أهوى بمرشفة الشهيّ وقال ها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أهوى بمرشفة الشهيّ وقال ها | ويلاه من رشاءٍ أطاع وقالها |
وأمالت الكاسات معطف قده | بقصاص ما قد كان قبل أمالها |
فمصصت من رشفاته معسولها | وضممت من أعطافه عسالها |
وظفرت في اليقظات منه بخلوة | ما كنت آمل في المنام خيالها |
و لربما أهوى بكأس مدامة | لولاه ما حملت يدي جريا لها |
طبخت بنار خدودة في كفه | فقبلتها وشربت منه حلالها |
حتى إذا هوت النجوم وأطفأت | في الصبح أنفاس النسيم ذبالها |
ولي وأسأر في الجوانح حسرة | لو شاء عائد وصله لآزالها |
ومضى بشمس محاسن لولا الهدى | ما كنت أمسك في الوفاء حبالها |
و من البلية عذل قد ضمنت | ثقل الملام مقالها وفعالها |
ياليت أرض العاذلين تزلزلت | أوليتها لا أخرجت أثقالها |
و النجم من كأس الحبيب وخده | لا زاغ فكري عن هواه ولا لها |
بأبي مضيء الحسن ناء شخصه | سلت الكواكب حسنها وجمالها |
متلون الأخلاق إلا أنها | لشقاوتي ليست تملّ ملالها |
لوذاق حالة مهجتي ما راعني | دعه يروع ولا يقاسي حالها |
هي مهجة ليست يجاور صبرها | كيد المؤيد لا يجاور مالها |
جادت يد الملك المؤيد جود من | لم تخش بسطة كفه إقلالها |
يا عاذل الملك المؤيد في الندى | هي صبوة ٌ قد أتعبت عذالها |
و شمائل مدت يمين مكارم | لم ترض أن يدعى الغمام شمالها |
سبقت سؤال عفاتها وتعقمت | في الجود حتى سابقت آمالها |
مالابن شاد في العلى مثل فدع | علياه تضرب في الورى أمثالها |
رقمت بنو أيوب نسخة أصلها | وأتى فكان تمامها وكمالها |
ملك تطاولت المطالب نحوه | لكنه بأقل طولٍ طالها |
متطابق النعماء صانت كفه | سرح القريض وشردّت أموالها |
أخذت براءته العفاة بدهره | مما تخاف وقسمت أنفالها |
نعماه في عصب قلائد حليها | فاذا بغت عصبٌ غدت أغلالها |
يارب مكرمة ورب كريهة | أضحى معيد حياتها قتالها |
و مسائل في العلم أشكل أمرها | حلاًّ وحلً لطالبٍ أشكالها |
بيراع سيف أو بسيف يراعة | فصل الامور جلادها وجدالها |
قل للمثل في البسيطة وصفه | دع سحبها وبحارها وجبالها |
هاتيك أمثلة دنت عن قدره | فاطلب لهاتيك الصفات مثالها |
لحماك يا ابن المالكين ترقبت | فكرَ الرجا رقبى العيون هلالها |
أما حماه فنعم دار سيادة | نصبت بمدرجة الطريق جلالها |
يسعى لمكة وافد ولأرضها | ولنعم أرضاً وافدٌ يسعى لها |
هاتيك قبلة من يروم رشادها | وحماه قبلة من يروم نوالها |
في كل حال حولها لي معجبٌ | لله ما أشهى إذاً أحوالها |
شكرت لهاك فما أشك بأنني | ثقلت وهي مطيقة أثقالها |
أغنيتني عن كل ذي مال فلم | أفتح يداً لسوى نداك ولا لها |
و كفيتني حتى قفوت معاشراً | كثر النددى فاستكثرت أطفالها |
أيام مالي غير قصدك حيلة | تنجي وتنجح في الورى نطالها |
لازلت مقصود الحمى بقصائد | أصبحت عصمة أمرها وثمالها |
لولاك لم يخطر ببالي نظمها | لا والذي يلقاك أنعم بالها |
سألت روايات الندى فتأخرت | عنها الورى وأجزت أنت سؤالها |