أقيما فروض الحزن فالوقت وقتها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقيما فروض الحزن فالوقت وقتها | لشمس ضحى عند الزوال ندبتها |
ولا تبخلا عني بانفاق أدمعٍ | ملونة أكوى بها إن كنزتها |
لغائبة عني وفي القلب شخصها | كأني من عيني لقلبي نقلتها |
يقولون كم تجري لجارية ٍ بكى | وما علموا النعمى التي قد فقدتها |
ملكت جهاتي الست فيك محبة | فأنت وما أخطا الذي قال ستها |
الا في سبيل الله شمس محاسن | وان لم تكن شمس النهار فأختها |
تعرّفتها دهراً يسيراً فأعقبت | دوام الأسى ياليتني لا عرفتها |
وقال أناسٌ إن في الدمع راحة ً | وتلك لعمري راحة ٌ قد نكرتها |
هل الدمع إلا مقلة ٌ قد أذبتها | عليك وإلا مهجة قد غسلتها |
نصبت جفوني بعد بعدك للدجى | وأما أحاديث الكرى فرفعتها |
وقال زماني هاكَ بعد تنعمٍ | كؤوس الأسى والحزن ملآى فقلت ها |
بكيتك للحسن الذي قد شهدته | وللشيم الغرّ التي قد عهدتها |
وروضة لحدٍ حلها غصنُ قامة ٍ | لعمري لقد طابت وقد طاب نبتها |
وحزن فلاة ٍ يممته وانما | ديارُ الظبا حزنُ الفلاة وموتها |
كلانا طريحُ الجسم بالٍ فلو درت | إذاً ندبتني في الثرى من ندبتها |
بروحي من أخفي إذا زرت قبرها | جوايَ ولو أعلمتها لعققتها |
خبية حسنٍ كنت مغتبطاً بها | ولكن برغمي في التراب دفنتها |
وآنسة قد كان لي لينُ عطفها | فلم يبق لي إلا نداها ونعتها |
أنادي ثرى الحسناء والترب بيننا | وعزّ على صمتِ المتيمِ صمتها |
كفى حزناً أن لا معين على الأسى | سوى أنني تحت الظلام بعثتها |
وتنميق ألفاظٍ عليك رقيقة | كأني من نثر الدموع نظمتها |
قضيت فما في العيش بعدك لذة | ولا في أمانٍ لو بقيتُ بلغتها |
سلامٌ على الدنيا فقد رحل َ الذي | تطلبتها من أجله وأردتها |