الأعمال الفدائية صورها وأحكامها
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الأعمال الفدائية ( صورها وأحكامها الفقهية )
بحث مقدم لاستكمال الحصول على درجة الماجستير في الفقه وأصوله من قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض
الباحث : سامي بن خالد الحمود
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذي أرسل رسله بالبينات، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنزل الحديد فيه بأس شديد، ومنافع للناس، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، إن الله قوي عزيز، والصلاة والسلام على الهادي البشير والسراج المنير، نبي الرحمة والملحمة، الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وأيده بالسلطان النصير، الجامع معنى العلم والقلم للهداية والحجة، ومعنى القدرة والسيف للنصرة والتعزير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً(1)أما بعد :
فإن الله أنزل على نبيه الوحي الصادق المبين، فقام هذا النبي الأمين بتبليغ هذا الدين استجابة لأمر ربه، كما قال جل وعلا: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِنْ ربك وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يعصمك مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يهدي الْقَوْمَ الكافرين} .(2)
فبلغ البلاغ الواضح السليم، ونصره الله نصراً ظهر به الدين في مشارق الأرض ومغاربها، وصارت عقائد المسلمين مرفوعة شامخة،كل ذلك بفضل الله ثم بجهاد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ومن تبعهم من أئمة الهدى .
وعاشت الأمة المحمدية قروناً من العهد الزاهر إلى أن بدأت الفرقة والأهواء تعصف بها حتى هَدَّت كيانها وأضعفت سلطانها، فأصابها من الذل والوهن ما جعلها غرضاً لسهام أعدائها الذين تداعوا عليها تداعي الأكلة إلى قصعتها .
__________
(1) مقتبس من مقدمة السياسة الشرعية لابن تيمية
(2) المائدة: 67 ]