Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


كانت نهاية الدولة الإخشيدية بعد أن توفي كافور الإخشيدي، حيث ملك بعده أحمد بن علي الإخشيدي عدة أشهر، وأمور مصر كانت سيئة جدا، فالغلاء من جهة والقحط من جهة أخرى، وكثرة المغاربة من طرف الفاطميين من جهة أيضا، فصارت أمور الدولة لا زمام لها؛ مما أغرى المعز الفاطمي بالهجوم عليها، فأرسل القائد جوهر الصقلي فدخلها فكانت هذه نهاية الدولة الإخشيدية، وبداية الدولة الفاطمية في مصر.


لما استقر جوهر بمصر، وثبت قدمه، سير جعفر بن فلاح الكتامي إلى الشام في جمع كبير، فبلغ الرملة، وبها أبو محمد الحسن بن عبد الله بن طغج، فقاتله وجرت بينهما حروب كان الظفر فيها لجعفر بن فلاح، وأسر ابن طغج وغيره من القواد فسيرهم إلى جوهر، وسيرهم جوهر إلى المعز بإفريقية، ودخل ابن فلاح البلد عنوة، فقتل كثيرا من أهله، ثم أمن من بقي، وجبى الخراج وسار إلى طبرية، فرأى ابن ملهم قد أقام الدعوة للمعز لدين الله، فسار عنها إلى دمشق، فقاتله أهلها، فظفر بهم وملك البلد، ونهب بعضه وكف عن الباقي، وأقام الخطبة للمعز يوم الجمعة لأيام خلت من المحرم سنة تسع وخمسين وقطعت الخطبة العباسية.


دخل ملك الروم الشام، ولم يمنعه أحد ولا قاتله، فسار في البلاد إلى طرابلس وأحرق بلدها، وحصر قلعة عرقة، فملكها ونهبها وسبى من فيها، وكان صاحب طرابلس قد أخرجه أهلها لشدة ظلمه، فقصد عرقة، فأخذه الروم وجميع ماله، وكان كثيرا، وقصد ملك الروم حمص، وكان أهلها قد انتقلوا عنها وأخلوها، فأحرقها ورجع إلى بلدان الساحل فأتى عليها نهبا وتخريبا، وملك ثمانية عشر منبرا، فأما القرى فكثير لا يحصى، وأقام في الشام شهرين يقصد أي موضع شاء، ويخرب ما شاء، ولا يمنعه أحد، إلا أن بعض العرب كانوا يغيرون على أطرافهم، فأتاه جماعة منهم وتنصروا وكادوا المسلمين من العرب وغيرهم، وصار للروم الهيبة العظيمة في قلوب المسلمين، فأراد أن يقصد أنطاكية وحلب، فبلغه أن أهلها قد أعدوا الذخائر والسلاح وما يحتاجون إليه، فامتنع من ذلك وعاد ومعه من السبي نحو مائة ألف رأس، ولم يأخذ إلا الصبيان، والصبايا، والشبان، فأما الكهول، والشيوخ والعجائز، فمنهم من قتله، ومنهم من أطلقه، وكان بحلب قرعويه، غلام سيف الدولة بن حمدان، فصانع الروم عليها، فعادوا إلى بلادهم، فقيل كان سبب عودهم كثرة الأمراض والموت، وقيل ضجروا من طول السفر والغيبة عن بلادهم، فعادوا على عزم العود، وسير ملك الروم سرية كثيرة إلى الجزيرة، فبلغوا كفر توثا، ونهبوا وسبوا وأحرقوا وعادوا، ولم يكن من أبي تغلب بن حمدان في ذلك نكير ولا أثر.


سير المعز الفاطمي القائد أبا الحسن جوهر الصقلي، غلام والده المنصور، وهو رومي، في جيش كثيف إلى الديار المصرية، فاستولى عليها، وكان سبب ذلك أنه لما مات كافور الإخشيدي، صاحب مصر، اختلفت القلوب فيها، ووقع بها غلاء شديد، فلما بلغ الخبر بهذه الأحوال إلى المعز، وهو بإفريقية، سير جوهرا إليها بجيش عظيم أنفق عليه ما جناه من البربر من الضرائب، فكانت خمسمائة ألف دينار، ثم عمد المعز إلى خزائن آبائه فبذل منها خمسمائة حمل من المال، وساروا في أول سنة 358 في أهبة عظيمة، فلما اتصل خبر مسيره إلى العساكر الإخشيدية بمصر، هربوا عنها جميعهم قبل وصوله، ثم إنه قدمها سابع عشر شعبان، وأقيمت الدعوة للمعز بمصر في الجامع العتيق في شوال، وفي جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين سار جوهر إلى جامع ابن طولون، وأمر المؤذن فأذن بحي على خير العمل، وهو أول ما أذن بمصر، ثم أذن بعده في الجامع العتيق، وجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم، ولما استقر جوهر بمصر، شرع في بناء القاهرة, وضربت السكة على الدينار بمصر، وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي خير الوصيين، والوجه الآخر اسم المعز والتاريخ.


هو الملك غازي بن فيصل بن الشريف حسين الهاشمي ثاني ملوك العراق.

ولد سنة 1333هـ / 1912م في مكة التي كانت واقعة ضمن ممالك وولايات الدولة العثمانية، وهو الابن الوحيد للملك فيصل الأول الذي كان له 3 بنات.

عاش في كنف جده حسين بن علي شريف مكة قائد الثورة العربية المنادي لاستقلال العرب من الأتراك العثمانيين، مناديا بعودة الخلافة للعرب.

أرسله والده الملك فيصل الأول إلى كلية هارو في إنجلترا سنة 1927ه، فدرس فيها سنتين، وعاد إلى بغداد فتخرج بالمدرسة العسكرية، وكان مولعا بالرياضة والصيد.

سمي وليا للعهد عام 1924م، وناب عن والده في تصريف شؤون الملك سنة 1933م، فحدثت فتنة "الآشوريين" وأبوه في انجلترا، فكان موقفه فيها حازما.

تولى الحكم وهو شاب يبلغ حوالي 23 عاما، ثم ملكا لعرش العراق عام 1933م بعد وفاة والده؛ لذا كان بحاجة للخبرة السياسية التي استعاض عنها بمجموعة من المستشارين من الضباط والساسة الوطنيين.

كان الملك غازي ذا ميول قومية عربية.

ناهض النفوذ البريطاني في العراق واعتبره عقبة لبناء الدولة العراقية الفتية وتنميتها، كما اعتبره المسؤول عن نهب ثرواته النفطية والآثار المكتشفة حديثا؛ لذلك ظهرت في عهده بوادر التقارب مع حكومة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية.

وشهد عهده صراعا بين المدنيين والعسكريين من الذين ينتمون إلى تيارين متنازعين داخل الوزارة العراقية: تيار مؤيد للنفوذ البريطاني، وتيار وطني ينادي بالتحرر من ذلك النفوذ؛ حيث كان كل طرف يسعى إلى الهيمنة على مقاليد السياسة في العراق.

فوقف الملك غازي إلى جانب التيار المناهض للهيمنة البريطانية؛ حيث ساند انقلاب بكر صدقي وهو أول انقلاب عسكري في العالم العربي.

كما قرب الساسة والضباط الوطنيين إلى البلاط الملكي، فعين الشخصية الوطنية المعروفة معالي رشيد عالي الكيلاني باشا رئيسا للديوان الملكي, ونادى بتحرر الأقاليم والولايات العربية المحتلة التي كانت متوحدة تحت الحكم العثماني، ودعا إلى إعادة توحيدها تحت ظل دولة عربية واحدة، ومن هنا ظهرت دعوته لتحرير الكويت من الوصاية البريطانية، وتوحيدها مع العراق والإمارات الشرقية لنجد؛ حيث قام بتأسيس إذاعة خاصة به في قصره الملكي؛ قصر الزهور، وأعد البرامج الخاصة بتحرير ووحدة الأقاليم العربية، ومنها توحيد الكويت بالعراق، والوقوف إلى جانب فلسطين التي كانت تحت الاحتلال البريطاني، والتي كانت في حالة حرب داخلية؛ بسبب تعرضها لهجرات واسعة من المستوطنين اليهود من كافة أرجاء العالم، ووقوف القوى الفلسطينية بوجه هذه الهجرات.

فوقف إلى جانب قادة الثورة الفلسطينية، كعز الدين القسام، وغسان كنفاني، ومفتي القدس الشيخ عبد القادر الحسيني، وفي الثاني من شهر صفر 4 نيسان قتل الملك غازي بن فيصل في حادث سيارة كان يقودها بنفسه حيث اصطدم بعمود الهاتف الممغنط الذي جذبها نحوه، ويبدو أن الأمر ليس طبيعيا، ولعل الأمر مدبر، كذلك وجود جروح خلف رأس الملك غازي بمكان وجود المرافق أمر مشكوك فيه؛ لأنه لم يكن مرضيا عنه من قبل إنجلترا، ثم اجتمع مجلس الوزراء بعد مقتله وأعلن تنصيب ولي العهد الأمير فيصل بن الملك غازي ملكا على العراق باسم فيصل الثاني، ووضع عبد الإله بن علي بن الحسين، وهو خال الملك غازي وصيا على الملك الذي لم يبلغ سن الرشد القانوني، وكانت الملكة عالية زوجة الملك غازي قد أدلت بشهادتها أمام المجلس بأن زوجها الملك غازي أوصاها في حالة وفاته بتسمية الأمير عبد الإله -شقيقها- وصيا على ابنها فيصل، ثم توج رسميا في شعبان من عام 1372هـ / 2 أيار 1953م حيث بلغ سن الرشد ورفعت وصاية خاله عليه.


في الثامن من ربيع الأول 18 إبريل وصل الملك عبد العزيز إلى الظهران، وأمضى يومين في استعراض منشآت النفط، بين الظهران وميناء رأس تنورة؛ ملازما في سيره خط الأنابيب، متبعا مسيل الزيت من مكان خروجه إلى مكان انصبابه في الباخرة، وفي 11ربيع الأول صعد الباخرة في رأس تنورة، وافتتح مجرى انتقال الزيت إليها، فاندفع ما زنته عشرة آلاف طن، هي الحمولة التجارية الأولى، في أول باخرة شحنت شحنة كاملة كأول تصدير نفطي غزير من بلاد المملكة العربية السعودية.


حرب كونية مدمرة شاركت فيها معظم دول العالم، استمرت ست سنوات من 1 سبتمبر 1939م إلى 2 سبتمبر 1945م انطلقت شرارة هذه الحرب مع هجوم ألمانيا على بولونيا في 17 رجب 1358هـ/ 1 سبتمبر 1939م؛ ليتسع ذلك الخلاف بإعلان كل من فرنسا وإنجلترا الحرب على ألمانيا، ثم تشكل طرفا النزاع من حلفين: الأول دول الحلفاء على رأسها كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا الشيوعية، ثم انضمت إليهم أمريكا وغيرها من دول أوربية أخرى، والطرف الثاني دول المحور وأبرز من يمثلها ألمانيا النازية بقيادة هتلر، وإيطاليا الفاشية بقيادة موسوليني، والنمسا واليابان ومن التحق بهم من دول أخرى أو شعوب تبحث عن الخلاص من نير الاستعمار الأوربي، وقد تعددت أسباب ومراحل هذه الحرب الكونية التي بدأت بغزو ألمانيا لبولندا، وانتهت بإلقاء قنبلتين ذريتين على اليابان، وشملت الحرب معظم أراضي القارات الأربع، وشارك فيها أكثر من 100 مليون جندي، وسخرت الدول الكبرى كل طاقتها الاقتصادية والعسكرية والتقنية والبشرية، كما أسهم استخدام سلاح الجو وتطوره المحموم أثناء الحرب بين الدول الكبرى -لتحقيق أكبر قدر من النصر والمكاسب- في مضاعفة الخسائر البشرية والمادية أثناء سنوات الحرب وبعدها؛ حيث بلغت الخسائر في الأرواح أكثر من 60 مليون قتيل، وعشرات الملايين من الجرحى والمشوهين والمشردين الذين تم تدمير مدنهم بالكامل، ومن أبرز أسباب الحرب: أسباب غير مباشرة للحرب، منها: 1/ الأزمة الاقتصادية في أعقاب الحرب العالمية الأولى وما خلفته من تدهور لاقتصاديات الدول الأوربية خاصة ألمانيا.

2/ معاهدة فرساي بشروطها القاسية التي استهدفت إضعاف ألمانيا عسكريا.

3/ خرق هتلر منذ وصوله إلى السلطة سنة 1933م لشروط فرساي عندما رفع عدد جنود بلاده عن المتاح له باعتماد التجنيد الإجباري، وتطوير عتاده الحربي.

4/ ضم هتلر لعدة مناطق بأوربا، كإقليم السار سنة 1936م، النمسا سنة 1938م.

5/ قيام تحالف بين الديكتاتوريات الثلاث ألمانيا وإيطاليا واليابان منذ سنة 1937م؛ لتنفيذ برنامج الحزب النازي.

6/ انسحاب الدول الثلاث ألمانيا وإيطاليا واليابان من عصبة الأمم 7/ توسع اليابانية في جنوب شرق آسيا (الصين).

وأما الأسباب المباشرة فأهمها: زيادة توتر العلاقة بين ألمانيا وفرنسا بعد عقد الأخيرة تحالفا عسكريا مع الاتحاد السوفييتي والذي اعتبرته ألمانيا موجها ضدها، فصمم هتلر على استعادة عدة مناطق كانت قد انتزعت منه بدعوى أن أغلبية سكانه ألمان، فأعلنت فرنسا وإنجلترا الحرب على ألمانيا، فتضافرت العوامل غير المباشرة مع المباشرة فاندلعت حرب كونية ثانية.

وقد مرت الحرب في مرحلتين: الأولى: بين عامي 1939م و1942م، وتميزت هذه المرحلة باعتماد الحرب الخاطفة وشملت عدة جبهات في آسيا وأوربا، كالهجوم الإيطالي الألماني على فرنسا واكتساحها وتوقيعها هدنة مع دول المحور، وشن دول المحور هجوما جويا على المدن الإنجليزية بما فيها لندن، دام ثلاثة أشهر نتج عنه خسائر بشرية ضخمة، واحتلال إيطاليا ألبانيا ويوغسلافيا واليونان ودخولها مصر، لكن الإنجليز تمكنوا من طرد الإيطاليين من مصر رغم تركز الألمان في عدة مناطق من مصر، والهجوم الألماني على الاتحاد السوفييتي وتدميرها للسلاح الجوي السوفييتي على الأرض ووصول الألمان إلى مشارف موسكو، وعجزهم في التقدم بسبب قساوة المناخ والمقاومة السوفيتية، وخلف هذا الهجوم خسائر مادية وبشرية هائلة، والهجوم الياباني على القواعد الأمريكية بالمحيط الهادي عام 1941م، وإعلان روزفلت الحرب على اليابان, وبفضل اعتماد ألمانيا أسلوب الحرب الخاطفة واستعمال دول المحور أسلحة جديدة متطورة جوا وبرا وبحرا حققت ألمانيا وحليفاتها انتصارات كبيرة خلال هذه المرحلة.

أما المرحلة الثانية من الحرب فقد تميزت بشمولية الحرب لأراضي القارات الأربع، وبحار ومحيطات العالم خاصة بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب، ورغبة كل معسكر في الانتصار؛ فقد انتصر الحلفاء في معركة العلمين بمصر عام 1942م, وتقدمت القوات الإنجليزية نحو طرابلس حيث التقت بجيوش الحلفاء القادمة من الدار البيضاء، وبالتالي طرد قوات المحور من ليبيا ومصر وتونس سنة 1943م، وانتصار المقاومة السوفييتية في ستالينغراد على ألمانيا، وتحرير الجيش الأحمر للأراضي السوفيتية، وتشكيل التحالف الأكبر بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي وإنجلترا، وشن هجوم على الألمان حررت بموجبه فرنسا وتسلمت ألمانيا، وإعلان الحرب على اليابان، فكثفت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي هجومهما على اليابان برا وبحرا وجوا ما بين 1944م و1945م نتج عنه هزائم متتالية لليابان وإغراق 4 حاملات طائرات يابانية، واستعاد الحلفاء عدة مناطق في غينيا الجديدة، والفلبين، ولما رفضت اليابان الاستسلام بعد الإنذار الموجه لها من الولايات المتحدة تم إلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما في 6 أغسطس، وناجازاكي في 9 أغسطس سنة 1945م ما أسفر عن استسلام اليابان.

كان استخدام القنبلة الذرية آخر فصل من فصول هذه الحرب، وقد ساهم التفوق اللوجستيكي الأمريكي والمقاومة السوفييتية في تغير الحرب لصالح الحلفاء، وكان من أبرز نتائج هذه الحرب: تغير موازين القوى على الصعيد العالمي، وتغير خريطة أوربا حيت توسعت مساحة عدة دول كبولونيا، بلغاريا، فرنسا، ويوغسلافيا، وكذلك الاتحاد السوفييتي، في حين فقدت دول أخرى جزءا من أراضيها، كالنمسا، وألمانيا، واليابان، كما تم تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق نفوذ خاضعة للدول الأربعة المنتصرة في الحرب: إنجلترا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي، وبنفس الطريقة قسمت برلين وفيينا؛ ومن أجل تجاوز مخلفات الحرب الضخمة أنشأت الدول العظمى أثناء عقد مؤتمر سان فرانسيسكو سنة 1945م هيئة الأمم المتحدة.


بعد الأحداث التي عرفتها الساحة السياسية في الجزائر خلال الثلاثينيات، مثل انعقاد المؤتمر الإسلامي 1936، ووصول الجبهة الشعبية إلى الحكم في فرنسا، ثم خيبة أمل الحركة الوطنية الجزائرية في وعود الإصلاح من طرف الجبهة الشعبية ونتيجة لحل حزب نجم شمال إفريقيا سنة 1937؛ تم إعادة تشكيل حزب وطني جديد من قبل بعض أعضاء نجم شمال أفريقيا، فكان حزب الشعب الجزائري الذي تأسس في مارس 1937 في فرنسا، ويعتبر امتدادا لحزب نجم شمال إفريقيا ذي الميول الشيوعية، وقد حضر الاجتماع التأسيسي أكثر من 300 شخص، وتم انتخاب مصالي الحاج "ذي الميول الشيوعية" رئيسا للحزب الذي قرر نقل نشاطاته إلى الجزائر بعد عودته إليها في 18 جوان 1937، وأصبح حزب الشعب منظمة سياسية قوية، وحركة وطنية بحتة عرفت بقوة التنظيم وبسعة الانتشار في كل المدن الجزائرية مستفيدا من أعضاء نجم شمال إفريقيا السابقين وتجاربهم السياسية، وأصدر حزب الشعب عدة صحف لنشر أفكاره ومبادئه، ومنها صحيفتا الأمة والشعب.

ومنذ تأسيس حزب الشعب الجزائري اتخذ شعاره الخاص "لا اندماج، لا انفصال، لكن تحرر" في محاولة منه لتجنب المواجهة المباشرة مع السلطات الفرنسية، وكان للحزب نشاط سياسي مكثف، لكن السلطات الفرنسية أصدرت قرارا بحله.


بعد أن استقر الأمير إدريس السنوسي في القاهرة أصبحت حركته محدودة بعد أن فرض عليه الاحتلال البريطاني في مصر عدم الاشتغال بالسياسة، وكان من حين إلى آخر يكتب في الصحف المصرية حول قضية بلاده.

وعندما اشتعلت الحرب العالمية الثانية نشط إدريس السنوسي وعقد اجتماعا في داره بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شيخا من المهاجرين الليبيين، وذلك في 6 رمضان 1359هـ/ 20 أكتوبر 1939م، وانتهى الحاضرون إلى تفويض الأمير في أن يقوم بمفاوضة الحكومة المصرية والحكومة البريطانية لتكوين جيش سنوسي يشترك في استرجاع الوطن بمجرد دخول إيطاليا في الحرب ضد الحلفاء.

وبدأ الأمير في إعداد الجيوش لمساندة الحلفاء في الحرب، وأقيم معسكر للتدريب في إمبابة بمصر بلغ المتطوعون فيه ما يزيد عن 4 آلاف ليبي، كانوا فيما بعد عونا كبيرا للحلفاء في حملاتهم ضد قوى "المحور" في شمال إفريقيا، وساهموا مساهمة فعلية في الحرب، بالإضافة إلى ما قدمه المدنيون في ليبيا من خدمات كبيرة للجيوش المحاربة ضد إيطاليا.