أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : دعوت الله بالزواج ولم يستجب لي! هل الله غاضب علي؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أدعو الله، ولم يستجب لي! هل الله غاضب علي أم يحبني؟ وأنا محافظ على الصلوات، وأدعو في قيام الليل لأني أريد أن أتزوج وأحصن نفسي من الشهوات عاجلا غير آجل. وأريد الحلال عن الحرام، نفسيتي تعبت جدا لي كم سنة أدعو وأنا مقصر بحق الله، انصحوني نوروني، أريد العفاف، أريد الرزق الحلال، وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونكرر شكرنا لك على هذا التواصل وعلى هذا الاهتمام وعلى هذا السؤال، فإنما شفاء العيِّ السؤال.
وندعوك – يا ابني الكريم – إلى أن تواصل اللجوء إلى الله تبارك وتعالى.
فإن الله تبارك وتعالى يستجيب الدعاء لعبده، ويحب من يُلح في الدعاء، ولابد لمكثر قرع الأبواب أن يلجَ، فلا تتوقف من رفع الأكف إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن سلف الأمة كانوا يسألون الله تبارك وتعالى، فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول (مثلك لا يُجاب، أو لعل المصلحة في ألا أُجاب) ومن الذي توجه إلى الله ولم ينل خيرًا، فإنه ما من عبدٍ يدعو الله بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يستجيب الله دعوته، وإما أن يدخر له من الأجر والثواب بمثلها، وإما أن يرد عنه من البلاء والمصائب النازلة مثلها.
فلابد أن تكثر من الدعاء، واعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم – أيضًا قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل. قيل يا رسول الله: وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوتُ وقد دعوتُ فلم أر يُستجاب لي، فيستحسر عند ذلك، ويترك الدعاء).
فخالف الشيطان، ولا تتوقف من اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن لكل أجل كتاب، وأن الإنسان عليه أن يدعو وليس عليه الإجابة، كما قال عمر - رضي الله عنه -: (لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم السؤال) واعلم أن مجرد الدعاء عبادة، قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}.
وكان السلف – لما عرفوا فضل الدعاء - يسألون الله في سير النعل إذا انقطع، ويسألون الله تبارك وتعالى في ملح الطعام إذا فقدوه، لأن الله يقول: {واسألوا الله من فضله إن الله كان بكم رحيمًا}.
لا تسألنَّ بني آدم حاجة *** وسلِ الذي أبوابه لا تؤصدِ
الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يُسأل يُغضب
فهنيئًا لمن توجه إلى الله تبارك وتعالى، وابتهل وتضرع إليه بالدعاء، واعلم أن الله تبارك وتعالى قد لا يستجيب للإنسان لمصلحته، إما لأنه يريد من عبده كثرة اللجوء إلى الله والانكسار بين يديه، وإما أن إجابة الدعاء قد لا تكون فيها مصلحة للإنسان، فقد يسأل الإنسان الغنى لكنّ الله لا يعطيه، لأن المال سيكون سببًا في بعده عن الصلاة والصلاح والفلاح.
وعلى كل حال فإنا نوصيك بألا توقف الدعاء، وألا تتوقف عن اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وتعوذ بالله من الشيطان يريد أن يوصلك إلى اليأس ويُخبرك بأنك تعبت، وأنك دعوت ولا فائدة، لا، الفائدة متيقنة، وهي موجودة، لأن إجابة الدعاء - كما مضى معنا – تتنوع، فعليك أن تختار الأوقات الفاضلة، أن تتوجه إلى الله بقلب حاضر، أن تحرص على تحري الحلال، أن تلح في الدعاء، أن تنكسر بين يدي الله تبارك وتعالى، أن تختار أوقات الإجابة: في السجود، دبر الصلوات المكتوبات، جوف الليل الأخير، الساعة المرجوة من إجابة الدعاء من يوم الجمعة، وعند السحر وغيرها من الأوقات الفاضلة.
كذلك تتحرى الأماكن الفاضلة، وترفع أكف الضراعة إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن الرحيم سبحانه وتعالى يستجيب لعبده إذا دعاه وإذا توجه إليه سبحانه وتعالى، فقد قال سبحانه وتعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.
وكن واثقًا أن الذي يريد العفاف يعينه الله تبارك وتعالى، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : (ثلاث حق على الله أن يعينهم) منهم (الناكح يريد العفاف). فأنت ما أردت إلى الخير، وما عليك إلا أن تصبر وتواصل السير على هذا الطريق، طريق القيام، والسجود، والركوع، ورفع الأكف إلى الله تعالى، والتوجه إليه سبحانه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقك وإيانا جميعًا من الحلال، وأن يجنبنا الحرام، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا، ونسأله تبارك وتعالى أن يعينك على العفة والعفاف والطهر، ونسأله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأن يجمع بينك وبين صالحة على كتابة الله وعلى سنة نبيه عليه صلوات الله وسلامه، وأن يطعمنا ويسعدنا بالحلال من الطعام ومن الشراب ومن الزواج، لأنه هنيئًا لمن شغله الله تبارك وتعالى بالحلال واستخدمه فيما يُرضيه سبحانه وتعالى.
نسأل الله العظيم أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ومن حقك أن تتوجه إلى الله بصنوف الأدعية التي تلجأ بها إلى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يستجيب لك الدعاء، وأن يعينك على الفوز بالزوجة الصالحة، التي تعينك على طاعة الله، وتكون لها عونًا على كل أمر يُرضي الله تبارك وتعالى، ونكرر وصيتنا لك بالإلحاح في الدعاء والاستمرار فيه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يجمع بينك وبين الزوجة الصالحة على كتاب الله وعلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم – ووصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالمواظبة على الصلاة، ثم بكثرة اللجوء إلى الله والسجود له، ثم بمساعدة المحتاجين ليكون العظيم تبارك وتعالى في حاجتك.
عليك كذلك أن تحسن نيتك، وتجتهد في أن تقصد بأعمالك ودعائك وجه الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
حلمت بوالدي الميت يبكي، فأصبت بهلع وخوف مستمر. | 2240 | الخميس 23-07-2020 02:55 صـ |
أبحث عن وظيفة لا تفرض علي حلق اللحية، أرجو المساعدة. | 1066 | الثلاثاء 21-07-2020 03:23 صـ |
وساوس الشيطان حول استجابة الدعاء، كيف أحاربها؟ | 1581 | الخميس 16-07-2020 02:48 صـ |
أمي تدعو علي بعدم التوفيق، فماذا أفعل؟ | 2096 | الخميس 02-07-2020 04:01 صـ |
أبي عليه دين وأدعو الله أن يفرج همنا | 743 | الأحد 28-06-2020 03:31 مـ |