حاشاك من وحشة تحت الثرى وجلا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حاشاك من وحشة تحت الثرى وجلا | ياسائراً صرت في حزني له مثلا |
سقياً لقربك والأيام عاطفة | والقلب يسحب أذيال الهنا جذلا |
والسمع قد صمّ عن نجوى عواذله | وسيف جفنك عندي يسبق العذلا |
حيث التبسم طلاّع الثنية من | فرط السرور وبشر الطلعة بن جلا |
فبينما أنا معطوفٌ على سكنٍ | حتى تحركت الأيام فانتقلا |
أشكو إلى الله بيناً لا انقضاء له | ورحلة للنوى لا تشبه الرحلا |
بيناً أرى فيه للنعش انبعاث سرى | لا ناقة للسرى فيه ولا جملا |
فليت أن بنات النعش تسعدني | بأدمع النوء للبدر الذي أفلا |
لهفي عليك وهل لهف بنافعة | إذا تحدر دمع العين وانهملا |
لم يترك الدهر من أوقات منتظري | إلا وآخر عمر تندب الأولا |
و تربة يتلقى الحزن زائرها | كأنها تنبت التبريح والوجلا |
حديثه الظهر إلا أن باطنها | قد استجنَّ جنان الروضة الخضلا |
أستوقف الجسد المضنى لأندبها | يا من رأى نادباً يستوقف الطللا |
متيماً نصلت فوداً شبيبته | وقلبه من حداد الحزن ما نصلا |
يا غائباً ذهبت أيدي الحمام به | بعداً ليومك ماذا بالحشا فعلا |
إن ينأ شخصك اني بعد فرقته | أدنى وأيسر ما قاسيت ما قتلا |
أو ينقضي للمنايا بعدنا شغل | فقد تركن بقلبي للأسى شغلا |
آهاً لعطف معان فيك ذي نسق | جعلت من بعده نار الأسى بدلا |
هلا بغيرك ألقى الموت جانبة | لقد تأنق فيك الموت واحتفلا |
هلا قضى غصنك الزاهي شبيبته | فما ترعرع حتى قيل قد ذبلا |
أفدي الذي كان لي عيشاً ألذ به | فما أبالي أجاد العيش أم بخلا |
دعا التجلد قلبي يوم رحلته | فقلت لا ودعا سقمي فقال هلا |
سقم ملكت به معنى النحول فإن | جاء الخلال بسقم جاء منتحلا |
و مقلة قد طغى إنسان ناظرها | فكان أكثر شيء بالبكا جدلا |
لا نلت قربك من دار النعيم غداً | ان كان قلبي المعنى عن هواك سلا |
يا منية الصب أما ثكل مهجته | فقد أقام وأما صبرها فخلا |
ما أحسن العيش في عيني وأنت به | أما وأنت بأكناف التراب فلا |
سقي ضريحك رضوانٌ ولا برحت | ركائب السحب في أقطاره ذللا |