Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


هو الإمام، العلامة، الحافظ، ذو الفنون، القاضي أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي الأندلسي، القرطبي، الباجي، الفقيه المالكي، صاحب التصانيف.

ولد سنة 403هـ أصله من مدينة بطليوس، فتحول جده إلى باجة -بليدة بقرب إشبيلية- فنسب إليها، وليست باجة المدينة التي بإفريقية، التي ينسب إليها الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي، وابنه الحافظ الأوحد أبو عمر أحمد بن عبد الله بن الباجي، وهما من علماء الأندلس أيضا.

كان أبو الوليد أحد الحفاظ المكثرين في الفقه والحديث، سمع الحديث ورحل فيه إلى بلاد المشرق فسمع هناك الكثير، واجتمع بأئمة ذلك الوقت، كالقاضي أبي الطيب الطبري، وأبي إسحاق الشيرازي، وجاور بمكة ثلاث سنين مع الشيخ أبي ذر الهروي، وأقام ببغداد ثلاث سنين، وبالموصل سنة عند أبي جعفر السمناني قاضيها، فأخذ عنه الفقه والأصول، وسمع الخطيب البغدادي وسمع منه الخطيب أيضا، ثم عاد إلى بلده بعد ثلاث عشرة سنة بعلم غزير، حصله مع الفقر والتقنع باليسير، وتولى القضاء هناك، ويقال: إنه تولى قضاء حلب أيضا.

له مصنفات عديدة منها: ((المنتقى في الفقه)), و((المعاني في شرح الموطأ))، و((إحكام الفصول في أحكام الأصول))، و((الجرح والتعديل))، وغير ذلك، قال القاضي عياض: "آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب، وكان لما رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل، ويعقد الوثائق، قال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة، إلى أن فشا علمه، وهيتت الدنيا به -أي شهرته وأظهرت اسمه-، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته، حتى توفي عن مال وافر، وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم، ويقبل جوائزهم، ولي القضاء بمواضع من الأندلس" قال الأمير أبو نصر: "أما الباجي ذو الوزارتين ففقيه متكلم، أديب شاعر، سمع بالعراق، ودرس الكلام، وصنف, وكان جليلا رفيع القدر والخطر، قبره بالمرية", وقال القاضي أبو علي الصدفي: "ما رأيت مثل أبي الوليد الباجي، وما رأيت أحدا على سمته وهيئته وتوقير مجلسه".

وقد جرت بينه وبين ابن حزم مناوأة شديدة كما جرت بينهما مناظرات كثيرة، قال القاضي عياض: "كثرت القالة في أبي الوليد لمداخلته للرؤساء" توفي بالمرية ليلة الخميس بين العشاءين التاسع والعشرين من رجب وعمره إحدى وسبعون سنة.


ورد إلى بغداد الشريف أبو القاسم البكري، المغربي، الواعظ، وكان أشعري المذهب، وكان قد قصد نظام الملك، فأحبه ومال إليه، وسيره إلى بغداد، وأجرى عليه الجراية الوافرة، فوعظ بالمدرسة النظامية، وكان يذكر الحنابلة ويعيبهم، ويقول: "وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، والله ما كفر أحمد ولكن أصحابه كفروا، ثم إنه قصد يوما دار قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني بنهر القلائين، فجرى بين بعض أصحابه وبين قوم من الحنابلة مشاجرة أدت إلى الفتنة، وكثر جمعه، فكبس دور بني الفراء الحنابلة، وأخذ كتبهم، وأخذ منها كتاب ((الصفات)) لأبي يعلى، فكان يقرأ بين يدي البكري وهو جالس على الكرسي للوعظ، فيشنع به عليهم، وجرى له معهم خصومات وفتن.

ولقب البكري من الديوان بعلم السنة.


كان يوسف بن تاشفين قد استفحل أمره بالمغرب واستولى على أكثر البلاد, فلما سمع الأمير أبو بكر بن عمر بما آل إليه أمر يوسف بن تاشفين وما منحه الله من النصر أقبل من الصحراء ليختبر أحواله، ويقال: إنه كان مضمرا لعزله وتولية غيره فأحس يوسف بذلك فشاور زوجته زينب بنت إسحاق -كان قد تزوجها بعد أبي بكر بن عمر- فقالت له: إن ابن عمك متورع عن سفك الدماء، فإذا لقيته فاترك ما كان يعهده منك من الأدب والتواضع معه، وأظهر أثر الترفع والاستبداد حتى كأنك مساو له ثم لاطفه مع ذلك بالهدايا من الأموال والخلع وسائر طرف المغرب واستكثر من ذلك, فأخذ برأيها, فأظهر له القوة وقدم له الهدايا المستطرفة فأدرك أبوبكر حال ابن تاشفين وأنه  لن يتخلى له عن الأمر, فقال له: يا بن عم، انزل أوصيك.

فنزلا معا وجلسا، فقال أبو بكر إني قد وليتك هذا الأمر، وإني مسؤول عنه، فاتق الله تعالى في المسلمين، وأعتقني وأعتق نفسك من النار، ولا تضيع من أمور رعيتك شيئا، فإنك مسؤول عنه، والله تعالى يصلحك ويمدك ويوفقك للعمل الصالح والعدل في رعيتك، وهو خليفتي عليك وعليهم.

وقد ملك ابن تاشفين بعدوة المغرب من جزائر بني مذغنة إلى طنجة إلى آخر السوس الأقصى إلى جبال الذهب من بلاد السودان.


نفذ الشيخ أبو إسحاق الشيرازي رسولا إلى السلطان ملكشاه والوزير نظام الملك برسالة مضمونها تتضمن الشكوى من العميد أبي الفتح بن أبي الليث، عميد العراق، وأمره أن ينهي ما يجري على البلاد من النظار، وقد جرى بينه وبين إمام الحرمين أبي المعالي الجويني مناظرة بحضرة نظام الملك، وأجيب إلى جميع ما التمسه، ولما عاد أهين العميد، وكسر عما كان يعتمده، ورفعت يده عن جميع ما يتعلق بحواشي الخليفة.