Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


كانت زلزلة بأرض فلسطين، أهلكت بلد الرملة، ورمت شراريف -الشراريف ما يوضع في أعلى البناء يحلى به- من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحقت وادي الصفر وخيبر، وانشقت الأرض عن كنوز كثيرة من المال، وبلغ حسها إلى الرحبة والكوفة، وجاء كتاب بعض التجار فيه ذكر هذه الزلزلة، وذكر فيه أنها خسفت الرملة جميعا حتى لم يسلم منها إلا داران فقط، وهلك منها خمس عشرة ألف نسمة، وغار البحر مسيرة يوم، وساخ في الأرض وظهر في مكان الماء أشياء من جواهر وغيرها، ودخل الناس في أرضه يلتقطونه، فرجع عليهم فأهلك كثيرا منهم.


يوم النصف من جمادى الآخرة قرئ الاعتقاد القادري الذي فيه مذهب أهل السنة والجماعة، والإنكار على أهل البدع، وقرأ أبو مسلم الكجي البخاري المحدث كتاب ((التوحيد)) لابن خزيمة على الجماعة الحاضرين، وذكر بمحضر من الوزير ابن جهير وجماعة الفقهاء وأهل الكلام، واعترفوا بالموافقة، ثم قرئ الاعتقاد القادري على الشريف أبي جعفر بن المقتدي بالله بباب البصرة، وذلك لسماعه له من مصنفه الخليفة القادر بالله.


هو الصدر الأنبل الرئيس القدوة أبو منصور عبد الملك بن محمد بن يوسف البغدادي، سبط الإمام أبي الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي, ولد سنة 395هـ وكان يلقب بالشيخ الأجل، كان أوحد زمانه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمبادرة إلى فعل الخيرات، واصطناع الأيادي عند أهلها، من أهل السنة، مع شدة القيام على أهل البدع ولعنهم، قال الخطيب البغدادي: كان أوحد وقته في فعل الخير، وافتقاد المستورين بالبر، ودوام الصدقة، والإفضال على أهل العلم، والقيام بأمورهم والتحمل لمؤنهم، والاهتمام بما عاد من مصالحهم، والنصرة لأهل السنة، والقمع لأهل البدع" توفي عن خمس وستين سنة، وكان يوم موته يوما مشهودا، حضره خلق لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل.

قال أبي النرسي: "لم أر خلقا قط مثل من حضر جنازته" دفن بمقبرة باب حرب إلى جنب جده لأمه أبي الحسين ابن السوسنجردي.

قال الذهبي: "كان ذا جاه عريض واتصال بالخليفة, وأرخ له ابن خيرون، وقال: دفن عند جده لأمه، وحضره جميع الأعيان، وكان صالحا، عظيم الصدقة، متعصبا للسنة، قد كفى عامة العلماء والصلحاء".


بدأت الدولة الفاطمية بمصر يصيبها الضعف بسبب عدة أمور كان من أهمها حصول الشقاق بين الترك والعبيد، وحصول الاقتتال بينهم، وفي هذه السنة خرج ناصر الدولة بن حمدان من عند الوزير أبي عبد الله الماشلي وزير المستنصر بمصر فوثب عليه رجل صيرفي وضربه بسكين؛ فأمسك الصيرفي وشنق في الحال، وحمل ناصر الدولة بن حمدان إلى داره جريحا، فعولج فبرئ بعد مدة.

فقيل: إن المستنصر ووالدته كانا دسا الصيرفي عليه، وفي هذه الأيام اضمحل أمر المستنصر بالديار المصرية لتشاغله باللهو والشرب والطرب.

فلما عوفي ابن حمدان اتفق مع مقدمي المشارقة، مثل سنان الدولة وسلطان الجيوش وغيرهما، فركبوا وحصروا القاهرة، فاستنجد المستنصر وأمه بأهل مصر، وذكرهم بحقوقه عليهم، ووعدهم بالإحسان؛ فقاموا معه ونهبوا دور أصحاب ابن حمدان وقاتلوهم.

فخاف ابن حمدان وأصحابه، ودخلوا تحت طاعة المستنصر، بعد أمور كثيرة صدرت بين الفريقين.