ليلايَ كم ليلة ٍ بالشعر ليلاء
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ليلايَ كم ليلة ٍ بالشعر ليلاء | وليلة ٍ قبلها كالثغر غراء |
وصلٌ وهجرٌ فمن ظلماء تخرجني | لنور عيش ومن نور لظلماء |
ما أنتِ إلا زمانُ العمر مذهبة | بالثغر والشعر إصباحي وإمسائي |
أفديكِ من زهرة ٍ بالحسن مشرقة ِ | بليتُ من عاذلي فيها بعواء |
ويح العذول يرى ليلي ويسمعُ من | لا يسمعُ العذلَ فيها قولَ فحشاء |
يارب طرفٍ ضرير عن محاسنها | وربّ أذنٍ عن الفحشاءِ صماء |
وربّ طيفٍ على عذر يؤوبني | بشخص عذراء يجلو كأس عذراء |
فبت أرشفُ من فيه وقهوتهِ | حلينِ قد أثملا بالنومِ أعضائي |
زورٌ عفيفٌ على عينِ الشجيِّ مشى | فيا له صالحاً يمشي على الماء |
ثم انتبهت وذاتُ الخالِ ساكنة | لم تدر سهدي ولم تشعر بإغفائي |
رشيقة ٌ ما كأني يومَ فرقتها | الا على آلة ٍ في القوم حدباء |
ميتٌ من الحبّ إلا أنني بسرى | ذكر الصبابة ِ حيٌّ بين أحياء |
في كل حيّ حديثٌ لي بسلسله | تعديلُ دمعيَ أو تجريحُ أحشائي |
قد لوع الحبّ قلبي في تلهبهِ | وصرّحَ الدمعُ في ليلي بإشقائي |
وزالَ مازالَ من وصل شفيتُ به | من عارض اليأس لكن بعد إشفائي |
أيامَ لي حيث وارت صدغها قبلٌ | كأنّ سرعتها ترجيع فأفاء |
تدير عيناً وكأساً لي فلا عجب | اذا جننت بسوداءٍ وصفراء |
حتى اذا ضاء شيب الرأس بتّ على | بقية من نواهي النفس بيضاء |
مديرة َ الكأس عني أن لي شغلا | عن صفو كأسك من شيبي بإقذاءِ |
ما الشيب إلا قذى عين وسخنتها | عندي وعند برود الظلم لمياء |
عمري لقد قل صفو العيش من بشر | وكيف لا وهو من طين ومن ماء |
وانما لعليّ في الورى نعم | كادت تعيد لهم شرخ الصبي النائي |
وراحة ٌ حوت العليا بما شملت | أبناء آدم بالنعمى وحوّاء |
قاضي القضاة اذا أعيا الورى فطناً | حسيرة العين دون الباء والتاء |
والمعتلي رتباً لم يفتخر بسوى | أقدامه الراءُ قبل التاء والياء |
والثاقب الفكر في غرّاء ينصبها | لكل طالب نعمى نصبَ إغراء |
لطالب الجود شغل من فتوته | وطالب العلم أشغال بإفتاء |
لو مس تهذيبهُ أو رفقة حجراً | مسته في حالتيه ألفُ سراء |
من بيت فضل صحيح الوزن قد رجحت | به مفاخرُ آباءٍ وأبناءِ |
قامتْ لنصرة خير الانبياء ظبا | أنصاره واستعاضوا خير أنباء |
أهل الصريجين من نطق ومن كرمٍ | آل الريحين من نصرٍ وأنواء |
المعربون بألفاظٍ ولحن ظبا | ناهيك من عربٍ في الخلق عرباء |
مفرغين جفوناً في صباح وغى | ومالئين جفاناً عند إمساء |
مضوا وضاءت بنوهم بعدهم شهباً | تمحى بنور سناها كلّ ظلماء |
فمن هلالٍ ومن نجمٍ ومن قمرٍ | في أفق عزٍّ وتمجيدٍ وعلياء |
حتى تجلى تقي الدين صبح هدى | يملي وإملاؤه من فكره الرائي |
يجلو الدياجيَ مستجلى سناه فلا | نعدم زمان جليّ الفضل جلاّء |
أغر يسقي بيمناه وطلعته | صوب الحيا عام سرَّاء وضرَّاء |
لو لم يجدنا برفدٍ جادنا بدعاً | معدٍ على سنوات المحل دعاء |
ذو العلم كالعلم المنشور تتبعه | بنو قرى ً تترجاه وإقراء |
فالشافعيّ لو استجلى صحائفه | فدى بأمَّين فحواها وآباء |
وبات منقبضاً ربّ البسيط بها | ومات في جلده من بعد إحياء |
يقرّ بالرقّ من ملك ومن صحفٍ | لمن يجلّ به قدر الارقاء |
لمن بكفيه اما طوق عارضة ٍ | للاولياء واما غلّ أعداء |
لا عيبَ فيه سوى تعجيل أنعمهِ | فما يلذّ برجوى بعد ارجاء |
يلقاك بالبشر تلوَ البرّ مبتسماً | كالبرق تلوهتونِ المزن وطفاء |
ان أقطع الليل في مدحي له فلقد | حمدت عند صباح البشر إسرائي |
لبست نعماه مثل الروض مزهرة ً | بفائضات يدٍ كالغيثِ زهراء |
وكيف لا ألبس النعمى مشهرة ً | والغيث في جانبيها أي وشاء |
وكيف لا أورد الأمداح تحسبها | في الصحف غانية من بين غناء |
ياجائداً رام أن تخفى له مننٌ | هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء |
ولا نسيم ثنائي بالخفيّ وقد | رويته بالعطايا أي إرواء |
خذها اليك جديدات الثنا حللاً | صنع السريّ ولكن غير رفاء |
وعش كما شئت ممتدحاً | تثنى بخير لآلٍ خير آلاء |
منك استفدت بليغ اللفظ أنظمه | نظماً يهيم ألبابَ الألباء |
أعدت منه شذوراً لست أحبسها | عن مسمعيك وليس الحبس من راء |