Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


ثار الخوارج في طبرستان بزعامة قطري بن الفجاءة فأرسل الحجاج جيشا بقيادة سفيان بن الأبرد فقاتله, فانفض عنه أصحابه وسقط في شعب من الشعاب فاغتاله علج من أهل طبرستان وأرسل رأسه إلى الحجاج.


كثرت فتن الخوارج والحروب معهم وازداد أمرهم قوة، فقد بايعوا لشبيب بن يزيد بعد صالح بن مسرح، وكان شبيب قد هزم جيش الحجاج ثم هرب شبيب إلى المدائن وقوي أمره حتى سار إليه الحجاج بنفسه كما سير عبد الملك جيشا من الشام إليه والتقى الطرفان في مقتلة عظيمة قتل فيها الكثير من أصحاب شبيب، مما اضطره للهروب إلى ناحية جسر على نهر دجيل بالأهواز، فكبا جواد شبيب فسقط في النهر وغرق من كثرة الحديد عليه، فكانت هذه بمثابة إخماد فتنتهم في العراق.


أرسل هشام بن عبدالرحمن الداخل بالصائفة جيشا كثيفا واستعمل عليهم وزيره عبدالملك بن عبدالواحد بن مغيث، فبلغ ألبة والقلاع، وأثخن في نواحيها، ثم بعثه في العساكر، فوصلوا إلى أربونة وجرندة، وكان البدء بجرندة، وكان بها حامية الفرنج، فقتل رجالها وهدم أسوارها بالمجانيق، وأبراجها، وأشرف على فتحها، فرحل عنها إلى أربونة، ففعل بها مثل ذلك، وأوغل في بلادهم ووطئ أرض برطانية فاستباح حريمها وقتل مقاتلتها، وجاس البلاد شهرا يحرق الحصون ويسبي ويغنم، وقد أجفل العدو من بين يديه هاربا، وأوغل في بلادهم ورجع سالما ومعه من الغنائم ما لا يعلمه إلا الله تعالى.

وهي من أشهر مغازي المسلمين بالأندلس.

حيث بلغ فيه خمس السبي إلى خمسة وأربعين ألفا من الذهب العين، وكان قد استمد الطاغية بالبشكنس وجيرانه من الملوك، فهزمهم عبدالملك ثم بعث بالعساكر مع عبد الكريم بن عبد الواحد إلى بلاد جليقة، فأثخنوا في بلاد العدو وغنموا ورجعوا.


خالف العطاف بن سفيان الأزدي الرشيد وتغلب على الموصل، وكان من فرسان أهل الموصل، واجتمع عليه أربعة آلاف رجل، وجبى الخراج، وكان عامل الرشيد على الموصل محمد بن العباس الهاشمي، وقيل: عبد الملك بن صالح، والعطاف غالب على الأمر كله، وهو يجبي الخراج، وأقام على هذا سنتين، حتى خرج الرشيد إلى الموصل فهدم سورها بسببه, فأقسم ليقتلن من لقي من أهلها، وكان العطاف قد سار عنها نحو أرمينية، فلم يظفر به الرشيد.


لما قدم إدريس بن عبدالله المغرب سنة 172هـ نزل على إسحاق بن عبد الحميد، فقدمه قبائل البربر وأطاعوه، وبلغ خبره هارون الرشيد، فدس إليه من سمه.

وكان المدسوس إليه رجلا يقال له الشماخ، فسمه وهرب إلى المشرق، فقام بأمر البربر مولاه راشد.

وترك إدريس جارية بربرية اسمها كنزة؛ فولدت له غلاما سمي باسم أبيه، فولي إدريس بن إدريس سنة 187هـ وهو ابن أحد عشرة سنة، وقيل: أكثر من ذلك.


بعد أن تم القضاء على ثورة الزنج، بدأ بالظهور دعوة جديدة كان رائدها حمدان بن الأشعث المعروف بقرمط، جاء من خوزستان إلى الكوفة واستقر بمكان يسمى (النهرين)، وكان يظهر الزهد والتقشف ويسف الخوص ويأكل من كسب يده، ويكثر الصلاة، فأقام على ذلك مدة، فكان إذا قعد إليه رجل ذاكره في أمر الدين وزهده في الدنيا وأعلمه أن الصلاة المفروضة على الناس خمسون صلاة في كل يوم وليلة، حتى فشا ذلك عنه بموضعه، ثم أعلمهم أنه يدعو إلى إمام من آل بيت الرسول، فلم يزل على ذلك حتى استجاب له جمع كثير، وكان تأثر أصلا بالحسين الأهوازي صاحب الإسماعيليين، واستلم الزعامة حمدان بعد موت الحسين، فابتنى دارا لأتباعه بالكوفة، وفرض على أتباعه مبلغا يدفعونه ويصرفه هو في الدعوة، كما جعل من أصحابه اثني عشر نقيبا، واشترى السلاح وأخاف الناس فلحق به بعضهم خوفا، وكان القرامطة دعاة للإسماعيلية في البداية، ثم انحرفوا عنهم بعد أن انحرفت الدعوة في السلمية- مقر الدعوة الإسماعيلية- ولم تعد لأولاد محمد بن إسماعيل بل لأولاد عبدالله بن ميمون القداح- ابن مؤسس الدعوة- فبدأ بالدعوة بطريق آخر مخالفا عن الإسماعيليين؛ مما ولد الشقاق بينهم، وأصبحت كل دعوة مستقلة بنفسها، ومن المعروف أن هذه الدعوة فيها إسقاط للفروض من الصلاة والصوم والحج وغيرها من التعاليم.


أرسل العزيز بالله الفاطمي بمصر داعيا له إلى كتامة، يقال له أبو الفهم، واسمه حسن بن نصر، يدعوهم إلى طاعته، وغرضه أن تميل كتامة إليه وترسل إليه جندا يقاتلون المنصور صاحب إفريقية، ويأخذون إفريقية منه، لما رأى من قوته، فدعاهم أبو الفهم، فكثر أتباعه، وقاد الجيوش، وعظم شأنه، وعزم المنصور على قصده، فأرسل إلى العزيز بمصر يعرفه الحال، فأرسل العزيز رسولين إلى المنصور ينهاه عن التعرض لأبي الفهم وكتامة، وأمرهما أن يسيرا إلى كتامة بعد الفراغ من رسالة المنصور، فلما وصلا إلى المنصور وأبلغاه رسالة العزيز أغلظ القول لهما وللعزيز أيضا، وأغلظا له، فأمرهما بالمقام عنده بقية شعبان ورمضان، ولم يتركهما يمضيان إلى كتامة، ثم سار إلى كتامة والرسولان معه، فكان لا يمر بقصر ولا منزل إلا هدمه، حتى بلغ مدينة سطيف، وهي كرسي عزهم، فاقتتلوا عندها قتالا عظيما، فانهزمت كتامة، وهرب أبو الفهم إلى جبل وعر فيه ناس من كتامة يقال لهم بنو إبراهيم، فأرسل إليهم المنصور يتهددهم إن لم يسلموه، فقالوا: هو ضيفنا ولا نسلمه، ولكن أرسل أنت إليه فخذه ونحن لا نمنعه.

فأرسل فأخذه، وضربه ضربا شديدا، ثم قتله وسلخه، وأكلت صنهاجة وعبيد المنصور لحمه، وقتل معه جماعة من الدعاة ووجوه كتامة، وعاد إلى أشير، ورد الرسولين إلى العزيز فأخبراه بما فعل بأبي الفهم، وقالا: جئنا من عند شياطين يأكلون الناس، فأرسل العزيز إلى المنصور يطيب قلبه، وأرسل إليه هدية، ولم يذكر له أبا الفهم.


تهيأ العزيز الفاطمي صاحب مصر لغزو الروم، فاحترقت مراكبه، فاتهم بها أناسا.

ثم بعد ذلك وصلت رسل الروم في البحر إلى ساحل القدس، ودخلوا مصر يطلبون الصلح، فأجابهم العزيز واشترط شروطا شديدة التزموا بها كلها، منها: أنهم يحلفون أنه لا يبقى في مملكتهم أسير إلا أطلقوه، وأن يخطب للعزيز في جامع قسطنطينية كل جمعة، وأن يحمل إليه من أمتعة الروم كل ما افترضه عليهم، ثم ردهم بعقد الهدنة سبع سنين.


عقد مجلس بحضرة الخليفة فيه القضاة وأعيان الدولة، وجددت البيعة بين الطائع وبين شرف الدولة بن عضد الدولة، وكان يوما مشهودا، ثم في ربيعها الأول ركب شرف الدولة من داره إلى دار الخليفة وزينت البلد وضربت البوقات والطبول والدبادب، فخلع عليه الخليفة وسوره وأعطاه لواءين معه، وعقد له على ما وراء داره، واستخلفه على ذلك، ولما قضيت البيعة دخل شرف الدولة على أخته امرأة الخليفة، فمكث عندها إلى العصر والناس ينتظرونه، ثم خرج وسار إلى داره للتهنئة.


هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان (أبو علي الفارسي) أحد علماء العربية المعدودين، ولد ببلده فسا, وقدم بغداد فاستوطنها، وكان فيه اعتزال.

علت منزلته في النحو، حتى قال قوم من تلامذته هو فوق المبرد، وأعلم منه، وصنف كتبا عجيبة حسنة، لم يسبق إلى مثلها، منها كتاب "الإيضاح"  وكتاب "التكملة" في النحو.

واشتهر ذكره في الآفاق، وبرع له غلمان حذاق، مثل: عثمان بن جني، وعلي بن عيسى الشيرازي، وغيرهما، وتقدم عند عضد الدولة وقال عنه: "أنا غلام أبي علي النحوي في النحو".

توفي ودفن بالشونيزيه، وقد عاش 89 سنة.


حدثت فتنة شديدة بين الديلم والعامة بمدينة الموصل، قتل فيها مقتلة عظيمة، ثم أصلح الحال بين الطائفتين.


عاود تكش العصيان -قيل: إن تكش مملوك لملكشاه.

وقيل: إنه لصيق له وإن أباه النعمان- وكان أصحاب تكش يؤثرون الاختلاط، فحسنوا له مفارقة طاعة ملكشاه، فأجابهم، وسار معهم، فملك مرو الروذ وغيرها إلى قلعة تقارب سرخس وهي لمسعود ابن الأمير ياخز، وقد حصنها جهده، فحصروه بها، ولم يبق غير أخذها منه، فاتفق أبو الفتوح الطوسي، صاحب نظام الملك، وهو بنيسابور، وعميد خراسان، وهو أبو علي، على أن يكتب أبو الفتوح ملطفا إلى مسعود بن ياخز، وكان خط أبي الفتوح أشبه شيء بخط نظام الملك، يقول فيه: كتبت هذه الرقعة من الري يوم كذا، ونحن سائرون من الغد نحوك، فاحفظ القلعة، ونحن نكبس العدو في ليلة كذا، فاستدعيا فيجا –أي خادم- يثقون به، وأعطياه دنانير صالحة، وقالا: سر نحو مسعود، فإذا وصلت إلى المكان الفلاني فأقم به ونم وأخف هذا الملطف في بعض حيطانه، فستأخذك طلائع تكش، فلا تعترف لهم حتى يضربوك، فإذا فعلوا ذلك وبالغوا فأخرجه لهم، وقل: إنك فارقت السلطان بالري ولك منا الحباء والكرامة، ففعل ذلك، وجرى الأمر على ما وصفا، وأحضر بين يدي تكش وضرب، وعرض على القتل، فأظهر الملطف وسلمه إليهم، وأخبرهم أنه فارق السلطان ونظام الملك بالري في العساكر، وهو سائر، فلما وقفوا على الملطف، وسمعوا كلام الرجل، وساروا ساروا من وقتهم، وتركوا خيامهم ودوابهم، والقدور على النار، فلم يصبروا على ما فيها، وعادوا إلى قلعة ونج.

وكان هذا من الفرج العجيب، فنزل مسعود وأخذ ما في المعسكر، وورد السلطان إلى خراسان بعد ثلاثة أشهر، ولولا هذا الفعل لنهب لذهب تكش إلى باب الري، ولما وصل السلطان قصد تكش وأخذه، وكان قد حلف له بالأيمان أنه لا يؤذيه، ولا يناله منه مكروه، فأفتاه بعض من حضر بأن يجعل الأمر إلى ولده أحمد، ففعل ذلك، فأمر أحمد بتسميل عينيه، فسملتا ثم سجن.


سار سليمان بن قتلمش، صاحب قونية وأقصرا وأعمالها من بلاد الروم، إلى الشم الشام، فملك مدينة أنطاكية من أرض الشام، وكانت بيد الروم من سنة 358هـ، وسبب ملك سليمان المدينة أن صاحبها الفردوس الرومي كان قد سار عنها إلى بلاد الروم، ورتب بها شحنة – مسؤول عن ضبط المدينة-، وكان الفردوس مسيئا إلى أهلها، وإلى جنده أيضا، فاتفق ابنه والشحنة على تسليم البلد إلى سليمان بن قتلمش، وكاتبوه يستدعونه، فركب البحر وأخذ البلد في شعبان، فقاتله أهل البلد، فهزمهم مرة بعد أخرى، وقتل كثيرا من أهلها، ثم عفا عنهم، وتسلم القلعة المعروفة بالقسيان، وأخذ من الأموال ما يجاوز الإحصاء، وأحسن إلى الرعية، وعدل فيهم، وأمرهم بعمارة ما خرب، ومنع أصحابه من النزول في دورهم ومخالطتهم، ولما ملك سليمان أنطاكية أرسل إلى السلطان ملكشاه يبشره بذلك، وينسب هذا الفتح إليه لأنه من أهله، وممن يتولى طاعته، فأظهر ملكشاه البشارة به، وهنأه الناس.


سار عز الدين فرخشاه نائب صلاح الدين بدمشق إلى أعمال الكرك ونهبها، وسبب ذلك أن البرنس صاحب الكرك، كان من شياطين الفرنج ومردتهم، وأشدهم عداوة للمسلمين، فتجهز وجمع عسكره ومن أمكنه الجمع، وعزم على المسير في البر إلى تيماء، ومنها إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، للاستيلاء على تلك النواحي الشريفة، فسمع فرخشاه ذلك، فجمع العساكر الدمشقية وسار إلى بلده ونهبه وخربه، وعاد إلى طرف بلادهم، وأقام ليمنع البرنس من بلاد الإسلام، فامتنع بسببه عن مقصده، فلما طال مقام كل واحد منهم في مقابلة الآخر علم البرنس أن المسلمين لا يعودون حتى يفرق جمعه، ففرقهم وانقطع طمعه من الحركة، فعاد فرخشاه إلى دمشق، وكفى الله المؤمنين شر الكفار.


سير صلاح الدين جماعة من أمرائه منهم صارم الدين قتلغ أبه- والي مصر- إلى اليمن؛ للاختلاف الواقع بها بين نواب أخيه شمس الدولة توران شاه، وهم عز الدين عثمان بن الزنجيلي، والي عدن، وحطان بن منقذ، والي زبيد، وغيرهما؛ فإنهم لما بلغهم وفاة صاحبهم توران شاه اختلفوا وجرت بين عز الدين عثمان وبين حطان حرب، وكل واحد منهما يروم أن يغلب الآخر على ما بيده، واشتد الأمر، فخاف صلاح الدين أن يطمع أهل البلاد فيها بسبب الاختلاف بين أصحابه وأن يخرجوهم من البلاد، فأرسل هؤلاء الأمراء إليها.

واستولى قتلغ أبه على زبيد وأزال حطان عنها، ثم مات قتلغ أبه، فعاد حطان إلى إمارة زبيد، وأطاعه الناس لجوده وشجاعته.


كانت قلعة البيرة، وهي مطلة على الفرات من أرض الجزيرة، لشهاب الدين الأرتقي، وهو ابن عم قطب الدين إيلغازي بن ألبي بن تورتاش بن إيلغازي بن أرتق صاحب ماردين، وكان في طاعة نور الدين محمود بن زنكي، صاحب الشام، فمات شهاب الدين وملك القلعة بعده ولده وصار في طاعة عز الدين مسعود صاحب الموصل، فلما كان هذه السنة أرسل صاحب ماردين إلى عز الدين مسعود يطلب منه أن يأذن له في حصر البيرة وأخذها، فأذن له في ذلك، فسار في عسكره إلى قلعة سميساط، وهي له، ونزل بها وسير العسكر إلى البيرة، فحصرها، فلم يظفر منها بطائل إلا أنهم لازموا الحصار، فأرسل صاحبها إلى صلاح الدين وقد خرج من ديار مصر، يطلب منه أن ينجده ويرحل العسكر المارديني عنه، ويكون هو في خدمته، كما كان أبوه في خدمة نور الدين، فأجابه إلى ذلك، وأرسل رسولا إلى صاحب ماردين يشفع فيه، ويطلب أن يرحل عسكره عنه، فلم يقبل شفاعته، واشتغل صلاح الدين بالفرنج، فلما رأى صاحب ماردين طول مقام عسكره على البيرة، ولم يبلغوا منها غرضا، أمرهم بالرحيل عنها، وعاد إلى ماردين، فسار صاحب البيرة إلى صلاح الدين، وكان معه حتى عبر معه الفرات.


هو أبو الفتوح الملك الصالح إسماعيل- صاحب حلب- بن نور الدين محمود بن الأتابك زنكي, وصى له والده محمود بمملكته وهو ابن إحدى عشرة سنة، فملكوه بدمشق، وحلفوا له بحلب، فأقبل صلاح الدين من مصر، وأخذ منه دمشق، فترحل إسماعيل إلى حلب، وكان شابا دينا خيرا، عاقلا بديع الجمال، محببا إلى الرعية وإلى الأمراء، ثم سار السلطان صلاح الدين، وحاصر حلب مدة، ثم ترحل عنها، ثم حاصرها، فصالحوه، وبذلوا له المعرة وغيرها، ثم نازل حلب ثالثا، فبذل أهلها الجهد في نصرة الملك الصالح، فلما ضجر السلطان، صالحهم وترحل، وأخرجوا إليه بنت نور الدين، فوهبها عزاز- بليدة قريبة من حلب- وكان تدبير مملكة حلب إلى أم الملك الصالح، وإلى شاذبخت الخادم وابن القيسراني.

تعلل الملك الصالح بقولنج خمسة عشر يوما، "فلما اشتد به المرض عرض عليه طبيبه خمرا للتداوي، فأبى، وقال: قد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها، ولعلي أموت وهو في جوفي)).

ولما اشتد مرضه أحضر الأمراء، وسائر الأجناد، ووصاهم بتسليم البلد إلى ابن عمه عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي، واستحلفهم على ذلك، فقال له بعضهم: إن عماد الدين ابن عمك أيضا، وهو زوج أختك، وكان والدك يحبه ويؤثره، وهو تولى تربيته، وليس له غير سنجار، فلو أعطيته البلد لكان أصلح، وعز الدين له من البلاد من نهر الفرات إلى همذان، ولا حاجة به إلى بلدك، فقال له: إن هذا لم يغب عني، ولكن قد علمتم أن صلاح الدين قد تغلب على عامة بلاد الشام سوى ما بيدي، ومتى سلمت حلب إلى عماد الدين يعجز عن حفظها، وإن ملكها صلاح الدين لم يبق لأهلنا معه مقام، وإن سلمتها إلى عز الدين أمكنه حفظها بكثرة عساكره وبلاده، فاستحسنوا قوله، وعجبوا من جودة فطنته مع شدة مرضه وصغر سنه.

توفي في رجب، وعمره نحو تسع عشرة سنة, ولما قضى نحبه أرسل الأمراء إلى أتابك عز الدين يستدعونه إلى حلب، فسار هو ومجاهد الدين قايماز إلى الفرات، وأرسل فأحضر الأمراء عنده من حلب، فحضروا وساروا جميعا إلى حلب، ودخلها في العشرين من شعبان، وكان صلاح الدين حينئذ بمصر، فأقام أتابك عز الدين مسعود بحلب عدة شهور، ثم سار عنها إلى الرقة.


هو أبو البركات كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله مصغر بن أبي سعيد بن سليمان الأنباري النحوي صاحب التصانيف المفيدة، من الأئمة المشار إليهم في علم النحو، ولد في شهر ربيع الآخر سنة 513, وسكن بغداد من صباه إلى أن مات، وتفقه على مذهب الشافعي، بالمدرسة النظامية وتصدر لإقراء النحو بها، وصار شيخ العراق في الأدب غير مدافع له.

تولى التدريس في بغداد, وقصده طلاب العلم من سائر الأقطار, يقول ابن خلكان: "اشتغل عليه خلق كثير وصاروا علماء، ولقيت جماعة منهم، وصنف في النحو كتاب "أسرار العربية" وهو سهل المأخذ كثير الفائدة، وله كتاب "الميزان" في النحو، وله كتاب في "طبقات الأدباء" جمع فيه المتقدمين والمتأخرين مع صغر حجمه، وكتبه كلها نافعة، وكان نفسه مباركا ما قرأ عليه أحد إلا وتميز".

ثم انقطع ابن الأنباري في منزله مشتغلا بالعلم والعبادة والإفادة، قال الموفق عبد اللطيف البغدادي: "لم أر في العباد والمنقطعين أقوى منه في طريقه، ولا أصدق منه في أسلوبه، جد محض لا يعتريه تصنع، ولا يعرف الشرور ولا أحوال العالم.

كانت له دار يسكنها، وحانوت ودار أخرى يتقوت بأجرتهما، سير له المستضيء خمس مائة دينار فردها، وكان لا يوقد عليه ضوء، وتحته حصير قصب، وثوبا قطن، وله مائة وثلاثون مصنفا" ومن تصانيفه في المذهب "هداية الذاهب في معرفة المذاهب" و"بداية الهداية" وفي الأصول "الداعي إلى الإسلام في أصول الكلام" و"النور اللائح في اعتقاد السلف الصالح" وغير ذلك، وفي الخلاف "التنقيح في مسلك الترجيح"، و"الجمل في علم الجدل" وغير ذلك، وفي النحو واللغة ما يزيد على الخمسين مصنفا، وله شعر حسن كثير, ثم انقطع في آخر عمره في بيته مشتغلا بالعلم والعبادة، وترك الدنيا ومجالسة أهلها، ولم يزل على سيرة حميدة إلى أن توفي ليلة الجمعة تاسع شعبان من هذه السنة ببغداد، ودفن بباب أبرز بتربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي.


استولى ملك غرناطة الفقيه محمد الثاني بن الأحمر على مالقة وضمها إلى مملكته، وكان المنصور يعقوب ملك بني مرين يطمع فيها فساءت بذلك العلاقة بينه وبين ملك غرناطة، فعزم على قتله.


هو الملك أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى، بعدما ملك تسع عشرة سنة وشهرين، وهو الملك الرابع عشر من ملوك الحفصيين بتونس، فقام بعده ابنه أبو البقاء خالد، وكان حاجبه ابن المالقي هو الذي يتولى أمور السلطة ويستبد بها.

مات في العشرين من رجب.


في يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة تجمعت الغوغاء من زعر العامة بأراضي اللوق خارج القاهرة للشلاق، فقتل بينهم واحد منهم، فركب والي القاهرة الشريف بكتمر، وأركب معه الأمير علاء الدين علي بن كلفت الحاجب، والأمير أقبغا اليوسفي الحاجب، وقصد المشالقين، ففروا منهم، وبقي من هناك من النظارة، فضرب عدة منهم بالمقارع، فتعصبت العامة، ووقفوا تحت القلعة في يوم الثلاثاء، وأصبحوا يوم الأربعاء الثامن عشر كذلك، وهم يستغيثون ويضجون بالشكوى من الوالي، فأجيبوا بأن السلطان يعزل عنكم هذا الوالي فأبوا إلا أن يسلمه إليهم هو والحاجبين، وكان الوالي قد ركب على عادته بكرة النهار يريد القلعة، فرجمته العامة حتى كاد يهلك فالتجأ منهم بالإسطبل، وظل نهاره فيه، والعامة وقوف تحت القلعة إلى قريب العصر، وكلما أمروا بأن يمضوا أبوا ولجوا، فركب إليهم الوالي في جمع موفور من مماليك الأمير بكتمر المومني، أمير آخور، ومن الأوجاقية، فثارت العامة ورجمتهم رجما متداركا حتى كسروهم كسرة قبيحة، فركبت المماليك السلطانية، والأوجاقية وحملوا على العامة، وقتلوا منهم جماعة، وقبضوا على خلائق منهم، وركب الأمير ألجاي اليوسفي، وقسم الخطط والحارات على الأمراء والمماليك، وأمرهم بوضع السيف في الناس، فجرت خطوب شنيعة، قتل فيها خلائق ذهبت دماؤهم هدرا، وأودعت السجون منهم طوائف، وامتدت أيدي الأجناد إلى العامة حتى إنه كان الجندي يدخل إلى حانوت البياع من المتعيشين ويذبحه ويمضي، وحكى بعضهم أنه قتل بيده في هذه الواقعة من العامة سبعة عشر رجلا، وكانت ليلة الخميس التاسع عشر من ليالي السوء، وأصبح الناس وقد بلغ السلطان الخبر، فشق عليه وأنكره، وقال للأمير بكتمر المومني عجلت بالأضحية على الناس وتوعده، فرجف فؤاده ونحب قلبه، وقام فلم يزل صاحب فراش حتى مات، وأمر السلطان بالإفراج عن المسجونين، ونودي بالأمان، وفتح الأسواق، ففتحت وقد كان الناس قد أصبحوا على تخوف شديد لما مر بهم في الليل.


في هذه السنة قتل الأمير قشتمر المنصوري نائب حلب، وخبره أنه لما ولي نيابة حلب في جمادى الآخرة من هذه السنة وتوجه إلى حلب، فلم يقم بها إلا يسيرا، ثم إن بني كلاب كثر فسادهم وقطعهم الطريق فيما بين حماة وحلب، وأخذوا بعض الحجاج، فخرج إليهم الأمير قشتمر نائب حلب بالعسكر، حتى أتوا تل السلطان بظاهر حلب، فإذا عدة من مضارب عرب آل فضل، فاستاق العسكر جمالهم ومواشيهم ومالوا على بيوت العرب فنهبوها، فثارت العرب بهم وقاتلوهم، واستنجدوا من قرب منهم من بنى مهنا، وأتاهم الأمير حيار وولده نعير بجمع كبير، فكانت معركة شنيعة، قتل فيها الأمير قشتمر النائب وولده وعدة من عسكره، وانهزم باقيهم، فركب العرب أقفيتهم، فلم ينج منهم عريانا إلا من شاء الله، وكان ذلك يوم الجمعة خامس عشر ذي الحجة، ولما بلغ الملك الأشرف ذلك عظم عليه، وأرسل تقليدا للأمير اشقتمر المارديني بنيابة حلب على يد الأمير قطلوبغا الشعباني، وعزل حيارا عن إمرة العرب وولاها لزامل.


في يوم الجمعة ثامن ذي الحجة قدم الخبر بنزول أربع قطايع على الإسكندرية من الفرنج، وأنهم رموا على المدينة بمنجنيق، فخرج تلك الليلة ثلاثة وعشرون أميرا، منهم ثلاثة من الألوف وعشرة من الطبلخاناه وعشرة من أمراء العشرات، فقدم الخبر في عشية السبت أن المغاربة والتركمان نزلوا في المراكب، وقاتلوا الفرنج، وقتلوا منهم نحو المائة، وغنموا منهم مركبا.


كان من ولد جنكيز خان, جغطاي الذي استقر في تركستان وبقيت أسرته تحكم هذه المنطقة وكان توغلق تيمور أحد ملوك المغول واستقر في أعمال تركستان الشرقية عام 748 وأعلن أنه حفيد داود خان، وضم إليه بلاد ما وراء النهر ودخلت في أيامه أعداد كبيرة من المغول إلى الإسلام، ثم إن والي سمرقند تحرك نحو مدينة هراة واحتلها، ثم إنه اغتيل واختلف الأهالي وعمتهم الفوضى، فوصل الخبر إلى توغلق تيمور فسار بقوة نحو سمرقند، ففر من وجهه بعض الأمراء الذين كانوا يظهرون العصيان، ثم إن تيمورلنك وخوفا من تهديم البلدة تقدم إلى قائد طليعة جيش المغول وأكرمه، فأمر هذا القائد جنده ألا يمسوا هذه البلدة بسوء، كما طلب من تيمورلنك أن يسير معه إلى الخان توغلق تيمور، فكافأه الخان وجعله واليا على مدينة كش، وأعطى توغلق تيمور إمرة سمرقند إلى تيمورلنك على أن قائد الجيش فيها هو إلياس ابن توغلق الذي أساء السيرة بسمرقند، فحدث الخلاف بينهما فطلب إلياس من أبيه أن يقتل تيمورلنك الذي هرب بعد أن وصله الخبر وجمع حوله الأنصار، وعاد فحارب المغول وصادف ذلك موت توغلق فانسحب إلياس إلى تركستان ليتسلم الملك بعد أبيه، فترك ما وراء النهر فأصبحت كلها في قبضة تيمورلنك، واتخذ من سمرقند عاصمة له.


ما زال محمد الخامس الغني بالله يتابع الغزو فزحف بقواته على مدينة قرمونه، واقتحم مدينة قشتالة، وكان محمد الخامس هذا قد استغل الأحداث الداخلية والفتن التي ثارت في قشتالة أيام ملكها بيدرو بعد وفاة أبيه الملك ألفونسو الحادي عشر، فكانت فترة قلاقل داخلية؛ حيث جرى بين بيدرو وأخيه هنري الذي استعان بالإنكليز وأما بيدرو فاستعان بالفرنسيين، فنشبت بينهما حروب داخلية انتهت بقتل بيدرو وجلوس هنري على عرش الملك باسم هنري الثاني، فاستغل هذه الأحداث محمد الخامس فقام بهذه الأعمال العسكرية.


هو الإمام العالم الفقيه المحدث النحوي الناظم: تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب ابن العلامة الفقيه قاضي القضاة تقي الدين علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام الأنصاري السلمي السبكي الشافعي، قاضي قضاة دمشق بها، ولد بالقاهرة سنة 728.

قال الصفدي: "عني تاج الدين بالرواية وسمع كثيرا، وقرأ بنفسه على شيخنا شمس الدين الذهبي كثيرا من مصنفاته وغيرها، وأفتى ودرس، ونظم الشعر وعمل الألغاز، وراسلني وراسلته، وبالجملة فعلمه كثير على سنه" جرت له محن فاتهم بالكفر واستحلال الخمر؛ قال ابن كثير: " عقد مجلس بسبب قاضي القضاة تاج الدين السبكي، ولما كان يوم الاثنين الرابع والعشرين من ربيع الأول عقد مجلس حافل بدار السعادة بسبب ما رمي به قاضي القضاة تاج الدين الشافعي ابن قاضي القضاة تقي الدين السبكي، وكنت ممن طلب إليه، فحضرته فيمن حضر، وقد اجتمع فيه القضاة الثلاثة، وخلق من المذاهب الأربعة، وآخرون من غيرهم، بحضرة نائب الشام سيف الدين منكلي بغا، وكان قد كتب فيه محضران متعاكسان أحدهما له والآخر عليه، وفي الذي عليه خط القاضيين المالكي والحنبلي، وجماعة آخرين، وفيه عظائم وأشياء منكرة جدا ينبو السمع عن استماعه.

وفي الآخر خطوط جماعات من المذاهب بالثناء عليه، وفيه خطي بأني ما رأيت فيه إلا خيرا, وكثر القول فيه وارتفعت الأصوات وكثر الجدال والمقال، وطال المجلس، فأشار نائب السلطنة بالصلح بينهم وبين قاضي القضاة تاج الدين، فأشار شيخ شرف الدين ابن قاضي الجبل وأشرت أنا أيضا بذلك، فقمنا والأمر باق على ما تقدم، ثم اجتمعنا يوم الجمعة بعد العصر عند نائب السلطنة عن طلبه فتراضوا كيف يكون جواب الكتابات مع مطالعة نائب السلطنة، ففعل ذلك وسار البريد بذلك إلى الديار المصرية، ثم اجتمعنا أيضا يوم الجمعة بعد الصلاة التاسع عشر من ربيع الآخر بدار السعادة، وحضر القضاة الثلاثة وجماعة آخرون، واجتهد نائب السلطنة على الصلح بين القضاة وقاضي الشافعية وهو بمصر، فحصل خلاف وكلام طويل، ثم كان الأمر أن سكنت أنفس جماعة منهم.
".

لتاج الدين السبكي تصانيف، منها طبقات الشافعية الكبرى، وجمع الجوامع في أصول الفقه، والأشباه والنظائر، وشرح منهاج البيضاوي، وشرح مختصر ابن الحاجب، وكان درس بالعادلية والغزالية والأمينية والناصرية ودار الحديث الأشرفية والشامية البرانية، وباشر قضاء دمشق أربع مرات، وخطب بالجامع الأموي.

توفي في عصر يوم الثلاثاء السابع من ذي الحجة متأثرا بالطاعون، ودفن بسفح قاسيون، عن أربع وأربعين سنة.


في أول صفر قدمت رسل الفرنج لطلب الصلح، فحلفوا على ألا يغدروا ولا يحزنوا، وخلع عليهم، وسافروا ومعهم من يحلف ملكهم، وأخذت منهم رهائن بالقلعة، ثم في جمادى الأولى عادت رسل الفرنج ومعهم عدة ممن أسروهم من المسلمين نحو المائة، ثم في جمادى الآخرة بعث الفرنج من بقي من أسرى المسلمين ببلادهم، وتم الصلح، وفتحت كنيسة القيامة بالقدس.


خلع أبو البقاء خالد بن إبراهيم بن أبي بكر متملك تونس، بعد إقامته في الملك سنة وتسعة أشهر تنقص يومين، وهو الخامس عشر من ملوك الحفصيين بتونس، وكان صبيا والأمر بيد الحاجب ابن المالقي، وقام بعده ابن عمه أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم، وقد كان هذا أمير قسنطينة وبجاية، فلما استطاع الزحف على تونس قتل الحاجي ابن المالقي وفر خالد المخلوع، لكنه قبض عليه ونفي إلى الغرب لكنه غرق في البحر، فتملك أبو العباس هذا وتلقب بالمستنصر بالله في يوم السبت ثامن عشر ربيع الآخر.


هو الشيخ جمال الدين أبو محمد عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم الأرموي الإسنوي نزيل القاهرة، ولد في العشر الأواخر من ذي الحجة سنة 704.

وقدم القاهرة سنة 721 وحفظ التنبيه وسمع الحديث من الدبوسي والصابوني وغيرهما، وحدث بالقليل، وأخذ العلم عن الجلال القزويني، والقونوي، وغيرهما، وأخذ العربية عن أبى حيان، ثم لازم بعد ذلك التدريس والتصنيف, فدرس بالملكية والأقبغاوية والفاضلية، ودرس التفسير بالجامع الطولوني, وصنف التصانيف المفيدة منها: "المهمات والتنقيح فيما يرد على الصحيح" و"الهداية إلى أوهام الكفاية" و"طبقات الشافعية" وغير ذلك.

كان فقيها ماهرا، ومعلما ناصحا، ومفيدا صالحا، مع البر والدين والتودد والتواضع، وكان يقرب الضعيف المستهان به من طلبته، ويحرص على إيصال الفائدة إلى البليد، وله مثابرة على إيصال البر والخير إلى كل محتاج، مع فصاحة عبارة وحلاوة محاضرة ومروءة بالغة، كان بحرا في الفروع والأصول محققا لما يقول من النقول، تخرج به الفضلاء، وانتفع به العلماء, وقد ولي وكالة بيت المال والحسبة، ثم عزل نفسه عن الحسبة؛ لكلام وقع بينه وبين الوزير في سنة 762 ثم عزل نفسه من الوكالة في سنة 766، وكانت وفاته ليلة الأحد ثامن عشر من جمادى الأولى من هذه السنة.


تآمر ساوجي ابن السلطان مراد الأول مع الأمير أندرونيقوس ابن الإمبراطور البيزنطي يوانيس، وسارا على رأس جيش من البيزنطيين وبعض المخدوعين من الجنود العثمانيين؛ لمحاربة جيش السلطان مراد, فكانت نتيجة المعركة هزيمة المتآمرين ووقوع الأمير ساوجي في الأسر، فأصر والده السلطان مراد أن يعرض أمره على علماء الشريعة وقضاتها، فحكموا عليه بعقوبة الموت جزاء خروجه على طاعة ولي الأمر وموالاته للأعداء، ومشاركته الفعلية إلى جانبهم في قتال المسلمين، وحين أشفق رجال الدولة أن يفجع السلطان مراد بولده ساوجي، رجوه أن يعفو عنه، ويكتفي بنفيه، فما كان من السلطان مراد الا أن أصر على تنفيذ حكم الشريعة في ولده.