يَلُوحُ فَتَسْتَدْعِي الْفِرَاشَ وَتَبْسُمُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
يَلُوحُ فَتَسْتَدْعِي الْفِرَاشَ وَتَبْسُمُ | فَيَفْتَرُّ ثَغْرُ الصُّبْحِ وَاللَّيْلُ مُظْلِمُ |
وتبدي ثناياها لنا كنزَ جوهرٍ | فترصدها في فروعها وهو أرقمُ |
وَتَقْضِي فَيَمْشِي السِّحْرُ فِي غِمْدِ فِتْنَة ٍ | وترنو فيضحي مصلتاً وهوَ محرمُ |
وتسعى فتخشى الطّعنَ من عطفِ قدّها | وَرُبَّ قَوَامٍ وَهْوَ رُمْحٌ مُقَوَّمُ |
إما وحبابٍ وهوَ ثغرُ مفلّجٌ | وَجَامِدِ خَمْرٍ وَهْوَ خَدٌّ مُعَنْدَمُ |
لصنوانِ مسمومُ السّهامِ ولحظها | وَمَبْسِمُهَا وَالْجَوْهَرُ الْفَرْدُ تَوْأَمُ |
وَقَامَتُهَا وَالسَّمْهَرِيُّ وَإِنَّهَا | لأعدلُ منهُ وهوَ في الفتكِ أظلمُ |
هي البدرُ في الإشراقِ لولا ححالها | وَشَمْسُ الضُّحَى لَوْلاَ السجَافُ الْمُخَيِّمُ |
وبيضُ الدّمى لولا البراقعُ والحيا | وظبيُ الحمى لولا الثوى والتّكلّمِ |
مهاة ٌ لديها السمرُ في حرمِ الهوى | تُحِلُّ دِمَاءَ الصَّيْدِ وَالبِيضُ تَحْرُمُ |
تَحُفُّ الظِّبَاءُ الْعِيْنُ فِيْهَا إِذَا شَدَتْ | وتزأرُ آسادُ الشّراحينَ تبغمُ |
فَكَمْ حَوْلَهَا لَيْثٌ بِحُلَّة ِ أَرْقَمٍ | يَطُوفُ وَكْمْ خِشْفٍ بِعَيْنَيْهِ ضَيْغَمُ |
تَحَامَى حِماهَا واحْذَرِ الْمَوْتَ دُونَهَا | فَلَيْسَ الْحِمَى إِلاَّ الْحِمَامُ اْلمُرَخَّمُ |
وما الحبُ إلا أن يكونَ مزارهُ | عزيزاً إليهِ لا يجوزُ التّوهمُ |
بحيثُ الدّمُ المحظورُ فيهِ محلّلٌ | عَلَى السَّيْفِ وَالْمَاءُ الْمُبَاحُ مُحَرَّمُ |
وإنّا لقومٌ قد نشا في قلوبنا | بِحُبِّ الدِّمَا وَالْمَكْرُمَاتِ الْتَسَنُّمُ |
فَفِي الدُّرّ رُخْصٌ عِنْدَنَا وَهْوَ جَوْهَرٌ | ويغلو لدينا قيمة ً وهوَ مبسِمُ |
نَفِرُّ إِذَا يَرْنُو غَزَالٌ مُقَنَّعٌ | وَنَسْطُو إِذَا يَرْنُو هِزَبْرٌ مُعَمَّمُ |
نُضَاحِكُ ضَوْءَ الْبَرْقِ وَهْوَ مُهَنَّدٌ | ونبكي نجيعاً وهوَ ثغرٌ ملثَّمُ |
ونحذرُ من نبل الرّدى وهوَ أعينٌ | وَنَلْقَاهُ فِي لَبَّاتِنَا وَهْوَ أَسْهُمُ |
وَمَحْجُوبَة ٍ لَوْ يَنْظُرُ الْبَدْرُ وَجْهَهَا | لخرَّ صريعاً وانثنى وهوَ مغرمُ |
إذا حدّثتْ في بقعة ٍ أو تنفّستْ | فَفِي بَابِلٍ أَوْ باسْمِ دَارِينَ تُوسَمُ |
سقى دارها ماء الطُّلى بارقُ الظّبا | ففي التربِ منها لا يسوغُ التيمّمُ |
مُمَنَّعَة ٌ لا يُمْكِنُ الطِّيْفَ نَحْوَها | صعودٌ ولو أنَّ المجرّة َ سلّمُ |
تأتّيتها والنّسرُ في الأفقِ واقعٌ | وبيضُ حمامِ الأنجمِ الزّهرِ حوَّمُ |
فَوَافَيْتُ مِنْهَا الشَّمْسُ فِي اللَّيْلِ مَارِداً | وَمِنْ دُوْنِهَا شُهْبٌ مِنَ الْنَبْلِ تُرْجَمُ |
وبتنا كلانا في العفافة ِ والتّقى | أَنَا يُوسُفٌ وَهِيَ الْكَرِيمَة ُ مَرْيَمُ |
وما أنا ممّنْ يتّقي الحتفَ إن بغى | مراماً ولا يثنيهِ في الحبِّ لوَّمُ |
ورَكْبٍ تَعَاطَوْا فِي الدُّجَى دَلَجَ السُّرَى | يميلونَ من سكرِ الكرى لمْ يهوّموا |
سِهَاماً عَلَى مِثْلِ الْقِسِيِّ ارْتَمَتْ بِهِمْ | يؤمونَ نجداً والهوى حيثُ يمّموا |
تراءى لهم قلبي أماماً فغرّهمْ | وَأَوْهَمَهُمْ نَارَ الْغَضَا فَتَوَهَّمُوا |
أَرُوحُ وَلِي رَوْحٌ إِلَى نَحْوِ رَامَة ٍ | وَآرَامُهَا شَوْقاً تِحِنُّ وَتَرْأَمُ |
إذا مرَّ ذكرُ الخيفِ لو لم يكن بهِ | ولاءُ عليٍّ يكادُ بالنّارِ يضرمُ |
جوادٌ هوى المعروفَ قبلَ رضاعهِ | ومالَ إلى حبِّ العلا قبلَ يفطمِ |
همامٌ إذا قامت وغى ً فهوَ ساقها | وإن شمَّرتْ عن زندها فهو معصمُ |
فتى ً حبّهث للمجدِ أفقدهُ الغنى | كما فقدَ السّلوانَ صبٌّ متيّمُ |
يَلَذُّ دُعَاءُ السَّامِعِينَ بِسَمِعِه | كَمَا لَذَّ فِي سَمْعِ الطَّرُوبِ التَّرَنُّمُ |
كَسَا الْعِرْضَ مِنْ حُسْنِ الثَّنَا خَيْرَ حُلَّة ٍ | لَهَا الْفَخْرُ يُسْدِي وَالْمَكَارِمُ تُلْحِمُ |
لَهُ الطَّعَنَاتُ الْنُّجْلُ تَبْكِي كَأَنَّهَا | عُيُونٌ رَأَتْ يَوْمَ النَّوَى فَهْيَ تَسْجُمُ |
ولاَ عَجَباً يَجْرِي حَياً وَهْوَ شُعْلَة ٌ | وَيَضْرَمُ نَاراً فِي الْوَغَى وَهْوَ خِضْرِمُ |
يَصُولُ بَفَجْرٍ كَاذِبٍ وَهْوَ صَارِمٌ | وَيَسْطُو بَنَجْمٍ ثَاقِبٍ وَهْوَ لَهْذَمُ |
دنانيرهُ صفرُ الوجوهِ لعلمها | بأنَّ النّوى في شملهنَّ محكمُ |
إِذَا زَارَهُ الْعَافُونَ يَوْماً تَشَتَّتَتْ | كأدمعِ صبٍّ قد دعتهنَّ أرسمُ |
فلو جلسَ الأقمارُ من حولهِ دجى ً | دروا أنّهُ المولى وإن كانَ منمهمُ |
وَلَوْ أَنْفَقَتْهَا فِي الْهِبَاتِ يَمِينُهُ | لَقَلَّ لَدَيْهَا بَدْرُهَا وَهْوَ دِرْهَمُ |
ولو كلفتْ أهلَ الهوى درعُ أمنهِ | مُزَانُونَ فِي حَلْيِ الْعُلاَ مُنْذُ خَلْعِهِمْ |
حطمنَ عواليهِ قنا كلِّ فتنة ٍ | فَكِدْنَ لِقَامَاتِ الدُّمَى الْبِيْضِ تُحْطَمُ |
وردّتْ سيوفُ الجورِ وهي كليلة ٌ | فأوشكنَ حتّى أنصلُ الغنجِ تكهمُ |
لهُ بيتُ مجدٍ شامخٌ في صعيدهِ | تعفّرُ آنافُ الملوكِ وترغمُ |
تُطَنِّبُهُ شَمْسُ الضُّحَى فِي حِبَالِهَا | |
يودُّ حصادهُ الدّهرُ لو أنّهُ غدا | عَلَى جِيدِهِ عِقْداً يُنَاطُ وَيُنْظَمُ |
وحسبُ الدّجى فخراً بحصباءِ أرضهِ | لَوِ انْتَثَرَتْ مِنْ فَوْقِهِ وَهْيَ أَنْجُمُ |
تُقَبِّلُهَا الأَفْوَاهُ حَتَّى كَأَنَّهَا | ثغورُ الغواني فهيَ تهوى وتلثمُ |
نجيبٌ نمتهُ الغرُّ من آلِ حيدرٍ | مُلُوكٌ عَلَى كُلِّ الْمُلُوكِ تَقَدَّمُوا |
جنانُ نعيمٍ غيرَ أنَّ سيوفهمْ | لِتَعْذِيبِ أَرْوَاحِ الطُّغَاة ِ جَهَنَّمُ |
مزانزنَ في حلي العلا منذُ خلعهمْ | تمائمهم بالمكرماتِ تختّموا |
مصالتُ يومِ الكرِّ من شئتَ منهمُ | بهِ يصدمُ الجيشُ اللهامُ ويهزمُ |
مَضَوْا وَأَتَى مِنْ بَعْدِهِمْ فَأَعَادَهُمْ | إلى أن رأى كلُّ الورى إنّهمْ همُ |
تَحَدَّرَ فِي الأَصْلاَبِ حَتَّى أَتَتْ بِهِ | فكانَ هوَ السّرُّ الخفيُّ المكتّمُ |
أَبُوهُ ذُكَاءٌ أَعْقَبَتْ خَيْرَ أَنْجُمٍ | وَلكِنَّهُ نَجْمٌ هُوَ الْبَدْرُ فِيْهِمُ |
كريمٌ لديهِ زدتُ قدراً ورفعة ً | وَتَكْرِمَة ً وَالْحُرُّ لِلْحُرِّ يُكْرِمُ |
فلي كلّ حينٍ منهُ لطفٌ مجدّدٌ | ولي كلَّ يومٍ من أياديهِ أنعمُ |
أمولايَ يا مولايَ دعوة َ مخلصٍ | حليفُ ولاً في ودّهِ لا يجمجمُ |
لَقَدْ أَوْجَبَتْ نُعْمَاكَ حَجّاً وَعُمْرَة ً | عَلَى ذِمَّتِي وَالْحَجُّ فَرْضٌ مُحَتَّم |
فهل إذنُ لي أقضي حقوقَ مناسكٍ | تشاركني فيها الثّوابُ وتغنمُ |
ليهنكَ صومُ الشهرِ وّفِّيتَ أجرهُ | وبالعزِّ عقباهُ لكَ اللهُ يختمُ |
وعودة ُ عيدٍ قد تزيّنَ جيدهُ | بطوقِ هلالٍ نونهُ ليسَ تعجمُ |
هلالٌ إذا قابلتهُ زالَ نقصهُ | فَيَشْرُقُ لَيْلاً وَهْوَ بَدْرٌ مُتَمَّمُ |
يَصُوغُ لِوِرْدِ اللَّيْلِ مِخْلَبَ فِضَّة ٍ | وَلَوْلاَكَ أَمْسَى وَهْوَ ظُفْرٌ مُقَلَّمُ |
فَلاَزِلْتَ تَكْسُو وَجْهَهُ مَنْ سَنَا الْعُلاَ | وَلاَ زالَ بِالإِقْبَالِ نَحْوَكَ يَخْدُمُ |
لِعَيْنَيْكَ يَبْدُو وَهْوَ قَلْبُ حَبِيبِهِ | ويلقى الأعادي وهوَ سيفٌ مصمّمُ |