Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


لما تمكنت قوات الدولة السعودية من دخول البحرين والزبارة قصد أبناء آل خليفة صاحب مسقط سعيد بن سلطان فاستنصروه وأرسلوا إلى العجم الفرس واستصرخوهم, وكانت مراكب الإنجليز عند سعيد في مسقط، فاستعانوا بهم فأقبلوا بجموع عظيمة في مراكب كثيرة، وبندروا عند الزبارة بالليل، فأظهر آل خليفة منها بقية رجالهم وما فيها من المتاع والمال ودمروها جملة, ثم ساروا إلى البحرين ونازلوا فهد بن عفيصان والمرابطة الذين في قصر المنامة، وهم نحو ثلاثمائة رجل، فحاصروهم وأقاموا على ذلك أياما، ثم أخرجوهم بالأمان على دمائهم، فأمسكوا منهم فهد بن عفيصان ومعه ستة رجال، واعتقلوهم رهينة مقابل رجالهم الذين في الدرعية وتركوا الباقين.


غزا الإمام سعود غزوة المزيريب وآل خليفة في الاعتقال، فلما رجع طلب منه آل خليفة أن يفك أسرهم ووعدوه السمع والطاعة وينزلوا الزبارة، وأن يجتمعوا فيها ببنيهم وأقربائهم، فإن أراد بنوهم الامتناع فإنهم يرجعون إلى الدرعية، وبايعوا سعودا على ذلك, وأعطوه عهدا وميثاقا، فارتحلوا من الدرعية وبعث معهم سعود شوكة من الجيش، فلما وصلوا إلى ناحيتهم طلبوا منهم الموافقة على ما بايعوا عليه سعود، فأبوا عليهم فرجعوا إلى الدرعية وأقاموا فيها حتى رجع سعود من الحج، وأطلقوا ابن عفيصان ومن معه.


رخصت الأسعار وبلغ البر ثلاثة عشر صاعا بريال، والتمر سبع وثلاثون وزنة بريال، ورخصت أسعار الحرمين، وبيع الأردب بأربعة ريالات.


بعد أن قفل الإمام سعود من الشام, جاء العزل ليوسف باشا والي الشام, وسار إليه سلمان صاحب عكا، فأجلاه واحتوى على جميع أمواله، وتولى إمارة الشام.


هو سليمان باشا والي بغداد، وهو غير سليمان باشا الكبير.

سار عبد الرحمن باشا الكردي إلى بغداد، فنازل أهلها ودخلها وقتل سليمان باشا، وسبب ذلك أن السلطان محمود بن عبد الحميد بعث رجلا يقال له آغا بكر إلى سليمان يطلب منه خراج العراق من مدة سنين لم يأته منه شيء، فقام الأغا بكر عنده في بغداد، فلم يحصل له شيء، ثم إن سليمان أعطاه رشوة وأذن له في الخروج من بغداد، فخرج فاستصرخ الأكراد وبادية العراق على سليمان، وذكر لهم أنه عصى على السلطان, فسار إليه عبد الرحمن الكردي ووقعت المصافة خارج بغداد وهزم سليمان وجنوده فهرب سليمان لوجهه، فأمسكه رجال من بوادي الدفافعة فقطعوا رأسه وأتوا به إلى الكردي.


سار الإمام سعود بجيوشه التي استنفرها من جميع النواحي الحاضر والبادي من وادي الدواسر إلى مكة والمدينة، إلى جبل طي والجوف وما بين ذلك الدرعية، وقصد نقرة الشام المعروفة؛ لأنه بلغه الخبر أن بوادي الشام وعربانه من عنزة وبني صخر وغيرهم فيها, فلما وصل تلك الناحية لم يجد فيها أحدا منهم؛ إذ سبقه النذير إليهم فاجتمعوا على دوخي بن سمير رئيس ولد علي من عنزة، وهو من وراء الجبل المعروف بطويل الثلج قرب نابلس نازلين عين القهوة من جبل حوران, ولما بلغ ابن سمير ومن معه إقبال سعود إليهم انهزم بمن معه من البوادي ونزلوا الغور من حوران, فسار سعود في تلك الناحية وأقبل فيها وأدبر واجتاز بالقرى التي حول المزيريب وبصرى، وكان أهلها قد هربوا عنها لما سمعوا بمسيره, ثم نزل عين البجة وروى منها المسلمون وشربت خيلهم وجيوشهم، ثم أقبل على قصر المزيريب، فظهر عليهم منهم خيل، فحصل طراد فانهزمت الخيل إلى القصر واحتصروا فيه, ثم ارتحل سعود لأجل حصانته ونزل بصرى, وبات فيها ثم رجع قافلا إلى وطنه ومعه غنائم كثيرة من الخيل والمتاع والأثاث والطعام، وقتل من أهل الشام عدة قتلى، وحصل في الشام رجفة ورهبة عظيمة بهذه الغزوة في دمشق وغيرها من بلدانه وبواديه.


حج الإمام سعود الحجة السابعة واحتفل معه بالحج جميع رعيته من الجبل والجوف إلى الأحساء ووادي الدواسر ونواحيه وعمان وجميع أهل الحجاز وعسير وألمع وجميع طور تهامة ومن يليهم, فدخلوا مكة واعتمروا وحجوا بأمان عظيم، ونزل سعود القصر الشمالي من البياضية وبذل في مكة من الصدقات والعطاء شيئا كثيرا, وخطب سعود يوم عرفة.

قال ابن بشر: "حججت تلك السنة وشهدت سعودا وهو راكب مطيته محرما بالحج ونحن مجتمعون في نمرة لصلاة الظهر، فخطب فوق ظهرها خطبة بليغة, ووعظ الناس فيها وعلمهم مناسكهم وذكرهم ما أنعم الله عليهم به من الاعتصام بكلمة لا إله إلا الله وما أعطى الله في ضمنها من الاجتماع بعد التفرق وأمان السبل وكثرة الأموال وانقياد عصاة الرجال، وأن أضعف ضعيف يأخذ حقه كاملا من أكبر كبير من مشايخ البوادي، وأعظم عظيم من رؤساء البلدان، ونادى وهو على ظهرها لا يحمل في مكة سلاح ولا تتبرج امرأة بزينة, وتوعد من فعل ذلك من رعيته, ورأيت الشريف غالبا أقبل فوق حصانه ونحن جلوس في الصف وليس معه إلا رجل واحد، ونزل سعود من كور مطيته وسلم عليه وتعانقا".
  ودخل سعود مكة وسار في الناس سيرة حسنة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدقات والعطاء والرأفة، وجعل في الأسواق رجالا وقت الصلاة يحضونهم عليها، ولا تجد في الأسواق من شرب التنباك ولا غيره من المحظورات إلا ما لا يرى ظاهرا، وكسا الكعبة المشرفة بالقيلان الفاخر وجعل إيزارها وكسوة الباب من الحرير المنسوج من الذهب والفضة، وكان أكثر جلوسه في الحرم فوق زمزم مقابل البيت الشريف.


بينما كان الإمام سعود في الحج خرج من الدرعية أبناؤه تركي وأخواه ناصر وسعد وقصدوا ناحية عمان ومعهم عدة رجال من أتباعهم وخدمهم، وذلك أنه وقع بينهم وبين أبيهم مغاضبة عندما طلبوا منه زيادة في عطائهم وخراجهم، فأبى عليهم ذلك وطلبوا الخروج إلى عمان للقتال فمنعهم منه، فلما وصلوا عمان علم بهم أناس من أهل باطنة عمان وغيرهم فنفروا عليهم وهجدوهم بالليل بياتا فحصل بينهم قتال شديد قتل من الفريقين عدة قتلى، فلما انقضت الوقعة أرسل أبناء سعود إلى مطلق المطيري أمير الجيوش في عمان، فأتى إليهم واجتمعوا به ومعه جنود كثيرة من أهل نجد وأهل عمان، وصار رئيس الجميع تركي بن سعود فسارت تلك الجنود إلى عمان، فدخلوا عددا من بلدان وحواضر عمان وغنموا منها أموالا عظيمة، فلما بلغ الخبر الإمام سعود وهو في الحج أفزعه ذلك وغضب غضبا شديدا، فلما رجع إلى الدرعية طلب منه رؤساء أهلها أن يعفو عنهم ويرسل إليهم ويبذل الأمان، فأبى ذلك، فبعث جيشا من الدرعية نحو أربعين رجلا، وقال لهم: اقصدوا قصر البريمي وأخرجوا منه المرابطة الذين فيه وأمسكوه، ولا تدعوا أحدا من جنودهم يدخله، وكان أبناء سعود يأوون إليهم فيه، فلما أمسكوه هؤلاء طردوا عنه الأبناء فلم يدخلوه، وأرسل سعود أيضا إلى مطلق المطيري ومن معه من الرؤساء وأتباعهم وأمرهم أن يخرجوا من عمان ولا يبقوا رجلا واحدا فضاق الأمر بأبنائه، وشفع فيهم رؤساء المسلمين أن يبذل لهم الأمان، فأبى سعود إلا أنهم يأتون بالحسنة والسيئة، فأقبل مطلق المطيري مع الأبناء إلى الأحساء وخافوا من أبيهم، فأرسل مطلق إلى سعود يبلغه خبرهم فأعطاهم الأمان، ولما قدموا الدرعية مرض ناصر بن سعود شهرين حتى مات ولم يعده والده لمخالفتهم أمره.


هو العلامة المحقق الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر النجدي التميمي من آل معمر أهل العيينة، نزح منها واستوطن مدينة الدرعية، وقرأ فيها على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأخيه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب، وأخذ العربية عن الشيخ حسين بن غنام، وبعد ذلك جلس للتدريس بمدينة الدرعية، فأخذ عنه العلم خلق كثير من أهل الدرعية وغيرهم، منهم العلامة سليمان ابن الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب, وعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب, وابنه العالم القاضي الأديب الأريب عبد العزيز بن حمد بن معمر.

وعبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين, وأرسله الإمام عبد العزيز بن محمد على رأس ركب من العلماء ليناظروا علماء الحرم بطلب من شريف مكة الشريف غالب سنة 1211، فأقام مدة عند الشريف قاضيا، كانت وفاته في هذا العام بمكة بعد قضاء مناسك الحج في منتصف شهر ذي الحجة، فصلى عليه عدد كثير من المسلمين تحت الكعبة، ثم خرجوا به من الحرم إلى البياضية وخرج معهم الإمام سعود ودفن بمكة.


هو الشيخ العلامة أبو بكر حسين بن أبي بكر بن غنام الأحسائي المالكي مذهبا التميمي نسبا، ولد ببلدة المبرز بالأحساء ونشأ بها وقرأ على علمائها، ثم نزح منها إلى الدرعية، فقدمها على الإمام عبد العزيز بن محمد والشيخ محمد بن عبد الوهاب فأكرماه وأنزلاه المنزلة الرفيعة، فاستقر في الدرعية وجلس فيها لطلاب العلم يقرؤون عليه علم النحو والعروض فقط، منهم الشيخ العلامة سليمان بن عبد الله ابن الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب, والشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والشيخ عبد العزيز ابن الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن معمر.

كانت له اليد الطولى في معرفة العلم وفنونه, وصنف مصنفات منه: العقد الثمين في شرح أصول الدين, وألف تاريخه المشهور بتاريخ ابن غنام وسماه "روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام" وله معرفة في الشعر والنثر، وله قصائد طوال موجودة في تاريخه, وهي تدل على طول نفسه في الشعر, وتوفي في الدرعية.