ويا وميضَ بروقِ المزنِ إنْ سفرتْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ويا وميضَ بروقِ المزنِ إنْ سفرتْ | عنِ الثنايا فغضَّ الطَّرفِ واا ستتر |
ويا وجيزَ عباراتِ البيانِ لقدْ | أَطْنَبْتَ فِي وَصْفِ ذَاكَ الْخَصْرِ فَاخْتَصِرِ |
هذَا الأُبَيْرقُ في فِيْهَا فَيَا ظَمَاءِي | إلى عذيبِ عقيقِ المبسمِ العطرِ |
وَذَا الْغُوَيْرُ تَرَاءَى فِي الْوِشَاح فَوَا | شَوْقِي إِلَيْهِ وَهذَا الْجِزْعُ في الأزُرِ |
بِمُهْجَتِي نَارُ حُسْنٍ فَوْقَ مِرْشَفِهَا | تُشَبُّ مِنْ حَوْلِ ذَاكَ الْمَنْظَرِ الْخَضِرِ |
مَرَّتْ بِنَا وَهْيَ تُبْدِي نُونَ حَاجِبِهَا | والصُّدعُ يلثمُ منها وردة َ الخفرِ |
ففوَّقَ القوسُ نبلَ العينِ واحزني | وَقَارَبَ الْعَقْرَبُ الْمِرِّيخَ وَاحَذَرِي |
وَحَدَّثَتْنَا فَخِلْنَا أَنَّهَا ابْتَسَمَتْ | زُهْرُ الْنُجُومِ حَدِيثاً في فَمِ الْقَمَرِ |
أَمَا وَبَلُّورَتَيْ فَجْرٍ تَلَثَّمَ فِي | يَا قُوَتَتَيْ شَفَقٍ يَفْتَرُّ عَنْ دُرَرِ |
مَا خِلْتُ قَبْلَكَ أَنَّ الْحَتْفَ يَبْرُزُ في | زِيِّ الْعُيُونِ مِنْ الآرَامِ وَالْعُفُوِر |
للولا ابتسامكِ لم تجرِ العيونُ دماً | والمزنُ لم تبكِ لولا البرقِ بالمطرِ |
لو بيعَ وصلكِ للعانيْ بمهجتهِ | هانتْ عليهِ ومنْ للعميِ بالبصرِ |
أفنيتُ ماء عيوني بالصُّدودِ بكاً | وجذوة ُ الصيفِ تفني لجَّة َ الغدرِ |
خلوَّ قلبكَ منْ نارِ الهوى عجبٌ | وَمُكْمَنُ النَّارِ لاَ يَنْفَكُّ فِي الْحَجَرِ |
لا تمقتي أثراًبي في الخطوبِ بدا | فَزِينَة ُ الصَّارِمِ الْهِنْدِيِّ بِالأَثَرِ |
ولا تذمِّي بياضَ الشَّيْبِ إِنْ شُعِلَتْ | شموعهُ في سوادِ الَّيلِمنْ شعريْ |
فالمرءُ كالجمرِ في حالِ الخمودِ يرى | فِيهِ السَّوَادُ وَيَبْدُو النُّورُ فِي السَّعَرِ |
للَّهِ درُّ ليالٍ بالحمى سلفتْ | بِيْضٌ تُرَى في جِبَاهِ الدَّهْرِ كالْغُرَرِ |
وَكَمْ عَشَوْنَا بِجَنَّاتِ النَّعِيمِ إِلَى | سَنَاءِ نَارَينِ مِنْ جَمْرٍ وَمِنْ قُطُرِ |
وَبَدْرِ خِدْرِ بِشِبْهِ اللَّيْلِ مُنْتَطِقٍ | مبرقعٍ بسناءِ الفجرِمعتجرِ |
لاَ أًصْبَحَ اللَّيْلُ مِنْ فَوْدَيهِ مَا بَزَغَتْ | شمسُ المجامة ِ باآصالِ والبكرِ |
وَلاَ عَدَا اللَّثْمُ ذَاكَ الْبَدْرَ مَا قَذَفَتْ | أيديْ ابنَ ممنصورَ للعافينَبالبدرِ |
سوادُ عينِ المعاليْ نقشُ معصمها | بَيَاضُ صَلْتِ الْعَطَايَا مَبْسِمُ السَّتَرِ |
سهمُ المنيَّة ِ درعُ الملكِ جنَّتهُ | سِنَانُ رُمْحِ اللَّيَالِي صَارِمُ الْقَدَرِ |
مملَّكٌ َساسَ أحوالِ الرَّعيَّة ِفي | عدلٍ يؤلِّفُ بينَ الأسدِ والبقرِ |
لو ذاقتِ النَّحلُ مرعى سوطِ نقمتهِ | لمجَّ منهُ مسيلُ الشَّهدِ بالصَّبرِ |
لو جادَ صيَّبهُ العينَ المها نبتتْ | جُلُودُهَا بِالْحَرِيرِ الْمَحْضِ لاَ الْوَبَرِ |
لَهُ جِبَالُ حُلُومٍ لَوْ شَوَامِخُها | رَسَتْ عَلى السَّبْعَة ِ الأَفْلاَكِ لَمْ تَدُرِ |
قرنٌ تقنَّصَ با لبيضِ الجوارحِ منْ | أَعْلَى غُصُونِ الْعَوَالِي طَائِرَ الظَّفَرِ |