أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : لا أرغب بالعلاقة مع زوجي، فهل دخلت في دائرة الحرام؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لا أريد العلاقه الحميمة مع زوجي. حدثت بيننا مشاكل في بداية زواجنا جعلته شخصاً آخر في نظري، وأشعر بأنني لا أحبه، وأنه لا يحبني، هل رفضي له محرم؟ مع العلم بأنه ليس رفضاً دائماً، وذلك لخوفي من الله، وخوفي من أن يتزوج بامرأة أخرى.
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Meme حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نصيحتنا لك ألا تغلقي الأبواب التي تدخل منها محبة الزوج إلى قلبك، والشيطان حريص كل الحرص على تغذية هذه البغضاء في قلبك لزوجك وكراهيتك له؛ لشدة حرصه على التفريق بينكما، وهدم الأسرة بعد بنائها، وبيسر وسهولة -أيتها الأخت الكريمة- يمكنك أن تتغلبي على هذه المشاعر التي تجدينها تجاه زوجك، وذلك بأن تكلفي نفسك أن تتذكري الجوانب الإيجابية في هذا الزوج، ومحاسن هذا الزوج، والخصال التي تدعو إلى حبه واحترامه، وبلا شك ستجدين من ذلك الشيء الكثير، وهذه وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ أوصى بها الأزواج، وهي تصلح أيضاً وصية للزوجات، فقد قال النبي -صلى الله علي وسلم- كما في صحيح مسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً ورضي منها آخر).
ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم- لا يفرك، أي لا يبغض الرجل زوجته لوجود خلق أو صفة بغيضة فيها، وأمره بأن يتذكر الصفات الحسنة، والأخلاق الجميلة، والجوانب الإيجابية، فإن ذلك يدعو إلى حبها، فقال: (إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة، إذا كرهت من زوجها خلقا فستجد ما يدعوها إلى حبه أضعاف ذلك.
أما بخصوص ما سألت عنه من الامتناع عن إجابته إلى الجماع؛ فإن هذا الامتناع غير جائز إذا لم يكن في الجماع على المرأة ضرر، كأن تكون مريضة أو غير ذلك، أما لغير ضرر عليها فإنه لا يجوز لها أن تمتنع، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الحديث الذي رواه أحمد ابن ماجه: (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه).
فإذا أراد الزوج زوجته لذلك الأمر، فإنه لا يجوز لها أن تمتنع ولو كما بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي على هذه الحالة على قتب، أي وهي راكبة على الجمل، وهذا فيه مبالغة منه -صلى الله عليه وسلم-، وأنه لا ينبغي لها أن تمتنع على أي حال كانت، إلا في الأحوال التي في الجماع عليها ضرر كما قلت، وينبغي للمرأة أن تذكر أنها تثاب خيراً، وأن الله تعالى يجزيها بعملها الصالح بحسن معاشرتها لزوجها، وأن هذا العمل لا يضيع.
أما المشاعر القلبية، الحب، أو البغض، فإن هذا لا يؤاخذها الله تعالى عليه، فهي إذا أدت الحقوق لزوجها، وكانت تشعر مع ذلك بكراهية أو نفور، فإن الله تعالى لا يؤاخذها على هذه الكراهة أو ذلك النفور، والجملة فإنه لا يجوز لها أن تقصر في شيء من حقوق زوجها، وإذا رأت نفسها أنها ستقع في الإثم وستعصي الله تعالى بأن تضيع هذه الحقوق، فإن الله تعالى شرع لها في مثل هذه الحالة أن تطالب بالخلع، وتطالب بالطلاق، ولو بأن تفتدي نفسها بأن تدفع لزوجها شيئاً بمقابل أن يطلقها.
ولكن نعود إلى أول الأمر، وأن هذا هو غاية ما يريد الشيطان أن يتوصل إليه، ويسعى فيه، فلتحرص -الأخت الكريمة- على مجاهدة نفسها، والتغلب على ما تجده في قلبها من بغض لزوجها بتذكر محاسنه، ومصارحته بما تكره، ليصحح ويعدل ما تكرهه فيه.
نسال الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يؤلف بينك وبين زوجك، ويديم حسن العُشرة بينكما.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
حائر بين الطلاق والتعدد، أرشدوني. | 3515 | الخميس 25-06-2020 04:39 صـ |
كيف أتصرف حيال عناد زوجتي وتمردها؟ | 3684 | الاثنين 27-04-2020 04:28 صـ |
أعاني من شدة الشهوة وزوجتي ترفض زواجي، فما الحل؟ | 26183 | الأحد 22-12-2019 02:59 صـ |
زوجتي متكبرة وتهجرني في الفراش، كيف أتعامل معها؟ | 13910 | الاثنين 14-10-2019 04:12 صـ |