Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


أمر السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي ببناء السور على القاهرة والقلعة، طوله تسعة وعشرون ألف ذراع وثلاثمائة وذراعان بالذراع الهاشمي، فتولى ذلك الأمير بهاء الدين قراقوش الأسدي، وشرع في بناء القلعة، وحفر حول السور خندقا عميقا، وحفر واديه وضيق طريقه، وكان في مكان القلعة عدة مساجد، منها مسجد سعد الدولة، فدخلت في جملة القلعة، وحفر فيها بئرا ينزل إليها بدرج منحوتة في الحجر إلى الماء.


أمر الناصر ببناء مدرسة صلاح الدين للشافعية عند قبر الشافعي، وجعل الشيخ نجم الدين الخبوشاني مدرسها وناظرها.


كان شمس الدين محمد بن عبد الملك بن المقدم صاحب بعلبك، قد أتاه خبر أن جمعا من الفرنج قد قصدوا البقاع من أعمال بعلبك، وأغاروا عليها، فسار إليهم، وكمن لهم في الشعاري والغياض، وأوقع بهم، وقتل فيهم وأكثر، وأسر نحو مائتي رجل منهم وسيرهم إلى صلاح الدين، وكان شمس الدولة توران شاه، أخو صلاح الدين، وهو الذي ملك اليمن، قد وصل إلى دمشق، وهو فيها، فسمع أن طائفة من الفرنج قد خرجوا من بلادهم إلى أعمال دمشق، فسار إليهم ولقيهم عند عين الجر في تلك المروج، فلم يثبت لهم، وانهزم عنهم، فظفروا بجمع من أصحابه، فأسروهم، منهم سيف الدين أبو بكر بن السلار، وهو من أعيان الجند الدمشقيين، واجترأ الفرنج بعده، وانبسطوا في تلك الولاية، وجبروا الكسر الذي نالهم من ابن المقدم.


لما رحل صلاح الدين من حلب، قصد بلاد الإسماعيلية في مصياف؛ ليقاتلهم بما فعلوه من الوثوب عليه وإرادة قتله، وحصر قلعة مصياف، وهي أعظم حصونهم، وأحصن قلاعهم، فنصب عليها المجانيق، وضيق على من بها، فنهب بلدهم وخربه وأحرقه، فقتل وسبى وحرق، وأخذ أبقارهم، ولم يزل كذلك، فأرسل سنان مقدم الإسماعيلية إلى شهاب الدين الحارمي، صاحب حماة، وهو ابن خال صلاح الدين، يسأله أن يدخل بينهم ويصلح الحال ويشفع فيهم، ويقول له: إن لم تفعل قتلناك وجميع أهل صلاح الدين وأمراءه، فحضر شهاب الدين عند صلاح الدين وشفع فيهم وسأل الصفح عنهم، فأجابه إلى ذلك، وصالحهم، ورحل عنهم، وكان عسكره قد ملوا من طول الحرب، وقد امتلأت أيديهم من غنائم عسكر الموصل، ونهب بلد الإسماعيلية، فطلبوا العود إلى بلادهم للراحة، فأذن لهم، وسار هو إلى مصر مع عسكرها، لأنه قد طال بعده عنها، ولم يمكنه المضي إليها فيما تقدم؛ خوفا على بلاد الشام؛ فلما انهزم سيف الدين، وحصر هو حلب، وملك بلادها، واصطلحوا، أمن على البلاد، فسار إلى مصر.


هو الإمام، قاضي القضاة أبو الفضل كمال الدين محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري، الفقيه الموصلي الشافعي، بقية الأعلام.

ولد سنة 491, وكان والده أحد علماء زمانه يلقب: بالمرتضى.

لما قتل عماد الدين زنكي عند قلعة جعبر كان كمال الدين حاضرا في العسكر هو وأخوه تاج الدين أبو طاهر يحيى، فلما رجع العسكر إلى الموصل كانا في صحبته, ولما تولى سيف الدين غازي بن عماد الدين زنكي فوض الأمور كلها إلى القاضي كمال الدين وأخيه بالموصل وجميع مملكته، ثم إنه قبض عليهما في سنة 542 واعتقلهما بقلعة الموصل، ثم إن الخليفة المقتفي شفع فيه وفي أخيه فأخرجا من الاعتقال، وقعدا في بيوتهما وعليهما الترسيم، ولما مات سيف الدين غازي رفع الترسيم عنهما، ثم انتقل كمال الدين إلى خدمة نور الدين محمود صاحب الشام في سنة 550 الذي احتفى به وأكرم وفادته، فأقام بدمشق، ثم فوضه نور الدين محمود في صفر سنة 555، نظر الجامع ودار الضرب وعمارة الأسوار والنظر في المصالح العامة.

واستناب ولده وأولاد أخيه ببلاد الشام، وترقى القاضي كمال الدين إلى درجة الوزارة، وحكم في بلاد الشام في ذك الوقت، واستناب ولده القاضي محيي الدين في الحكم بمدينة حلب، ولم يكن شيء من أمور الدولة يخرج عنه، حتى الولاية وشد الديوان، ولما مات نور الدين وملك صلاح الدين دمشق أقره على ما كان عليه.

وكان فقيها أديبا شاعرا كاتبا ظريفا فكه المجالسة، يتكلم في الخلاف والأصول كلاما حسنا، وكان شهما جسورا كثير الصدقة والمعروف، وقف أوقافا كثيرة بالموصل ونصيبين ودمشق، وكان عظيم الرياسة خبيرا بتدبير الملك، لم يكن في بيته مثله ولا نال أحد منهم ما ناله من المناصب مع كثرة رؤساء بيته، توفي القاضي كمال الدين في السادس من المحرم من هذه السنة، وقد كان من خيار القضاة وأخص الناس بنور الدين محمود، ولما حضرته الوفاة أوصى بالقضاء لابن أخيه ضياء الدين بن تاج الدين الشهرزوري، مع أنه كان يجد عليه؛ لما كان بينه وبينه حين كان صلاح الدين سجنه بدمشق، وكان يعاكسه ويخالفه، ومع هذا أمضى وصيته لابن أخيه، فجلس في مجلس القضاء على عادة عمه وقاعدته.