Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
أمر المتوكل أهل الذمة بلبس الطيالسة العسلية، وشد الزنانير، وركوب السروج بالركب الخشب، وعمل كرتين في مؤخر السروج، وعمل رقعتين على لباس مماليكهم مخالفتين للون الثوب، كل واحدة منهما قدر أربعة أصابع، ولون كل واحدة منهما غير لون الأخرى، ومن خرج من نسائهم تلبس إزارا عسليا، ومنعهم من لباس المناطق، وأمر بهدم بيعهم المحدثة، وبأخذ العشر من منازلهم، وأن يجعل على أبواب دورهم صور شياطين من خشب، ونهى أن يستعان بهم في أعمال السلطان، ولا يعلمهم مسلم، وأن يظهروا في شعانينهم صليبا، وأن يستعملوه في الطريق، وأمر بتسوية قبورهم مع الأرض، وكتب في ذلك إلى الآفاق.
خرج رجل يقال له محمود بن الفرج النيسابوري، وهو ممن كان يتردد إلى خشبة بابك وهو مصلوب فيقعد قريبا منه، وذلك بقرب دار الخلافة بسر من رأى، فادعى أنه نبي، وأنه ذو القرنين، وقد اتبعه على هذه الضلالة ووافقه على هذه الجهالة جماعة قليلون، وهم تسعة وعشرون رجلا، وقد نظم لهم كلاما في مصحف له- قبحه الله- زعم أن جبريل جاءه به من الله، فأتي به وبأصحابه المتوكل، فأمر به فضرب ضربا شديدا وحمل إلى باب العامة، فأكذب نفسه، وأمر أصحابه أن يضربه كل رجل منهم عشر صفعات، ففعلوا وأخذوا له مصحفا فيه كلام قد جمعه، وذكر أنه قرآن، وأن جبريل نزل له، ثم مات من الضرب في ذي الحجة، وحبس أصحابه، ثم اتفق موته في يوم الأربعاء لثلاث خلون من ذي الحجة من هذه السنة.
عقد المتوكل البيعة لبنيه الثلاثة بولاية العهد وهم محمد، ولقبه المنتصر بالله، وأبو عبد الله محمد؛ وقيل طلحة، وقيل الزبير، ولقبه المعتز بالله، وإبراهيم، ولقبه المؤيد بالله، وعقد لكل واحد منهم لواءين أحدهما أسود وهو لواء العهد، والآخر أبيض وهو لواء العمل، وأعطى كل واحد منهم عدة ولايات.
هو الإمام العلم, سيد الحفاظ, أبو بكر عبدالله بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستى العبسي مولاهم, الكوفي.
ولد بالكوفة عام 159هـ.
أحد أعلام الحديث، صاحب المصنف المعروف.
أخو الحافظ عثمان بن أبي شيبة، والقاسم بن أبي شيبة الضعيف.
فالحافظ إبراهيم بن أبي بكر هو ولده, والحافظ أبو جعفر محمد بن عثمان هو ابن أخيه, فهم من بيت علم, وأبو بكر: أجلهم.
قال أبو عبيد: انتهى علم الحديث إلى أربعة: أحمد بن حنبل، وأبي بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني؛ فأحمد أفقههم فيه، وأبو بكر أسردهم، ويحيى أجمع له، وابن المديني أعلمهم به.
قدم ابن أبي شيبة بغداد وحدث بها، وله كتاب التفسير، والأحكام، والمسند المصنف.
كان إيتاخ التركي قائد جيش المتوكل وإليه المغاربة، والأتراك، والأموال، والبريد، والحجابة، ودار الخلافة, وكان الأتراك بعد أن رشحوا المتوكل للخلافة بعد أبيه، بدأ تدخلهم في شؤون الدولة، فلما تمكن المتوكل من الخلافة، وقد أدرك خطر الأتراك على الدولة، عمل على تصفيتهم، وبدأ بمربيه إيتاخ التركي، فلما عاد إيتاخ من مكة، وكان حاجا تلك السنة كتب المتوكل إلى إسحاق بن إبراهيم ببغداد يأمره بحبسه، فاحتال عليه إسحاق حتى حبسه، وقيد إيتاخ، وجعل في عنقه ثمانين رطلا فمات.
وقيل: إن موته كان بالعطش، وأنه أطعم فاستسقى، فمنع الماء حتى مات عطشا.
جاء تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، فدخل الدرعية وتخلص من ابن معمر، وانتقل إلى الرياض وجعلها مقرا لحكمه، فقدمت حملات عثمانية أجبرته على الخروج من الرياض، واتجه إلى الجنوب وظل في بلدة الحلوة ثلاث سنوات يجمع الأنصار.
فتن أهالي بعض البلاد التي دخلها العثمانيون بالتقدم الذي تم في أوربا فأرادوا السير على منهجهم، فبدؤوا يرسلون أولادهم إلى أوربا للتعلم فيها، فأسس اليونانيون جمعيات سرية لهم في النمسا وروسيا وبدؤوا يعملون للانفصال عن العثمانيين؛ لاختلاف الروابط العقدية، وكانت مراكز جمعية الأخوة أهم هذه الجمعيات في فيينا عاصمة النمسا وفي أوديسا في روسيا على البحر الأسود، ثم انتقل إلى كييف، ثم كثر أتباعها، وما إن قضى خورشيد باشا على علي باشا والي يانينة، حتى أعلنوا العصيان بتحريض من الروس بالدرجة الأولى، وفي مدة قليلة- حوالي ثلاثة أسابيع- استطاع المتمردون خلالها السيطرة على المورة كلها، باستثناء المقاومة الشديدة التي أبداها العثمانيون في قلعة (تريبوليجة)- وهي مركز ولاية المورة- وحيث استمرت هذه المقاومة شهورا عديدة.
وقد قتل الروم- بوحشية منقطعة النظير- العثمانيين الذين وقعوا في الأسر أثناء هذا التمرد، وسلبوا أموالهم.
لعب بطريرك جريجوريوس دورا كبيرا في تمرد الروم ضد الحكم العثماني، وقد أعد خطة إقامة دولة اليونان الأرثوذكسية الكبرى، وأصدر السلطان محمود الثاني فرمانا بعزل البطريرك جريجوريوس من منصبه، ثم قتله، فكلف خورشيد باشا بإخضاعهم، فسار إليهم فانتصروا عليه وشتتوا جنده، وانتحر هو بالسم، ثم كلف محمد علي باشا والي مصر بإخضاع اليونان، وكان قد انتهى من فتح السودان، فسارت جيوش محمد علي باشا بحرا من الإسكندرية بقيادة ابنه إبراهيم ومستشاره الفرنسي، فاحتل جزيرة كريت، ثم انطلق إلى المورة التي كانت مركز الثورة، فأنزل إبراهيم جنوده بصعوبة بالغة؛ حيث إن أوربا كلها كانت وراء هذه الثورة، فدعمتها بالمال والسلاح، بل وبالمتطوعين من الرجال المقاتلين، واستطاع إبراهيم باشا أن يحرز النصر ويفتح مدينة نافارين عام 1240هـ وأن يدخل العثمانيون إلى أثينا عام 1241هـ رغم دفاع الإنكليز البحري، ثم إن الدول الأوربية تدخلت باسم حماية اليونان ظاهرا وبحقد صليبي واضح؛ إذ كانت روسيا تدعم اليونان علنا، ورأت أن الفرصة مناسبة جدا لدخول استانبول وإعادتها لعهدها السابق مركزا للأرثوذكس، ووقفت إنكلترا بجانب روسيا، وعقد الصلح مع الدولة العثمانية في معاهدة آق كرمان في الثامن والعشرين من صفر من عام 1242هـ.
كانت ظروف السلطات البريطانية في الهند مهيأة أكثر من أي وقت سابق للقيام بتدخل عسكري واسع النطاق في الخليج العربي وتأكيد سيطرتها البحرية المؤدية إلى المحيط الهندي، وكان إيفان تبيان حاكم بومباي في ذلك الوقت من أنصار التدخل العسكري في الخليج العربي، فعرضت عليه مشروعات عدة للتدخل، فاختار منها المشروع الذي يعرض إنشاء قاعدة بريطانية في رأس الخيمة والتدخل العسكري السياسي في الخليج، ومن ثم خرجت حملة بحرية كبرى من بومباي في 16 محرم من هذه السنة، تألفت من ست سفن حربية كبرى بالإضافة إلى عدد من السفن الصغيرة، وقد وصلت إلى رأس الخيمة في 16 صفر من هذه السنة لإجبار شيوخ ساحل الخليج (الساحل المهادن) وأمرائه على الدخول في معاهدات الصلح البحري، وكانت النتيجة الأساسية التي حصلت من هذه الحملة هي دخول شيوخ الإمارات العربية الساحلية في معاهدات مختلفة جعلت لبريطانيا يدا في شؤون جنوبي شرقي بلاد العرب.
بعد الانتصارات التي حققها محمد علي في الجزيرة العربية، والتي تمثلت في إسقاط الدولة السعودية، قوي عزمه على الإغارة على نواحي السودان، فجهز ولده إسماعيل باشا على رأس حملة لغزو السودان عرفت باسم الغزو التركي للسودان، فغالب جنود الجيش من الأتراك والألبان والمغاربة ولم يشارك في الحملة أحد من المصريين؛ لأن محمد علي لم يبدأ بعد بتجنيد المصريين.
جمع محمد علي لجيش هذه الحملة الذخيرة والسلاح من البلاد القبلية والشرقية في مصر، وأرسل لإحضار مشايخ العربان والقبائل، وقد قدمت قبيلة العبابدة للحملة الدعم بالجمال، وأفراد هذه القبيلة يعرفون المناطق الحدودية بشكل جيد، ثم في ذي القعدة سافر إسماعيل باشا إلى جهة قبلي، وهو أمير العسكر المعينة لبلاد النوبة، والباشا محمد علي في الإسكندرية.
لم تواجه حملة إسماعيل باشا أي مقاومة في السودان حتى وصلت قواته إلى حدود مملكة الشايقية، حيث كانت أول مقاومة للغزو التركي، والذين تمكن إسماعيل من هزيمتهم في معركة كورتي، ثم واصلت قوات محمد علي لفتح عدد من أقاليم السودان، فوصلوا إلى أعالي نهر النيل، وفتحوا دار فور وكردفان، كما تمكن إسماعيل باشا من إخضاع دولة سنار التي خرج إليه سلطانها السلطان بادي السادس مبايعا له ومعلنا بذلك نهاية سلطنة سنار الإسلامية أعظم الممالك الإسلامية التي ازدهرت في السودان