Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


هرب عبد الرحمن بن حبيب- الذي كان أبوه أمير إفريقية- مع الخوارج، واتصل بكتامة، فسير يزيد بن حاتم أمير إفريقية العسكر في أثره، وقاتلوا كتامة.

فلما كانت هذه السنة سير يزيد عسكرا آخر مددا للذين يقاتلون عبد الرحمن، فاشتد الحصار على عبد الرحمن، فمضى هاربا، وفارق مكانه، فعادت العساكر عنه، ثم ثار في هذه السنة على يزيد بن حاتم أبو يحيى بن فانوس الهواري بناحية طرابلس، فاجتمع عليه كثير من البربر، وكان عسكر ليزيد بن حاتم مع عامل البلد، فخرج العامل والجيش معه، فالتقوا على شاطئ البحر من أرض هوارة، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم أبو يحيى بن فانوس وقتل عامة أصحابه، وسكن الناس بإفريقية وصفت ليزيد بن حاتم.


سار عبد الرحمن الداخل إلى حرب شقنا، وقصد حصن شيطران، فحصره وضيق عليه، فهرب إلى المفازة كعادته، وكان قد استخلف على قرطبة ابنه سليمان، فأتاه كتابه يخبره بخروج أهل إشبيلية مع عبد الغفار وحيوة بن ملابس عن طاعته، وعصيانهم عليه، واتفق من بها من اليمانية معهما، فرجع عبد الرحمن ولم يدخل قرطبة، وهاله ما سمع من اجتماعهم وكثرتهم، فقدم ابن عمه عبد الملك بن عمر (كان شهاب آل مروان)، وبقي عبد الرحمن خلفه كالمدد له، فلما قارب عبد الملك أهل إشبيلية قدم ابنه أمية ليعرف حالهم، فرآهم مستيقظين، فرجع إلى أبيه، فلامه أبوه على إظهار الوهن، وضرب عنقه، وجمع أهل بيته وخاصته، وقال لهم: طردنا من المشرق إلى أقصى هذا الصقع، ونحسد على لقمة تبقي الرمق؛ اكسروا جفون السيوف، فالموت أولى أو الظفر، ففعلوا، وحمل بين أيديهم، فهزم اليمانية وأهل إشبيلية، فلم تقم بعدها لليمانية قائمة، وجرح عبد الملك.

فأتاه عبد الرحمن وجرحه يجري دما، وسيفه يقطر دما، وقد لصقت يده بقائم سيفه، فقبله بين عينيه، وقال: يا ابن عم، قد أنكحت ابني وولي عهدي هشاما ابنتك فلانة، وأعطيتها كذا وكذا، وأعطيتك كذا وأولادك كذا، وأقطعتك وإياهم، ووليتكم الوزارة.

وعبد الملك هو الذي ألزم عبد الرحمن بقطع خطبة المنصور، وقال له: تقطعها وإلا قتلت نفسي, وكان قد خطب له عشرة أشهر، فقطعها.

وكان عبد الغفار وحيوة بن ملابس قد سلما من القتل.

فلما كانت سنة 157 سار عبد الرحمن إلى إشبيلية، فقتل خلقا كثيرا ممن كان مع عبد الغفار وحيوة ورجع.

وبسبب هذه الوقعة وغش العرب، مال عبد الرحمن إلى اقتناء العبيد.


هو الإمام العلم أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة التيمي المعروف بالزيات، ولد سنة 80.

قيل له " الزيات " لأنه كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان, ويجلب إلى الكوفة الجبن والجوز.

أصله من سبي فارس، وقيل: ولاؤه لبني عجل، وقيل: ولاؤه لتيم الله بن ثعلبة.

أدرك عددا من الصحابة, أحد القراء السبعة، من أهل الكوفة، تلا عليه طائفة، منهم الأعمش، وحدث عنه كثير، منهم الثوري، كان إماما قيما لكتاب الله، قانتا لله، ثخين الورع، رفيع الذكر، عالما بالحديث والفرائض، عديم النظير في وقته علما وعملا، قال الثوري: ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر.

قال أسود بن سالم: سألت الكسائي عن الهمز والإدغام: ألكم فيه إمام؟ قال: نعم، حمزة، كان يهمز ويكسر، وهو إمام من أئمة المسلمين، وسيد القراء والزهاد، لو رأيته لقرت عينك به من نسكه.

وقال حسين الجعفي: ربما عطش حمزة فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه.

وذكر جرير بن عبد الحميد أن حمزة مر به فطلب ماء قال: فأتيته فلم يشرب مني لكوني أحضر القراءة عنده.

وقال يحيى بن معين: سمعت ابن فضيل يقول: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة.