Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


جهز المهدي العبيدي صاحب إفريقية جيشا كثيفا مع ابنه أبي القاسم (الملقب بالقائم بأمر الله)، وسيرهم إلى مصر، وهي المرة الثانية، فوصل إلى الإسكندرية في ربيع الآخر سنة 306، فخرج عامل المقتدر عنها، ودخلها القائم، ورحل إلى مصر، فدخل الجيزة، وملك الأشمونين وكثيرا من الصعيد، وكتب إلى أهل مكة يدعوهم إلى الدخول في طاعته فلم يقبلوا منه، ووردت بذلك الأخبار إلى بغداد، فبعث المقتدر بالله مؤنسا الخادم في شعبان، وجد في السير فوصل إلى مصر، وكان بينه وبين القائم عدة وقعات، ووصل من إفريقية ثمانون مركبا نجدة للقائم، فأرست بالإسكندرية، وعليها سليمان الخادم، ويعقوب الكتامي، وكانا شجاعين، فأمر المقتدر بالله أن يسير مراكب طرسوس إليهم، فسار خمسة وعشرون مركبا، وفيها النفط والعدد، ومقدمها أبو اليمن، فالتقت المراكب بالمراكب، واقتتلوا على رشيد، وكان الظفر لمؤنس، فلقب حينئذ بالمظفر، وأحرق كثيرا من مراكب إفريقية، وهلك أكثر أهلها, ووقع الوباء في عسكر القائم، والغلاء، فمات منهم كثير من الناس والخيل، فعاد من سلم إلى إفريقية، فسار عسكر مصر في أثرهم، حتى أبعدوا، فوصل القائم إلى المهدية في رجب من هذه السنة.

وأسر منهم كثير، وكان في الأسرى سليمان الخادم، ويعقوب، فقتل من الأسرى كثير، وأطلق كثير، ومات سليمان في الحبس بمصر، وحمل يعقوب إلى بغداد، ثم هرب منها وعاد إلى إفريقية.


وقعت فتنة ببغداد بين العامة والحنابلة، فأخذ الخليفة جماعة منهم وسيرهم إلى البصرة فحبسوا.


كانت غزاة الحاجب بدر بن أحمد إلى دار الحرب، وهي غزاة مطونية.

وكان أمير المؤمنين الناصر لما اتصل به تطاول المشركين على من كان بإزائهم من أهل الثغور بامتناع الصوائف عن غزوهم، والإيغال في بلادهم بالحرب؛ أحفظه ذلك، وأذكى عزمه، وأكد بصيرته في مجاهدة أعداء الله وأعداء دينه في هذا العام، فأمر بالاحتفال في الحشد وجمع الرجال والتكثير من الأجناد والفرسان الأبطال.

وعهد إلى حاجبه بالغزو بنفسه في الصائفة.

ونفذت كتبه إلى أهل الأطراف والثغور بالخروج إلى أعداء الله، والدخول في معسكره، والجد في نكاية أهل الكفر، والإيقاع بهم في أواسط بلادهم، ومجتمع نصرانيتهم.

ففصل الحاجب بالجيوش يوم الثلاثاء لخمس بقين من المحرم، وانثالت إليه العساكر من كل جهة في ثغور المسلمين، ودخل بهم دار الحرب، وقد احتشد المشركون، وتجمعوا من أقاصي بلادهم، واعتصموا بأمنع جبالهم، فنازلهم الحاجب بدر بن أحمد بأولياء الله وأنصار دينه، فكانت له على أعداء الله وقائع اشتفت فيها صدور المسلمين، وانتصروا على أعداء الله المشركين.

وقتل في هذه الغزاة من حماتهم وأبطالهم، وصلاة الحروب منهم، جملة عظيمة لا يأخذها عد، ولا يحيط بها وصف.

وكان الفتح يوم الخميس لثلاث خلون من ربيع الأول ويوم السبت لخمس خلون من ربيع الأول، في معارك جليلة، لم يكن أعظم منها صنعا، ولا أكثر من أعداء الله قتيلا وأسيرا.

وورد الكتاب بذلك على أمير المؤمنين الناصر يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول؛ فأكثر من شكر الله عز وجل على ما من به، وفتح فيه.


غزا بشر الأفشيني بلاد الروم، فافتتح عدة حصون، وغنم وسلم؛ وغزا ثمل الخادم في بحر الروم، فغنم وسبى وعاد، وكان على الموصل أبو أحمد بن حماد الموصلي، وفيها دخل جني الصفواني بلاد الروم، فنهب وخرب، وأحرق وفتح وعاد، فقرئت الكتب على منابر بغداد بذلك.


أمر المقتدر ببناء بيمارستان، فبني، وأجرى عليه النفقات الكثيرة، وكان يسمى البيمارستان المقتدري.


هو القاضي محمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد البغدادي أبو بكر الضبي، المعروف بوكيع، وكان عالما بأخبار الناس وغيرها، وله تصانيف حسنة.

قال الدارقطني: "كان نبيلا فصيحا فاضلا، من أهل القرآن والفقه والنحو، له تصانيف كثيرة" مات وكان يتقلد قضاء كور الأهواز كلها.


هو الفقيه الشافعي الكبير أحمد بن عمر بن سريج كان من عظماء الشافعية، وأئمة المسلمين، وكان يقال له: "الباز الأشهب"، ولي القضاء بشيراز، وكان يفضل على جميع أصحاب الإمام الشافعي، حتى على المزني، وإن فهرست كتبه تشتمل على أربعمائة مصنف، وقام بنصرة مذهب الشافعي والرد على المخالفين، وفرع على كتب محمد بن الحسن الحنفي.

وقد عد من الفقهاء الذين أسهموا في نشر المذهب الشافعي في أكثر الآفاق، وله مؤلفات كثيرة لم يصل إلينا منها شيء.

تفقه على يده أئمة أعلام، وحدث عنه أبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد الغطريفي، وأبو الوليد حسان بن محمد، وآخرون.

وكان يقال له في عصره: "إن الله بعث عمر بن عبد العزيز على رأس المائة من الهجرة، أظهر كل سنة وأمات كل بدعة، ومن الله تعالى على رأس المائتين بالإمام الشافعي حتى أظهر السنة وأخفى البدعة، ومن الله تعالى بك على رأس الثلاثمائة حتى قويت كل سنة وضعفت كل بدعة".

قال الذهبي: " كان أبو العباس على مذهب السلف، يؤمن بها ولا يؤولها، ويمرها كما جاءت.

وهو صاحب مسألة الدور في الحلف بالطلاق" قال الدارقطني: "كان فاضلا لولا ما أحدث في الإسلام من مسألة الدور في الطلاق" _ وتعني قول الرجل لامرأته: "إن وقع عليك طلاقي فأنت طالق قبله ثلاثا"- وكان له مع فضائله نظم حسن.

توفي ببغداد، ودفن في حجرته بسويقة غالب بالجانب الغربي بالقرب من محلة الكرخ، وعمره سبع وخمسون سنة وستة أشهر.


أفلحت الضغوط الفرنسية في حمل كل من ألمانيا والنمسا والمجر وأسبانيا وإيطاليا وهولندا وروسيا والإمبراطورية العثمانية وبريطانيا على توقيع معاهدة القسطنطينية في 29 أكتوبر 1888م، والتي تقضي مادتها الأولى بضمان حرية الملاحة في قناة السويس واستمرارها في أوقات الحرب والسلم، وكفالتها لكل سفينة حربية أو تجارية أيا كان العلم الذي ترفعه، واتفاق الأطراف السامية المتعاقدة بعدم التدخل بأي شكل من الأشكال لعرقلة الملاحة في القناة.

واتفقت أطراف المعاهدة على الامتناع عن القيام بممارسة حقوق الحرب، أو الدخول في أي مواجهات عسكرية أو أي عمل آخر من شأنه تعطيل الملاحة في القناة، أو المساس بسلامة موانيها، وعدم قيام المتحاربين في أوقات الحرب باستخدام القناة وموانيها في إقلاع أو هبوط القوات وشحن أو تفريغ الذخائر والمواد الحربية، والتزام الأطراف السامية المتعاقدة بعدم السماح لأي سفن حربية بالبقاء في القناة، وخولت المادتان 9، 10 مصر باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ بنود هذه المعاهدة، وتأمين الدفاع عن مصر واستقرار النظام العام فيها.

ومع ذلك جاءت المادة 11 لتقرر بأن هذه الإجراءات يجب ألا تخل بحرية الملاحة في القناة، وقضت المعاهدة كذلك بأن تعتبر مبدأ المساواة ركنا أساسيا من أركانها، وبأن الالتزامات الواردة فيها لا تقيد بأجل الالتزام الممنوح للشركة العالمية لقناة السويس البحرية.