أرشيف الشعر العربي

أغنية

أغنية

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

أنتشي بكركراتِ طفولتكِ وهي تتكدّسُ على عُشْبِ عُمري الذابلِ، بالكريستالِ الذي يتكسَّرُ، يا امرأةً من ذَهَبٍ وقَيمرٍ ودموعٍ..

أحاولُ لملمةَ هذا البحرَ الذي ينسلُّ من بين أصابعي، وأعني: شَعركِ الطويلَ مذرذراً زَبَدَهُ وياسمينَهُ على الشوارعِ.. أينما تذهبين، تفضحكِ رائحةُ البحرِ وسِرْبُ الفَراشاتِ المحلّقة.. والمراكبُ

أنتشي بنُعاس عينيكِ على النافذة

أنتشي باسمك،ِ نافورة موسيقى..

أنتشي بقمحِ أنوثتك

بالأُغنية التي أردّدها دائماً:

"أنا العُصفورُ

وأنتَ الطفل

إذا لم تستطعْ أنْ تُطلِقَني

فاتركْ لي - على الأقلِّ - خيطاً أطّولَ.."

خيطاً من الدموعِ

خيطاً من الذكرياتِ

خيطاً من الأحلامِ

أَتَعْرِفين كمْ يُعذِّبُني هذا الخيطُ المُلتاعُ

الخيطُ النحيلُ - كالآهِ - الذي يَفْصِلُني عن الغاباتِ ومصابيحِ الشوارعِ، وصخبِ الأصدقاء،...

ما لكِ تُمسِكين الخيطَ بهدوءٍ ودُرْبَةٍ

كأن ليس في نهايتِهِ، يَرْتَعِشُ عُصفورٌ أحمقٌ مُبلَّلٌ؛ هو قلبي

ما لكِ تذهبين إلى سريرِ نومكِ؛ وتنسين عَبقَ جسدكِ في دمي، فلا أنام

ما لكِ تخوضين في الموجِ إلى ركبتيكِ، وتنسين شَبَقَ الرملِ في شفتيَّ

ما لكِ تغارين من القصائدِ، وهي مراياكِ وقناني العِطْرِ والكرسيُّ الخجولُ

هكذا أنتِ، لاهية بكلِّ شيءٍ - كطفلِ الأُغنيةِ –

ومتدفّقة بالحنينِ كجسرِ الصرّافيَّة

وحزينة كقوسِ قزحٍ يتبدَّدُ...

وأنا لفرطِ بهائكِ

للجنونِ الذي يتسكّعُ معي في شوارعِ حبّكِ

أحاولُ تدجينَ هذا القلب ليكون أقلَّ شراسةً وجنوناً

كي لا يخدشَ نعومتكِ

أعلّمه "أتكيت" الجلوس في حضرةِ جمالكِ الآسرِ

كي لا يَمُدَّ أصابعَهُ إلى شَعرِكِ ويَسْرِق نجمةً أو برتقالةً

أحذّره من ترديدِ اسمكِ - على الأقلِّ - بين الأشجارِ والنساءِ والصحفِ، كي لا نكون - أنتِ وأنا - فضيحةَ العصرِ على الألسنِ...

لكنْ هذا القلبَ العاقَّ الغريرَ

رغم الوصايا

يقعُ في الحماقاتِ نفسها

ماذا أفعلُ؟

إذا كان هذا القلبُ

لا يريدُ أنْ يَكْبَرَ

* * *

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

تأويل

إليهم فقط…

عاشقة

أُقحوان

غرور