Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
لقد أثار فتح بلاد فارس وتطهيرها من عبادة غير الله عز وجل حقدا مجوسيا؛ فحركوا أصابعهم، واستطاعوا بقدر من الله عز وجل أن يصلوا إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقتله، بتحريك ذلك العلج المجوسي؛ ليقضي الله أمرا كان مفعولا، فكان قاتله أشقى الخلق بما أقدم عليه، وكان قتله لعمر مؤامرة منه مع غيره من المجوس الذين جيء بهم أسرى إلى المدينة، وكان هذا المجوسي واسمه فيروز أبو لؤلؤة المجوسي غلاما للمغيرة، بقي فيها لعلمه بكثير من الصناعات النافعة للمسلمين، ولكنه كان صاحب حقد شديد على عمر، فهو مجوسي خبيث ظل يتحين الفرصة للقضاء على عمر، فجهز سكينا ذا حدين وطلاه بالسم، وانتظر عمر بن الخطاب في صلاة الفجر، فلما دخل عمر في الصلاة وكبر طعنه أبو لؤلؤة ست طعنات في خاصرته وهرب بين الصفوف يطعن المصلين أمامه حتى قام عبد الرحمن بن عوف فألقى عليه برنسه فلما أيقن الخبيث أنه مقبوض طعن نفسه بسكينه ومات, ومات من طعناته تلك ثلاثة عشر رجلا، وأما عمر فقدم عبد الرحمن بن عوف للصلاة بالناس، ثم نظروا أمر عمر الذي احتمل إلى بيته، وجيء له بالطبيب فسقاه نبيذا فخرج النبيذ مشكلا، قال: فاسقوه لبنا.
قال: فخرج اللبن محضا، فقيل له: يا أمير المؤمنين، اعهد.
طلب عمر من ابنه عبد الله أن ينظر من قتله؟ فقال له: قتلك أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة.
قال: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل سجد لله سجدة واحدة.
ثم قال لعبد الله، اذهب إلى عائشة فسلها أن تأذن لي أن أدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر.
بقي عمر بعدها ثلاثة أيام ثم توفي رضي الله عنه وأرضاه، وصلى عليه صهيب، ثم دفن بجانب أبي بكر في حجرة عائشة، فكان مع صاحبيه كما كان معهما في الدنيا، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان قد بقي خليفة عشر سنوات وخمسة أشهر وواحدا وعشرين يوما، كانت حافلة بالفتوحات الإسلامية، وبالعدل المشهور، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا.
لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسكين مسمومة وأيقن أنه ميت طلبوا منه أن يستخلف كما استخلفه أبو بكر رضي الله عنه؛ لكنه أبى ذلك، ولكن جعل ستة من الصحابة وكلهم من المبشرين بالجنة: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم، وأوصاهم أن يختاروا رجلا منهم يخلفه بعد موته، فلما مات وصلي عليه ودفن اجتمعوا في بيت المسور بن مخرمة، جمعهم المقداد بن الأسود، وحضر عبد الله بن عمر كذلك، وتداولوا بينهم حتى قال عبد الرحمن بن عوف: من يخرج منها بنفسه على أن يوليها أفضلكم؟ فلم يجب أحد، فقال: هو أنا.
يعني أنه ينسحب من الخلافة، ولكن يكون أمر تعيين الخليفة له، فعمل عبد الرحمن جهده وسأل الناس، حتى قيل: إنه لم يترك حتى الصغار سألهم: من يوليها؟ ظل كذلك ثلاثة أيام ثم جمعهم عبد الرحمن ثم سأل عليا أن يسير سيرة الخليفتين قبله، فقال: إنه يعمل بعلمه وطاقته.
وأما عثمان فأجاب بالإيجاب فبايعه عبد الرحمن، ثم بايعه الناس جميعا حتى علي بن أبي طالب، وكان طلحة غائبا عن هذا فلما حضر بايع هو كذلك، وقد قيل: إن عبد الرحمن لما سأل الناس كانوا يكادون يجمعون على عثمان.
فكانت تلك قصة خلافته رضي الله عنه وأرضاه.
كان الوليد بن عقبة هو أمير الكوفة، فقام بغزو أذربيجان وأرمينية بجيش على مقدمته سليمان بن ربيعة، وذلك أن أهلهما قد منعوا ما صالحوا عليه حذيفة بن اليمان أيام عمر بن الخطاب، فاضطرهم الوليد إلى المصالحة مرة أخرى.