في الريق سكرٌ وفي الاصداغ تجعيد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
في الريق سكرٌ وفي الاصداغ تجعيد | هذي المدام وهاتيكَ العناقيد |
الراح ريقة ُ من أهوى ولا عجبٌ | ان راحَ وهو على العشاق عربيد |
تأتي على أبلق ألحاظ مقلته | فهنَّ بيضٌ وفي أحشائنا سود |
ما أعجب الحب يلقاني بسفك دمي | على النقا وهو محبوبٌ ومودود |
كأنه صنمٌ في الحبّ متبعٌ | هذا وما فيه الاّ القلب جلمود |
ظلّ الذوائب ممدود بقامتهِ | للناظرين وطلع الثغر منضود |
كأن تلك اللآلي في مقبله | مما ينظم في القرطاس محمود |
النافث السحر ألفاظاً محللة ً | وكلّ لفظٍ بليغ عنه معقود |
و المقتفي أمدَ العلياء في طرقٍ | طرف البروق بها تعبان مكدود |
له إلى السبق تقريبٌ يفوت به | وفي مداه على الباغين تبعيد |
تفردت بمعانيه براءتهُ | فاعجب لغصن له كالورق تغريد |
ناهيك سهماً تسميه الورى قلماً | له الى غرضِ العلياء تسديد |
حروفه مع ورق الدوح ساجعة ٌ | وغيرها مع دودِ القزِ معدود |
تصيّد الملكُ أنواع البديع به | ان الملوكَ على علاتها صيد |
في كف يقظان لافي القول ممتنع | اذا أراد ولا في الفكر ترديد |
له على الرأي تنقيبٌ ومطلعٌ | وفي المقاصد تصويب وتصعيد |
يا سيداً لمواليه وقاصده | في الود عطف وفي الاحسان توكيد |
ناشدتك الله في ود عنيت به | شطراً من العمر لا يألوه مجهود |
راجع يقينكَ في ودي ودع عصبا | لرأيهم في اقترابي منك تبعيد |
واردد مقالَ عداة ٍ لا اعتبارَ به | ان الرديء على أهليه مردود |
لهم بذكري أضغانٌ مناقضة ٌ | في القلب وقدٌ وفي التحريش تبريد |
حاشا ثباتك من ايلام قلب فتى ً | ما فيه الا موالاة ٌ وتوحيد |
لي من مباديء عمري فيك فرط ولا | فمُ المصائب عن ذكراه مسدود |
فهل أضلُّ وجنح الشيب متضح ٌ | بعد الرشاد وليلاتُ الصبى سود |
ان كنت أظهروداً لست أضمره | فلا وفى ليَ من نعماك مقصود |
كن كيفما شئت من صد ومن عطف | فما ودادك في أحشايَ مصدود |
فلستُ أكرهُ شيئاً أنت صانعه | مهما صنعتَ فمشكورٌ ومحمود |