الضوابط الشرعية في تلقي الأخبار وتقويم مصادرها

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
الضوابط الشرعية في تلقي الأخبار وتقويم مصادرها د. عبد الله قاسم الوشلي الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية كلية التربية - جامعة صنعاء المقدمة : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد : لما كان الخبر مادة ضرورية لحياة الإنسان وسلامة وجوده في هذه الحياة كضرورة الأكل ، والشرب ، والهواء ، كان لابد أن يكون سليماً صحيحاً نقياً ليس فيه أي فساد وتلوث ، كما هو الحال في المآكل والمشارب والهواء . لذلك نجد العناية بالخبر، والاهتمام بمادته من قبل القرآن الكريم ، والسنة المطهرة كبيرة ، والتحذير من عدم سلامته واستقامته وصحته وصدقه شملته كثير من الآيات والأحاديث النبوية . حيث حرم القرآن الكذب وشنع عليه حتى عده من أخلاق الكافرين ، فقال : { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون } [النحل : 105] . كما أنه أوجب قول الصدق مع سلامة مصدره ، وصحة مضمونه ، باعتباره صفة من صفات الإيمان ، والصلاح فقال : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } [التوبة : 119] ، وقال : { والصادقين والصادقات } [الأحزاب : 30]. وقال : { فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم } [محمد : 21]. وفي السنة الصحيحة : (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) متفق عليه. (1) __________ (1) - محمد بن إسماعيل البخاري ، الجامع الصحيح ، طبعة دار الكتب للطباعة والنشر والتوزيع ، الرياض 1417هـ – 1996م ، 7/491 باب: 69 . ومسلم بن الحجاج ، الجامع الصحيح ، طبعة دار الكتب للطباعة والنشر والتوزيع ، الرياض 1417هـ – 1996م ، 1/2012 رقم : 2607 .