أخا ثقتي أعزِزْ عليّ بنوبة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أخا ثقتي أعزِزْ عليّ بنوبة ٍ | مَنَاكَ بها صَرْفُ القضاء المقدرُ |
أُصبت وما للعبد عن حكم ربه | مَحيصٌ وأمر الله أعلى وأقهر |
وقد مات من لا يخلُف الدهر مثلهُ | عليك من الأسلاف والحقُّ يبهر |
أبٌ بعد أمٍ برَّة وأقاربٌ | مضوا سُرُجاً في ظلمة الليل تَزْهَر |
فنمتَ ولم تهجر شرابك بعدهمْ | وكم تهجر النفس الزلالَ وتسهرُ |
تعزيتَ عمن أثمرتْك حياتُهُ | ووشْكُ التعزي عن ثمارك أجدر |
لأن احتيال الدهرِ في ابنٍ وفي ابنة ٍ | يسيرٌ وكرُّ الدهر شيخيك أعسر |
تعذر أن نعتاض من أمهاتنا | وآبائنا والنسلُ لا يتعتذر |
إلى أن يقيم الله يومَ حسابهِ | فيُلقون والأرواح تُطوَى وتنشر |
فلا تهلِكن حزناً عن ابنة جنة ٍ | غدتْ وهي عند الله تُحبَى وتحبر |
لعل الذي أعطاك سِتر حياتها | كساها من اللحد الذي هو أستر |
وفي الماء طهر ليس في الطهر مثله | وللتُّرب أحياناً من الماء أطهر |
ولن تُخبَر الأنثى طوال حياتها | ولكنها بعد المنية تخبر |
وليس بمأمونٍ عليها عِثارُها | مدى الدهر أو يقضى عليها وتُقبر |
وكم من أخي حرية ٍ قد رأيتُهُ | بنار ذوي الأصهار يُكوى ويُصهر |
فلا تتهم لله فيها ولا ية ً | ولا نظراً فالله للعبد أنْظَر |
وأنت وإن أبصرت رشدك كلّهُ | فذو المنظر الأعلى برشدك أبصرُ |
ولن يعوزَ الوهّابَ إخلافُ فارسٍ | فصبراً فإن البَرَّ من يتصبر |
وفي العيش مُحْلَولٍ وفي العيش مُمقرٌ | وللدهر معروفٌ وللدهر منكَرُ |
وما هذه الدنيا بدار إقامة ٍ | ولكنما الدنيا مجاز وَمَعْبر |