أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قلق وتفكير وقلة نوم...ما علاج هذه الحالة؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي قصة طويلة أتمنى أن تتسع صدوركم لقراءتها، بدأت معي المشكلة منذ حوالي ثلاث سنوات، فقد حدث أنني أصبت بألم شديد في مؤخرة رأسي لازمني طويلاً، وذهبت إلى الأطباء في كل التخصصات، وأجريت أشعة مقطعية على المخ، وكان كل شيء سليماً، فتركت الأطباء، ثم ذهب الألم لحاله، ولكنه استمر معي في بعض الأحيان ولكن بصورة أخف، وكان يأتي على هيئة نوبات، ومنذ ذلك اليوم وأنا في تعبٍ مستمر، مثل التهابات المعدة، وانخفاض الضغط..وغيرها، ومن يومها أصبحت في أرقٍ شديد وقلة نوم، وأصبحت أتحسس لأقل الأصوات والأضواء عند النوم، ومن يومها قل مستواي وتحصيلي الدراسي، فقد كنت بمثابة عبقرية ، لدي قدرات هائلة، حتى إني لم أكن أذاكر أو آخذ دروساً خصوصية، وكنت أعتمد على الشرح في المدرسة في بعض المواد، وكنت دائماً الأولى، أما الآن فأجد صعوبة في الحفظ والفهم والتركيز، وتفاقمت المشكلة منذ 8أشهر؛ حيث إنني استيقظت في يومٍ لأذهب إلى المدرسة، وكان عندي امتحان شهري، فأحسست بدوخة وهبوط شديد فلم أذهب، ومن يومها وأنا أحس بآلام في قلبي، واستمرت شهراً، ثم بعد شهر كان عندي امتحان آخر، وأرهقت نفسي في المذاكره، وجئت لأنام فشعرت بآلام شديدة وقلبي ينبض بسرعة، وأحس بالنبض في جسمي، وتنميل في ذراعي الأيسر، وسرعان ما ذهبت للطبيب، فقال: إنه من ضغطي؛ لأنه كان منخفضاً جداً، وعالج الضغط، ولكن الأعراض لم تختف، وازداد الأمر سوءاً فلم أعد أتناول الطعام بعد انغلاق شهيتي، فذهبت لطبيب آخر فقال: إنه مجرد توتر عصبي، وأعطاني مهدئ (كالميبام) فتحسنت، وبعد أُسبوعين أحسست بآلام في بطني، ولم أعد أتناول الطعام، فشهيتي انغلقت، ثم بدأت في الترجيع، فذهبت للطبيب فقال: إنه ميكروب، وأعطاني مضادات حيوية ومحاليل فلم أتحسن أبداً، وكان ذلك في وقت الامتحانات، ولكن بعدها بحوالي شهر ذهبت لطبيبٍ نفسي فقال أني أعاني من القلق والتوتر وأعطاني لكسوتانيل وسيتابرونكس لمدة أسبوعين، فشعرت بتحسن، ثم ألغى لكسوتانيل، وأعطاني ريستولام لمدة حوالي 3 أسابيع، فتحسنت جداً، وبدأت أمارس حياتي، ولكنه ألغى الاثنين، وأعطاني (ابيليا) فحدثت انتكاسة، وعدت مثل بداية الأمر مع رعشة وضيق في التنفس وتعب عام، أخذته لمدة أسبوع، ثم أعطاني معه سيتابرونكس فشعرت بتحسن ، ولكن حدثت لي رعشة شديدة وحركات لا إرادية، وصعوبة في الكلام، فتوقفت عن الدواء، فتحسنت هذه الأعراض، ومن يومها لم أذهب للطبيب أو أتناول دواء، ولكن قلبي يؤلمني، وأشعر بتنميل واضطراب، وعدم استقرار، وأرق شديد، وصعوبة في الدخول في النوم، وقلة تركيز.

لا أعلم ماذا أفعل!؟ وأعاني من كثرة التفكير خصوصاً في المستقبل، فطموحي أن أكون عالمة فيزياء، مع العلم أني أخاف كثيراً خوفاً غير عادي، وقدراتي عالية، وخيالي واسع، وتفكيري غير محدود، وأسبق سني، وأعاني من أحلام اليقظة.

ساعدوني فإني أنهار، فقد تأخر مستواي الدراسي، وأرجو في حال وصف دواء الوصف الدقيق التام له ومواعيده، وأن لا يكون ذا آثار جانبية، فأنا مقبلة على مرحلة مهمة في حياتي، وهي الثانوية العامة، وحلمي أن أكون الأولى.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن أعراضك النفسية تنحصر في وجود قلق عام مع عسر بسيط في المزاج، ومثل هذه الحالات يمكن أن نسميها بالقلق الاكتئابي البسيط، أو الاكتئاب القلقي البسيط.

وبالنسبة لموضوع الصداع؛ قد يكون القلق مسببًا له، ولكن هنالك أيضًا موضوع مهم، وهو موضوع انخفاض ضغط الدم. وأنت ذكرت مرتين موضوع انخفاض ضغط الدم، وأنا أود أن أقول لك: إن انخفاض ضغط الدم هو أحد المسببات للصداع، والبعض يعتقد فقط أن الارتفاع الشديد في ضغط الدم هو الذي يؤدي إلى الصداع. كذلك انخفاض ضغط الدم أيضًا يؤدي إلى الصداع في كثير من الأحيان، فأرجو أن تؤكدي على هذه الحقيقة مع طبيبك، وأقصد بذلك طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني، وهنالك عدة طرق لرفع ضغط الدم بصورة معقولة جدًّا ودون أي آثار سلبية.

من حيث العلاج النفسي: أنت لديك تجارب مع أدوية نفسية متعددة، وكلها تقريبًا تنتمي لمجموعة تسمى بـ(بنزوديزبينات benzodiazepines) هي جيدة ومريحة على المدى القصير، ولكن قد تكون لها تبيعات سلبية في المستقبل، وعمومًا أنت لم تواصلي على هذه الأدوية مدةً طويلة، وهذا شيءٌ حسن.

أعتقد أنك في حاجة لأن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق والمحسنة للمزاج، ويجب أن يكون تناول هذا الدواء لفترةٍ طويلة نسبيًا، وأعني بـ(طويلة) هو أن تكتمل مدة العلاج، ومن الأخطاء الكثيرة والشائعة جدًّا أن بعض الناس توصف لهم العلاجات الصحيحة، لكن قد تكون المدة ليست صحيحة، أو الجرعة ليست صحيحة، وهذه إشكالية كبيرة جدًّا.

أنا أرى أن العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (لسترال) أو يعرف باسم (زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) سيكون دواءً مناسبًا جدًّا بالنسبة لعمرك، وهذا الدواء متوفر في مصر، ويوجد تحت مسمى (مودابكس) يمكن أن تتناوليه بجرعة نصف حبة – خمسة وعشرون مليجراماً فقط– تناوليها ليلاً لمدة شهرين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذه جرعة بسيطة جدًّا؛ حيث إن الجرعة الكلية لهذا الدواء يمكن أن تصل إلى أربع حبات في اليوم، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة.

الدواء غير إدماني، وغير تعودي، ويناسب عمرك، وليس له تأثير على الدورة الشهرية أو الهرمونات النسائية.

بجانب العلاج الدوائي، لا بد أن تكوني حريصة جدًّا على ممارسة تمارين الاسترخاء، ولدينا استشارات كثيرة بها كيفية تطبيق هذه التمارين، ويمكنك الرجوع إلى هذه الاستشارة (2136015) لمعرفة كيفية تطبيق الإرشادات والتعليمات الخاصة بتمارين الاسترخاء، وهي جيدة وممتازة جدًّا خاصة في مثل عمرك إذا داومت على تطبيقها.

من الضروري أن تنهمكي في شؤون الأسرة وأعمال البيت، وتسعي دائمًا لأن تكوني بارة بوالديك، وأن تديري وقتك بصورة جيدة، وتركزي على دراستك لتصبحي من المتفوقات، وهذا ممكن جدًّا؛ حيث إن لديك القدرات لما هو مطلوب، وأسأل الله لك أن يجعلك من المتميزات والنجاحات.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1600 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3902 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2545 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1272 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2257 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ