Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


أمر الملك الناصر صلاح الدين ببناء قلعة الجبل، وإحاطة السور على القاهرة ومصر، فعمر قلعة للملك لم يكن في الديار المصرية مثلها ولا على شكلها، وولي عمارة ذلك الأمير بهاء الدين قراقوش مملوك تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب.


هبت ببغداد ريح عظيمة، ثم زلزلت الأرض، واشتد الأمر على الناس حتى ظنوا أن القيامة قد قامت، فبقي ذلك ساعة ثم انجلت، وقد وقع كثير من الدور، ومات فيها جماعة كثيرة.


هو محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر، الوزير أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء، ولقبه عضد الدولة.

وكان أبوه أستاذ دار المقتفي وأقره المستنجد.

فلما ولي المستضيء استوزره، فشرع ظهير الدين بن العطار أبو بكر صاحب المخزن في عداوة أبي الفرج، حتى غير قلب الخليفة عليه، فطلب الحج فأذن له، فتجهز جهازا عظيما واشترى ستمائة جمل لحمل المنقطعين وزادهم، وحمل معه جماعة من العلماء والزهاد، وأخذ معه بيمارستانا فيه جميع ما يحتاج إليه، وسافر بتجمل زائد.

فلما وصل إلى باب قطفتا خرج إليه رجل صوفي بيده قصة، فقال: مظلوم، فقال الغلمان: هات قصتك.

فقال: ما أسلمها إلا للوزير.

فلما دنا منه ضربه بسكين في خاصرته، فصاح: قتلتني، وسقط من دابته، وبقي على قارعة الطريق ملقى، وتفرق من كان معه إلا حاجب الباب، فإنه رمى بنفسه عليه، فضربه الباطني بسكين فجرحه، وظهر للباطني رفيقان فقتلوا وأحرقوا.

ثم حمل الوزير إلى داره فمات بها.

وكان مشكور السيرة محببا إلى الرعية، غير أن القاضى الفاضل لما بلغه خبر قتله، أنشد: وأحسن من نيل الوزارة للفتى حياة تريه مصرع الوزراء وما ربك بظلام للعبيد.

كان ابن المظفر- عفا الله عنه- قد قتل ولدي الوزير ابن هبيرة وخلقا كثيرا.


عصى شمس الدين محمد بن عبد الملك المقدم على صلاح الدين ببعلبك، وكانت له قد سلمها إليه صلاح الدين لما فتحها جزاء له حيث سلم إليه ابن المقدم دمشق، فلم تزل بيده إلى الآن، فطلب شمس الدولة بن أيوب أخو صلاح الدين منه بعلبك، وألح عليه في طلبها، فلم يتمكن صلاح الدين من مخالفته، فأمر شمس الدين بتسليمها إلى أخيه ليعوضه عنها، فلم يجب إلى ذلك، وذكره العهود التي له، وما اعتمده معه من تسليم البلاد، فلم يصغ إليه ولج عليه في أخذها، وسار ابن المقدم إليها، واعتصم بها، فتوجه إليه صلاح الدين، وحصره بها مدة، ثم رحل عنها من غير أن يأخذها، وترك عليه عسكرا يحصره، فلما طال عليه الحصار أرسل إلى صلاح الدين يطلب العوض عنها ليسلمها إليه، فعوضه عنها وسلمها، فأقطعها صلاح الدين أخاه شمس الدولة.


انقطعت الأمطار بالكلية في سائر البلاد الشامية والجزيرة والبلاد العراقية، والديار البكرية، والموصل وبلاد الجبل وخلاط، وغير ذلك، واشتد الغلاء، وكان عاما في سائر البلاد، واستسقى الناس في أقطار الأرض، فلم يسقوا، وتعذرت الأقوات، وأكلت الناس الميتة وما ناسبها، ودام كذلك إلى آخر سنة خمس وسبعين؛ ثم تبعه بعد ذلك وباء شديد عام أيضا، كثر فيه الموت، وكان مرض الناس شيئا واحدا، وهو السرسام- ورم في حجاب الدماغ تحدث عنه حمى دائمة- وكان الناس لا يلحقون يدفنون الموتى، إلا أن بعض البلاد كان أشد من البعض.


سار جمع كثير من الفرنج بالشام إلى مدينة حماة، وكثر جمعهم من الفرسان والرجالة؛ طمعا في النهب والغارة، فشنوا الغارة، ونهبوا وخربوا القرى، وأحرقوا وأسروا وقتلوا، فلما سمع العسكر المقيم بحماة ساروا إليهم، وهم قليل، متوكلين على الله تعالى، فالتقوا واقتتلوا، وصدق المسلمون القتال، فنصرهم الله تعالى، وانهزم الفرنج، وكثر القتل والأسر فيهم، واستردوا منهم ما غنموه من السواد، وكان صلاح الدين قد عاد من مصر إلى الشام في شوال من السنة الماضية، وهو نازل بظاهر حمص، فحملت الرؤوس والأسرى والأسلاب إليه، فأمر بقتل الأسرى فقتلوا.