Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
بعد أن قام يوسف بن تاشفين بفتح مدينة فاس، أخضع معظم نواحي المغرب الجنوبية والوسطى، ودخل في طاعته قبائل مغراتة وزناتة وبني يفرن.
خرج المستنصر الفاطمي على عادته في كل سنة يركب على النجب ومعه النساء والحشم إلى جب عميرة، وهو موضع نزهة، ويغير هيئته، كأنه خارج يريد الحج على سبيل الهزر والمجانة، ومعه الخمر محمول في الروايا عوضا عن الماء، ويدور به سقاته عليه وعلى من معه كأنه بطريق الحجاز أو كأنه ماء زمزم؛ واتفق أن بعض الأتراك جرد سيفا في سكرة منه على بعض عبيد الشراء، فاجتمع عليه عدة من العبيد وقتلوه.
فغضب لذلك جماعة الأتراك واجتمعوا بأسرهم ودخلوا على المستنصر، وقالوا: إن كان هذا الذي قتل منا على رضاك فالسمع والطاعة، وإن كان قتله عن غير رضا أمير المؤمنين فلا صبر لنا على ذلك.
وأنكر المستنصر أن قتله برضاه أو أمره؛ فخرج الأتراك واشتدوا على العبيد يريدون محاربتهم، فبرزت العبيد إليهم؛ وكانت بين الفريقين حروب بناحية كوم شريك قتل فيها عدة، وانهزم العبيد وقويت الأتراك؛ هذا وأم المستنصر تمد العبيد بالأموال والسلاح، فاتفق في بعض الأيام أن بعض الأتراك وقف على شيء مما تبعث به أم المستنصر إلى العبيد لتعينهم به على محاربة الأتراك، فاجتمعوا وصاروا إلى المستنصر وتجرءوا عليه بالقول وأغلظوا في المخاطبة؛ فأنكر أن يكون عنده من ذلك خبر، وصار السيف قائما.
فدخل على أمه وأنكر عليها ما تعتمده من تقوية العبيد وإعانتهم على محاربة الأتراك، ثم انتدب وزيره أبا الفرج ابن المغربي، فخرج ولم يزل يسعى بين الأتراك والعبيد حتى أوقع الصلح بين الفريقين.
فاجتمع العبيد وساروا إلى ناحية شبرا دمنهور.
فكانت هذه الكائنة أول الاختلاف بين طوائف العسكر.
هو المعز بن باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد الحميري الصنهاجي، صاحب إفريقية وما والاها من بلاد المغرب، وكانت ولادته بالمنصورية، ويقال لها صبرة، من أعمال إفريقية، يوم الخميس لخمس مضين من جمادى الأولى سنة 398هـ، وملك بعد أبيه باديس سنة 406هـ, وكان الحاكم العبيدي صاحب مصر قد لقبه شرف الدولة، وسير له تشريفا وسجلا يتضمن اللقب سنة 447هـ, وكان ملكا جليلا عالي الهمة، محبا لأهل العلم كثير العطاء، وكان واسطة عقد بيته, ومدحه الشعراء وانتجعه الأدباء، وكانت حضرته محط الآمال.
وكان مذهب أبي حنيفة بإفريقية أظهر المذاهب، فحمل المعز جميع أهل المغرب على التمسك بمذهب الإمام مالك، وحسم مادة الخلاف في المذاهب, خلع طاعة العبيديين الإسماعيلية، وخطب للقائم بأمر الله العباسي، فبعث إليه المستنصر يتهدده، فلم يخفه، فجهز لمحاربته من مصر العرب، فخربوا حصون برقة وإفريقية، وأخذوا أماكن، واستوطنوا تلك الديار, من هذا الزمان لم يخطب لبني عبيد بعدها.
توفي من مرض أصابه، وهو ضعف الكبد، وكانت مدة ملكه سبعا وأربعين سنة، ولما توفي ملك بعده ابنه تميم، ولما استبد بالملك بعد أبيه سلك طريقه في حسن السيرة، ومحبة أهل العلم، إلا أنه كان أصحاب البلاد إلا أن أصحاب البلاد قد طمعوا بسبب العرب، وزالت الهيبة والطاعة عنهم في أيام المعز، فلما مات ازداد طمعهم، وأظهر كثير منهم الخلاف.
خطب السلطان طغرلبك ابنة الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك، وقال: هذا شيء لم تجر العادة بمثله، ثم طلب شيئا كثيرا كهيئة الفرار، من ذلك أنه طلب ما كان لزوجته التي توفيت من الإقطاعات بأرض واسط، و300 ألف دينار، وأن يقيم السلطان طغرلبك ببغداد لا يرحل عنها ولا يوما واحدا، فوقع الاتفاق على بعض ذلك، وأرسل إليها بمائة ألف دينار مع أرسلان خاتون ابنة أخيه داود وزوجة الخليفة، وأشياء كثيرة من آنية الذهب والفضة، والنثار والجواري، ومن الجواهر ألفان ومائتي قطعة، من ذلك سبعمائة قطعة من جوهر، وزن القطعة ما بين الثلاث مثاقيل إلى المثقال، وأشياء أخرى، فتمنع الخليفة لفوات بعض الشروط، فغضب عميد الملك الوزير لمخدومه السلطان، وجرت شرور طويلة اقتضت أن أرسل السلطان كتابا يأمر الخليفة بانتزاع ابنة أخيه السيدة أرسلان خاتون، ونقلها من دار الخلافة إلى دار المملكة، حتى تنفصل هذه القضية، فعزم الخليفة على الرحيل من بغداد، فانزعج الناس لذلك، وجاء كتاب السلطان إلى رئيس شحنة – القيم لضبط البلد- بغداد برشتق يأمره بعدم المراقبة وكثرة العسف في مقابلة رد أصحابه بالحرمان، ويعزم على نقل الخاتون إلى دار الملك، وأرسل من يحملها إلى البلد التي هو فيها، كل ذلك غضبا على الخليفة، ووردت الكتب الكثيرة من السلطان طغرلبك يشكو من قلة إنصاف الخليفة، وعدم موافقته له، ويذكر ما أسداه إليه من الخير والنعم إلى ملوك الأطراف، وقاضي القضاة الدامغاني، فلما رأى الخليفة ذلك، وأن السلطان أرسل إلى نوابه بالاحتياط على أموال الخليفة، كتب إلى السلطان يجيبه إلى ما سأل، فلما وصل ذلك إلى طغرلبك فرح فرحا شديدا، وأرسل إلى نوابه أن يطلقوا أملاك الخليفة، واتفقت الكلمة بعد أن كادت تتفرق، فوكل الخليفة في العقد، فوقع العقد بمدينة تبريز بحضرة السلطان طغرلبك، وعمل سماطا عظيما، فلما جيء بالموكلة قام لها السلطان وقبل الأرض عند رؤيتها، ودعا للخليفة دعاء كثيرا، ثم أوجب العقد على صداق أربعمائة ألف دينار، وذلك في يوم الخميس الثالث عشر من شعبان، ثم بعث ابنة أخيه الخاتون زوجة الخليفة في شوال بتحف كثيرة، وجوهر وذهب كثير، وجواهر عديدة ثمينة، وهدايا عظيمة لأم العروس وأهلها، ولما استقر السلطان ببغداد أرسل وزيره عميد الملك إلى الخليفة يطالبه بنقل ابنته إلى دار المملكة فتمنع الخليفة من ذلك وقال: إنكم إنما سألتم أن يعقد العقد فقط بحصول التشريف، والتزمتم لها بعود المطالبة، فتردد الناس في ذلك بين الخليفة والسلطان، وأرسل السلطان زيادة على النقد مائة ألف دينار ومائة وخمسين ألف درهم، وتحفا أخر، وأشياء لطيفة، فلما كان ليلة الاثنين الخامس عشر من صفر سنة455هـ زفت السيدة ابنة الخليفة إلى دار المملكة، فضربت لها السرادق من دجلة إلى دار المملكة، وضربت الدبادب والبوقات عند دخولها إلى الدار.
هو الفقيه، العلامة، القاضي المؤرخ أبو عبدالله محمد بن سلامة بن جعفر المعروف بالقضاعي، المصري، الشافعي، كان من الثقات الأثبات, إماما في الفقه والحديث، وكان ينوب في القضاء بمصر أيام المستنصر الفاطمي, وكان المستنصر قد أرسله في سفارة للتفاوض مع إمبراطور الروم في القسطنطينية بشأن العلاقة بين الدولتين.
وهو صاحب كتاب (الشهاب) مجردا ومسندا، وتولى القضاء بمصر, واشتغل بالتاريخ وله عدة تصانيف: منها كتاب (أخبار الشافعي) وكتاب (الإنباء عن الأنبياء) و(تواريخ الخلفاء) وله كتاب (خطط مصر) اعتمد عليه المقريزي في خططه, وكان مفننا في عدة علوم.
توفي بمصر، وصلي عليه يوم الجمعة بعد العصر في مصلى النجار.