أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : ما هو تقييمكم لضوابط البيت؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بارك الله في هذه القناة القيمة، وجعلها ذخرا للإسلام والمسلمين، وأنار طريق الحق لها وأعانها في إعلاء كلمة الدين.
أما بعد: فأنا شاب متزوج، ومضى على زواجي قرابة السنة، وزوجتي حامل بشهرها الثامن، نرجو لكم الدعاء بصلاح الذرية وقرة العين.
باختصار مفيد، تهيأ لنا السكن أنا وزوجتي قرب منزل أهلها، ونظراً لطبيعة أسرتها، قررت أن أضع بعض الشروط للبقاء في هذا السكن.
وأريد منكم - فضلاً لا أمراً - الاطلاع على هذه الشروط وتقويمها والزيادة عليها.
الشروط هي:
١_عدم الذهاب الى أهلها وعدم قدوم أحد إلا للضرورة، مع وجود يوم للأسبوع تذهب إليه.
٢_عدم تفعيل خط الهاتف الأرضي، نظراً لمفاسده من الغيبة وكثرة الكلام بغير ذكر الله.
٣_ضبط قنوات التلفاز على ما ينفع، بعيدا عن الأفلام والمسلسلات.
٤_عدم مجيء أحد إلا بإذني، كذلك الذهاب.
٥_الاقتصار على انترنت الهاتف المحدود، نظراً لمفاسد الإنترنت المفتوح وضياعه للأوقات والأعمار.
إلى هنا بعد بحث عن الأمور التي أدرء بها المفاسد عن أسرتي، رغم أني قد أواجه الصعوبة في تقبل بعض البنود.
فما رأيكم دام فضلكم في مثل هذه الأمور في بيت المسلم الذي يخشى فتن الزمان، وينهج طريقا يبتغي به وجه الله وإقامة شرعة في كل مكان.
فما هو تقويمكم وما هي إضافتكم؟
بارك الله بكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابننا الفاضل، زادك الله حرصًا وخيرًا، ونشكر لك التواصل مع الموقع والثناء عليه، ونؤكد أن هذا واجبنا، ونشرف بأمثالك من أبنائنا، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق، ونسأل الله أن يقرّ أعيننا بصلاح الأبناء والبنات، وأن يُصلح لنا ولكم النية والذرية، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
لا شك أن الشروط المذكورة رائعة جدًّا، ولكن من المهم جدًّا تحرِّي الحكمة في تطبيقها، فإن الشر كثير من هذا التواصل المفتوح، سواء كان مع الناس في مجالس تكون فيها الغيبة والنميمة، أو عبر وسائل التواصل وعبر الإنترنت، هذه المصائب التي دخلت على بيوتنا، وإلى جيوبنا وإلى حياتنا دونما استئذان، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُنجِّينا جميعًا وأن يُبعدنا جميعًا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وقبل أن أشير إلى الشروط أؤكد ضرورة أن تكون الزوجة متفهمة لهذه الشروط، وأرجو أن يكون الإخراج بطريقة فيها الحكمة، حتى لا يتسبب ذلك في حصول الحرج، يعني مثلاً: الشرط الأول يمكن أن تحدَّ ذهاب زوجتك إلى أهلها، لكن قد لا تستطيع منع مجيئهم إلَّا بحرج شديد، وهذا ستتركه لحكمة الزوجة وطريقتها، وأرجو أن يكون الإخراج عن طريقها، حتى لا يشعر أهلها أنك لا تُريدهم ولا تحبّهم، وهذا مصدر إزعاج لزوجتك وليس في مصلحة أطفالك مستقبلاً.
كذلك مسألة التحكم في الهاتف وتقنين استخدامه: هذه من المسائل الرائعة جدًّا، ولكن دائمًا نحن نريد أن تُبنى الأمور على قناعات، لأن الأمر الذي فيه إجبار والذي فيه عناد – والذي فيه كذا – لا يأتي بنتيجة، والمؤمن حقيقة مطالب بأن يُقنِّن استخدامه للتقنية، حتى لو كانت في أشياء جيدة أيضًا لابد من تقنينها حتى لا تكون على سبيل الانطلاق في الجانب الاجتماعي، وحتى لا تؤثّر على العبادات ولا تؤثّر على العمل والواجبات الأخرى.
إذًا أصلًا تقنين التقنية هذا مطلب، وشكر الله لك على هذا الحرص على حماية أسرتك وحماية نفسك من هذه الأخطار.
كذلك أيضًا مسألة الاستئذان عند الذهاب والاستئذان عند المجيء: طبعًا هذا أيضًا جانب شرعي، لكن من المهم جدًّا أيضًا فهم الأمور الشرعية بطريقة صحيحة، (لَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِأَحَدٍ تَكْرَهُونَهُ)، كما جاء في الحديث، ولا تخرج إلَّا بإذنك، هذه كلها من الأشياء الشرعية، لكن أن تكون الزوجة أيضًا متفهمة لهذا البُعد، ليس لأنك لا تريد الناس، وليس لأنك لا تثق فيها، ولكن لأن شياطين الإنس والجن لهم تدخلات.
وعليه فنحن نوافق على الشروط المذكورة، ونؤكد مرة بعد المرة على ضرورة أن تكون بالإقناع، وأن تكون بعد حوار، وحبذا لو أن الزوجة عندها إشكال تتواصل مع الموقع حتى نضع معها النقاط على الحروف، ونبيِّن لها أن سعادتنا في تنفيذ مثل هذه الشروط وإبعاد كافة الشرور عن بيوتنا وعن حياتنا.
لا أعتقد أن هناك مزيدا، إلَّا أننا نؤكد على مسألة الحكمة في تطبيق هذه الشروط والتفاهم عليها، أيضًا إيجاد البدائل النافعة والجيدة، فمنع المسلسلات والأفلام جيد، لكن من المهم أن يكون هنالك بديل شرعي، كمجالس علم ومدارسة علم، وهوايات نافعة، ولذلك أيضًا هذا يترتب عليه مزيد من الحضور منك كزوج، وإشغال الزوجة، وإشغال الأبناء مستقبلاً بما هو نافع ومفيد، لأنا دائمًا نقول: الأبناء يمكن أن يتركوا كل الأجهزة إذا وجدوا الأب الذي يُلاعب ويُداعب ويُعلِّم ويُصاحب، وكذلك الأسرة يمكن أن تتخلى عن كل شيءٍ إذا وجدت الأب الذي يُشكِّل حضور نوعي ويقوم بأدواره.
نسأل الله أن يعينك، وأن يُصلح لنا ولك النية والذرية.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من إهمال زوجي لي، فما نصيحتكم؟ | 2084 | الأحد 04-04-2021 03:24 صـ |
تزوجت وأنا لا أحب زوجتي ثم رأيت بها عيوباً | 2597 | الأربعاء 10-02-2021 12:44 صـ |
لست مرتاحة في زواجي، وأشعر بأني قد تسرعت في قراري! | 3033 | الأربعاء 23-12-2020 12:34 صـ |
أشعر أن خطيبتي غير مرتاحة معي، فهل أفسخ الخطبة؟ | 1546 | الثلاثاء 08-12-2020 03:11 صـ |
مترددة في إكمال الخطبة بسبب الفارق التعليمي! | 1730 | الأربعاء 02-12-2020 03:06 صـ |