Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
أرسل الحجاج إلى رتبيل ملك الترك جيشا بقيادة والي سجستان عبيد الله بن أبي بكرة، وأمره أن يتوغل في بلاد رتبيل وأن يدك حصونهم وقلاعهم، تأديبا لترتبيل لتمرده بعدم دفع الجزية أحيانا، أو استغلال اضطرابات المسلمين، فتمكن عبيد الله من هزيمة رتبيل واجتياح بلاده وغنم غنائم كثيرة؛ ولكن رتبيل أخذ في التقهقر فأطمع المسلمين في اللحاق به حتى وصلوا قريبا من مدينته العظمى، عند ذاك بدأ الترك يغلقون على المسلمين الطرق والشعاب وحصروهم وقتل عامة جيش المسلمين، وقتل عبيد الله بن أبي بكرة.
تعتبر معاهدة كارلوفتس (كارلوفجة) إحدى أقسى المعاهدات في تاريخ الدولة العثمانية، واعتبرت بداية انحسار المد الإسلامي في أوربا، وبداية مرحلة التفكك في الدولة العثمانية، وكان من الأسباب التي أدت إلى كارلوفتس ضعف الوازع الديني عند المسلمين وبرود همتهم الجهادية، واستمرار ثورات الانكشارية وتقاعسهم عن أداء واجبهم، وتعاقب الحملات الصليبية واشتدادها، واتحاد القوى الأوروبية على دولة الخلافة الوحيدة، فكانت الحروب تشتعل على ثلاث أو أربع جبهات في نفس الوقت.
إضافة إلى ذلك انتشار الفساد بين قيادات الدولة، ووجود قيادات عديمة الكفاءة كل همها السرقة والنهب؛ فقد تم توقيع معاهدة كارلوفتس جنوب غرب زغرب على نهر الدانوب بين الدولة العثمانية وبين كل من النمسا والبندقية وروسيا وبولونيا بجهود فرنسا، فقدت الدولة العثمانية بموجبها مدينة آزوف لروسيا، وبلاد أوكرانيا وكرواتيا وإقليم بودوليا وبعض المدن لبولونيا، مثل قلنج وساحل دالماسيا، وبعض الجزر للبندقية، مثل جزيرة مورة على البحر الإدرياتيكي، وبلاد المجر وإقليم ترانسلفانيا للنمسا، وهذا مؤشر سيئ في تاريخ بعض حكام الدولة العثمانية، وهو انسحابهم في المعارك تاركين المسلمين بين يدي عدو نزعت من قلبه الشفقة والرحمة! وأصبحت كل الدول التي كانت تدفع الجزية عن يد وهي صاغرة ممتنعة من دفعها، بل أصبحت هذه الدول تقف في وجه العثمانيين، بعد أن اتفقت فيما بينها للوقوف في وجه المد العثماني، والعمل على تقسيمها؛ وذلك خوفا من انتشار المد الإسلامي في أوربا, وكان تنازل العثمانيين عن أراضيها بداية الانسحاب العثماني من أوربا، كما أنه يسجل الانتقال إلى عصر التفكك والاضمحلال السريع!!
انتصر الأسطول العثماني على الأسطول البندقي في معركة بحرية جنوب جزيرة ميديلي في البحر المتوسط، وأسفرت هذه المعركة عن مقتل 2500 بندقي.