شرّفِ الوجهَ في رابِ زرودِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
شرّفِ الوجهَ في رابِ زرودِ | حيثُ ليلى فثمَّ مهوى السّجودِ |
واخلعِ النّعلَ في ثراهُ احتراماً | لاتَضَعْهُ عَلَى نُقُوشِ الْخُدُودِ |
واتبعْ سنّة َ المحبّينَ فيهِ | واقضِ ندباً لواجباتِ الكبودِ |
وَاحْذَرِ الْصَّعْقَ يا كَلِيمُ فَكَمْ قَدْ | صارَ دكّاً هناكَ قلبُ عميدِ |
وانشدِ الرّبعَ منْ منازلِ ليلى | عن فؤادٍ من أضلعي مفقودِ |
قدْ أضلَّ النّهى فضلَّ لديها | فَاهْتَدَى فِي الْضَّلاَلِ لِلْمَقْصُودِ |
كَمْ أَتَاهَا مِنْ قَابِسِ نُورَ وَصْلٍ | فاصطلى دونَ ذاكَ نارَ الصّدودِ |
أَيُّهَا الْسَّائِرُونَ نَحْوَ حِمَاهَا | حَسْبُكُمْ ضَوءُ نَارِهَا مِنْ بَعِيدِ |
لكَ نارٌ تعشو العيونَ إليها | فَتَمَسُّ الْقُلُوبَ قَبْلَ الْجُلُودِ |
إِنْ وَرَتْ لِلْقِرَى فِبِالْنَّدّ تُورَى | أَوْ لِحَرْبٍ فَبالْوَشِيعِ الْقَصِيدِ |
لا تُؤَدّي سَلاَمَكُمْ نَحْوَهَا الْرِّ | يحُ ولا طيفها مطايا الهجودِ |
لَمْ تَصِلْهَا حَبَائِلُ الْفِكْرِ وَالْوَهْـ | ـمِ ولو وصّلتْ بحبلِ الوريدِ |
شَمْسُ خِذْرِ مِنْ دُونِهَا كُلُّ بَدْرٍ | حَامِلٌ فِي الْنَجِادِ فَجْرَ حَدِيدِ |
لم يزلْ باسطاً ذراعَ هزبرٍ | بَارِزَ الْنَّابِ دُونَهَا بِالْوَصِيدِ |
مَا رَأَيْنَا الْهِلالَ فِي مِعْصَمِ الْشَّمـ | ـسِ ولا الشّهبَ قبلها في العقودِ |
صَاحِ وَافَاقَتِي إِلَى كَنْزِ دُرٍّ | بَافَاعِي أَثِيثِهَا مَرْصُودِ |
سفرتْ في براقعِ الحسنِ فاعجبْ | لجمالِ محجّبٍ مشهودِ |
كَمْ تَرَى حَوْلَ حَيِّهَا فِي هَوَاهَا | مِنْ كِرَامٍ تَصَرَّعَتْ بالْصَّعِيدِ |
مِنْهُمُ مَنْ قَضَى وَمِنْهُمْ شَقِيٌّ | سالمٌ للبلاءِ لا للخلودِ |
وصلها يمنحُ المحبَّ شباباً | وَجَفَاهَا يُشِيبُ رَأسَ الْوَلِيدِ |
لا تلمني إذا تفانيتُ فيها | ففناءيْ في الحبِّ عينُ وجودي |
يا سقى اللهُ بالحمى أهلَ بدرٍ | كم بهِ بينَ حيّهمُ من شهيدِ |
هَلْ نَسِيمُ الْصَّبَا عَلَى نَارِهِمْ مَرَّ | فَفِيهِ أَشُمُّ أَنْفَاسَ عُودِ |
أ عليهِ ترى الملاعبَ أم لا | مَا عَلَيْهِ أَمْلَتْ ذُبُولُ الْبُرُودِ |
أُسْرَة ٌ صَيَّرُوا الأْسَاوِرَ فِيهِمْ | لاَ سَارَى الْقُلُوبِ أَيَّ قُيُودِ |
كَمْ أَبَادُوا بالْبِيضِ آجَالَ صِيْدٍ | وَبِسُمْرِ الْقَنَاءِ آجَالَ صِيْدِ |
شَرْبُهُمْ يَوْمَ حَرْبِهِمْ مِنْ دَمِ الأُ | مِّ سدِ وفي سلمهمْ دمُ العنقودِ |
حَبَّذَا عَيْشُنَا بَاكْنَافِ حُزْوَى | لا رمى اللهُ ربعها بالهمودِ |
مَنْزِلٌ تَنْزِلُ الأَسَاورُ مِنْهُ | فِي قُرُونِ الْمَهَا وَأَيْدِي الأُسُودِ |
وَمَحَلٌّ تَحُلُّ مِنْهُ الْمَنَايَا | بَيْنَ أَجْفَانِ عَيْنِهِ وَالْغُمُودِ |
قَدْ حَمَتْهُ أَيِمَّهُ الْطَّعْنِ إِمَّا | بصدورِ الرّماحِ أو بالقدورِ |
لا أرى لي الزّمانَ يرعى ذماماً | لا وَلا نِسْبَة ً لِخْيرِ جُدُودِ |
أصْرِفُ الْعُمْرَ صَرْفَهُ بَيْنَ كِذْبِ الْـ | ـوَعْدِ مِنْهُ وَصِدْقِ يَوْمِ الْوَعِيدِ |
والدٌ ليتهُ يكون عقيماً | لمْ يلدْ غيرَ فاجرٍ ومكيدِ |
أَبْغَضُ الْنَّاسِ مِنْ بَنَيِهِ لَدَيْهِ | ماجدٌ عقّهُ بخلقٍ جديدِ |
لَمْ نُؤَمِلْ لَوْلاَ وُجُودُ عَلِيٍّ | مِنْهُ جُوداً لاَ وَلا وَفاً بِعُهُودِ |
سَيِّدٌ فِي الأَنَامِ أَصْبَحْتُ حُرّاً | مُنْذُ فِي جُودِهِ تَمَلَّكَ جِيدِي |
علويٌ لهُ نجادٌ إذا ما | ذكروهُ يجرُّ كلَّ عميدِ |
نسبٌ في القريضِ يعبقُ منهُ | طِيْبُ آلِ الْنَّبِيِّ عِنْدَ النَّشِيدِ |
نَبَوِيٌّ مِنْهُ بِكُلِّ نَدِيٍّ | ينثرُ النّاسبونَ سمطَ فريدِ |
حَازِمٌ قَوْسُهُ إِلَى كُلِّ قَصْدٍ | فَوَّقَتْ سَهْمَهاً يَدُ الْتَسْدِيدِ |
خَدَمَتْهُ الّدُّنَا فَأَوْقَاتُهُ الْبِـ | ـيضُ لديهِ وسودها كالعبيدِ |
سيفُ حتفٍ إلى نفوسِ الأعاديْ | حملتهُ حمائلُ التأييدِ |
أَلِفَتْ جَيْشَهُ الْنُّسُورُ فَكادَتْ | قَبْحُهَا أَنْ تَبِيضَ فَوْقَ الْبُنُودِ |
حَيْدَرِيٌّ إِذَا الأَكارِمُ عُدُّوا | كانَ منها مكانَ بيتِ القصيدِ |
ذُو خِصَالٍ حِسَانُهَا بَاسِمَاتٌ | عَنْ ثَنَايَا تَرَمَّلَتْ كَالْبُرُودِ |
شِيَمٌ كَالْفِرِنْدِ أَصْبَحْنَ مِنْهُ | قَائِمَاتٍ بَذَاتِ نَصْلٍ جَديدِ |
أنجمٌ في القضاءِ تحكي الدّراري | كَمْ شَقِيٍّ مَنْهَا وَكَمْ مِنْ سَعِيد |
ويمينٌ بنانها زاخراتٌ | بالمنايا وبالعطاءِ المزيدِ |
لُجَّة ٌ فِي الْكِفَاحِ تُنْتَجُ نَاراً | لَمْ تَلِدْهَا حَوَامِلُ الْجُلْمُودِ |
أَوْشَكَتْ شُعْلَة ُ الْمُهنَّدِ فِيهَا | أنْ تذيبَ الدّروعَ ذوبَ الجليدِ |
حبكٌ فوقها تسمّى خطوطاً | وَهْيَ بَحْرٌ وَتِلْكَ أَمْوَاجُ جُودِي |
صَدَّقَتْ رَأْيَ قَائِفٍ حِينَ صَارَتْ | قَالَ فِيهَا سِيَاسَة ٌ لِلْجُنُودِ |
مغرمٌ في عناقِ سمرِ العواليْ | أَوْ ظَنَّ الْرِّمَاحَ أَعْطَافَ غِيدِ |
عَوَّذَ الْمُلْكَ بَأْسُهُ بِالْمَوَاضِي | فحماهُ من نزعِ كلِّ مريدِ |
آمرٌ في أوامرِ اللهِ ناهٍ | عن مناهيهِ حاكمٌ بالحدودِ |
يَعْرُجُ الْمَدْحُ لِلْسَّمَاءِ فَيَأوِي | ثمَّ منهُ إلى جانبٍ مجيدِ |
عنْ عليٍّ يورّثُ العلمَ ولاحـ | ـكْمَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ عَنْ دَاوُدِ |
تَسْتَفِيدُ الْنُّجُومُ مِنْ وَجْهِهِ الْنُّو | رَ وَمِنْ حَظِّهِ قَرَانَ الْسُّعُودِ |
أينها منهُ رفعة ً ومحلاً | ليسَ قدرُ المفيدِ كالمستفيدِ |
يمُّ جودٍ تثني عليهِ الغوادي | وَكَفَاهُ فَخْراً ثَنَاءُ الْحَسُودِ |
حَسَدَتْ جُودَهُ فَلِلَبْرقِ مِنْهَا | نَارُ حُزْنٍ وَأَنَّهُ لِلْرُّعُودِ |
هُوَ فِي وَجْنَة ٍ الْزَّمَانِ إِذَا مَا | نسبوهُ إليهِ كالتّوريدِ |
ألمعيٌّ يبريْ النّفوسَ المعاني | بحسودٍ من لؤلؤٍ منضودِ |
سَيِّدي لاَ بَرَحْتَ في الدَّهْرِ رُكْناً | لِلْمَعَالِي وَكَعْبَة ً لِلْوُفُودِ |
لَكَ مِنْ مُطْلَقِ الْفَخَارِ خِصَالٌ | غيرُ محتاجة ٍ إلى التّقييدِ |
كلَّ يومٍ تأتي بصنعٍ عجيبٍ | خارجٍ عنْ ضوابطِ التّحديدِ |
فصّلتْ فيكَ جملة ُ الفضلِ والـ | ـفصلِ وعلمُ الأحكامِ والتّجويدِ |
عمركَ اللهُ يا عليُّ ولازلـ | ـتَ مسرورَ الأنامِ في كلِّ عيدِ |
إِنَّ شَهْرَ الصِيَّامِ عَنْكَ لَيَمْضِي | وَهْوَ يَثْنِي عَلَيْكَ عِطْفَ وَدُودِ |
قَدْ تَفَرَّغَتْ فِيهِ عَنْ كُلِّ شيءٍ | شاغلٍ للدعاءِ والتّحميدِ |
وهجرتَ الرّقادَ هجراً جميلاً | ووصلتَ الجفونَ بالتّسهيدِ |
وَعَصَيْتَ الْهَوَى وَأَعْرَضْتَ عَنْهُ | امتثالاً لطاعة ِ المعبودِ |
قُوتُكَ الْذِكُرُ فِيهِ وَالْورْدُ وِرْدٌ | إِنْ دَعَاكَ الأَنَامُ نَحْوَ الْوُرُودِ |
فَاسْمُ وَاسْلَمْ وَفُز بِأَجْرِ صِيَامٍ | فطرهُ فاطرٌ لقلبِ الحسودِ |
وابقَ في نعمة ٍ وحظٍّ سنيٍّ | وَعلاً لمْ يزلْ وعيشٍ رغيدِ |