دعوني لذكرى حسنه أقتضي العذلا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
دعوني لذكرى حسنه أقتضي العذلا | ليملأ سمعي عنه أحسن ما يملى |
بروحي أمرّ الناس نأياً وجفوة ً | وأحلاهمُ ثغراً وأملحهم شكلا |
يقولون في الأحلام يوجد شخصه | فقلت ومن ذا بعده يجد الأحلا م |
ومن لي بطرف يستزير خياله | وقد حلف التسهيد من بعده أن لا |
روى وجهه من تحت صدغيه معرضاً | فأعدم طرفي ذلك الروض والظلاّ |
و كلفتني في رحلتي وإقامتي | على حسنه المطلوب أن أضرب الرملا |
كأني لم أختم على تبر خده | بلثم ولم أجعل عناقي له قفلا |
ولم يسع نحوي شخصه أو خياله | فان لم أصب من وصله الوبل فالطلا |
على أنَّ لي فيه أماني فكرة | أعيد على رغم الحسود بها الوصلا |
و لي في الذي أهوى هوى فلوانه | تكلف لي عطفاً لناديته مهلا |
و كان بودي لو أطقت تسلياً | فحققت عنه صبوتي كلما ملاَّ |
و حملت عنه ما عناه فلم أدع | على خصره سقما ولا جفنه ثقلا |
تحكم في ودي لديه وسلوتي | فأحسن في أحكامه العقد والحلاّ |
و إني على ظني به وصبابتي | لأقنع من يدري على الطرف أن يجلى |
أبى الله أن يجزي بذكرى أسرة | تطفلت في العليا على مجدهم طفلا |
فيالك بيتاً لا يقال لأهله | عزيز علينا أن نرى ربعكم يبلى |
و لو حل بي طيفاً وللراح سورة ٌ | بعقلي لم أسلك به غير ما حلا |
سجَّية آباء كرامٍ ورثتها | وفقه عفاف يجمع الفرع والأصلا |
و يدعو حماه طالباً بعد طالب | الى المال يستجدى أو العلم يستجلى |
فياليت شعري هل أراني واقفاً | على بابه لا أقتضي أقتضي الكتب والرسلا |
فآوي بشط النيل طرفي وناقتي | وأطرح في تياره السرح والرحلا |
و أسكن حيث الشهب حصباء واطئ | وحيث يمد العز من فوقها ظلا |
و حيث أصوغ اللفظ أهلاً لمدحه | وأما سوى لفظي هناك فلا أهلا |
و حيث زماني فهو ضدٌّ معاكس | يعود إذا طارحته صاحباً خلا |
أقول أبو جهل فلما أحفني | ظلال الحمى العالي أقول أبي جهلا |
هنيئاً لوفد سائرين لبابه | لقد حمدوا المسرى وقد عرفوا السبلا |
و ان امرأ أسرت اليه جياده | ليعظم أن يرضى الهلال لها نعلا |
وإن لقاضي المسلمين عوارفاً | بها كم أقمنا للثنا شاهدا عدلا |
ونحواً من العلياء نزه وضعه | فما الاسم منقوص ولا الفعل معتلا |
ردوا بحره واستصغروا ورد جعفر | وقيسوا به الآمال واطرحوا الفضلا |
بني دلف طبتم وطاب قديمكم | فأكرم بكم فرعاً وأكرم بكم أصلا |
و جزتم مدا العلياء لم يتل سبقكم | ولكن على الأسماع ذكركم يتلى |
فلا طرقت أيدي الخطوب لكم حمى | ولا فرقت عين الزمان لكم شملا |