Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني ظئره-فقالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون".

قال أنس: «وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره».


 لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة هاجت حرب الفجار بين قريش ومن معها من كنانة وبين قيس عيلان، وهو من أعظم أيام العرب، وكان الذي أهاجها: أن عروة الرحال بن عتبة بن ربيعة أجار لطيمة للنعمان بن المنذر، فقال له البراض بن قيس -أحد بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة-: أتجيرها على كنانة؟! قال: نعم، وعلى الخلق.

فخرج عروة الرحال وخرج البراض يطلب غفلته حتى إذا كان بتيمن ذي ظلال بالعالية غفل عروة؛ فوثب عليه البراض فقتله في الشهر الحرام؛ فلذلك سمي الفجار؛ فأتى آت قريشا فقال: إن البراض قد قتل عروة وهو في الشهر الحرام بعكاظ، فارتحلوا وهوازن لا تشعر، ثم بلغهم الخبر فاتبعوهم فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم، فاقتتلوا حتى جاء الليل ودخلوا الحرم فأمسكت عنهم هوازن ثم التقوا بعد هذا اليوم أياما عديدة والقوم يتساندون، وعلى كل قبيل من قريش وكنانة رئيس منهم، وعلى كل قبيل من قيس رئيس منهم.

وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أيامهم، وهو يوم النخلة، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أربع عشرة سنة.

ويقال: عشرون سنة.

وبعد منصرفهم منه في ذي القعدة كان حلف الفضول، وسببه: أن رجلا من زبيد من أهل اليمن باع سلعة من العاص بن وائل السهمي فمطله بالثمن؛ فصعد أبا قبيس وصاح وذكر ظلامته.

فعقدت قريش حلف الفضول لنصرة المظلوم، وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحلف معهم.


كان أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم إلا من واتاهم فيما أرادوا وأوهمهم بذلك إلا بلالا، فإنه هانت عليه نفسه في الله عز وجل، وهان على قومه فأخذوه، وأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: أحد، أحد.

فجعلوا في عنقه حبلا، ودفعوه إلى الصبيان يلعبون به، حتى أثر في عنقه، وكان بلال لبعض بني جمح، وكان الذي يتولى كبر تعذيبه أمية بن خلف، فكان يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره.

ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزي.

فيقول وهو في هذا العذاب والبلاء: أحد أحد.

وكأنما كان يزيده عذابه وبلاؤه إيمانا فوق إيمان، ورق له أبو بكر حين رآه يوما في هذا الهوان الشديد، فاشتراه وأعتقه، وأعتق معه ستا ممن كانوا يعذبون على الإسلام.


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله تعالى في كل أحواله؛ ليلا ونهارا، وسرا وجهرا، لا يصرفه عن ذلك صارف ولا يرده عن ذلك راد، ولا يصده عن ذلك صاد، يتبع الناس في أنديتهم، ومجامعهم ومحافلهم وفي المواسم، ومواقف الحج؛ يدعو من لقيه من حر وعبد، وضعيف وقوي، وغني وفقير.

وتسلط عليه وعلى من اتبعه كفار قومه من مشركي قريش، بل كان من أشد الناس عليه عمه أبو لهب وامرأته أم جميل حمالة الحطب -أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان-، وكان عمه أبو طالب بن عبد المطلب يحنو عليه، ويحسن إليه، ويدافع عنه ويحامي، ويخالف قومه في ذلك؛ مع أنه على دينهم، وكان استمراره على دين قومه من حكمة الله تعالى، ومما صنعه لرسوله من الحماية؛ إذ لو كان أسلم أبو طالب لما كان له عند مشركي قريش وجاهة ولا كلمة، ولا كانوا يهابونه ويحترمونه.

روى أصحاب السير أن قريشا جاءت إلى أبي طالب فقالوا: "إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا فانهه عنا".

فقال: "يا عقيل، انطلق فأتني بمحمد"، فجاء به في الظهيرة في شدة الحر.

فلما أتاهم قال: "إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم؛ فانته عن أذاهم"، فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء؛ فقال: "ترون هذه الشمس؟" قالوا: "نعم"، قال: "فما أنا بأقدر أن أدع ذلك منكم على أن تشتعلوا منها بشعلة".

فقال أبو طالب: "والله ما كذب ابن أخي قط فارجعوا".