ولكنه فوجئ في صباح يوم 4 ديسمبر 1878م بتعيينه رئيسا لوزراء الدولة العثمانية.
وكانت الدولة العثمانية وقتها في ضيق وحرج كبير؛ فالجيش الروسي يقف على عتبات العاصمة استانبول، والأسطول البريطاني في مضيق البوسفور، والاقتصاد متدهور، وهناك المشكلة الأرمينية، ومشاكل في قبرص والبوسنة! فسارع خير الدين باشا إلى عقد اتفاق مع الروس يضمن مصالح المسلمين في بلغاريا وروملي الشرقية،كما انسحب الأسطول البريطاني من مضيق البوسفور، وسوى الخلافات مع النمسا، وحلت مشكلة الأرمن، واستبدل بالخديوي إسماعيل ابنه توفيقا في مصر.
وقد اختلف كثيرا مع السلطان عبد الحميد الثاني ورجال حاشيته إبان توليه رئاسة الوزراء، فكان أن عزل من منصبه في شعبان 1296 هـ ( 1879 م) وعاش بعدها بعيدا عن السياسة حتى توفي بعد عشر سنوات في الأستانة عام 1889م ودفن في جامع أيوب، إلا أن الحكومة التونسية بادرت في عام 1968م إلى نقل رفاته ودفنه في تونس تقديرا لخدماته، وقد أطلق عليه الشعب التونسي لقب ((أبو النهضة التونسية)).
كان للخديوي إسماعيل خصوم في مصر وفي الأستانة، مع تزايد التدخل الأوربي السافر في شؤون مصر، فكانت القناصل الأوربية يضغطون عليه ليقيل نفسه، وفي استانبول كان بعض السفراء يحثون السلطان على إصدار قرار العزل، ومن الأسباب التي اتخذتها الحكومات الأوربية للمطالبة بعزله الانقلاب السياسي الذي قام به إسماعيل سنة 1879م (سنة عزله) وأنهى به عهد حكم حملة السندات، باستقالة النظارة المصرية الإنجليزية الفرنسية، وتأليف نظارة مصرية صميمة، كما حقدت عليه فرنسا لبيعه أسهم قناة السويس لإنكلترا دون أن يبيعها لفرنسا، وأما بريطانيا فكان هدفها من عزله هو تمهيد الطريق لها للانفراد باحتلال مصر عسكريا وبسط حماية مقنعة عليها، وباقي الدول كانت تتذرع بالديون التي لها عليه، ثم صدر المرسوم السلطاني بعزل إسماعيل وتولى الصدر الأعظم خير الدين التونسي إبلاغ إسماعيل بالقرار في ضحى يوم 26 حزيران سنة 1879م وأبلغ بذلك أيضا ولي العهد توفيق بن إسماعيل، وأما القنصلان الفرنسي والبريطاني فطلبا من إسماعيل التنازل قبل أن يصل الأمر التام من السلطان، وهدده القنصل الفرنسي بالنفي دون أن يحمل معه شيئا، وكان المرشح للجلوس مكانه هو حليم باشا عم إسماعيل، لكن تحت الضغط البريطاني ألغي ترشيحه، ثم تم تعيين ابنه توفيق مكانه، ثم تحدد يوم الاثنين 30 حزيران 1879م موعدا لمغادرة الخديوي إسماعيل عن مصر، ثم أبحرت به الباخرة المحروسة إلى إيطاليا التي امتنعت من استقباله، وظل شهرا في البحر هو وأهله ثم أذن لهم بعد ذلك بالنزول إلى البر!