تلثَّم بالعقيق على اللآلي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تلثَّم بالعقيق على اللآلي | فغشَّى الفجر من شفق الجمال |
وقنَّع بالدجى شمس المحيَّا | فَبَرْقَعَ بِالضُّحَى لَيْلَ الْقَذَالِ |
وَهَزَّ قَوَامَهُ فَثَنَى قَضِيباً | إليهتنقَّلت دول العوالي |
وَدَبَّ عِذَارُهُ فَسَعَتْ إِلَيْنَا | أفاعي الموت في صور النمال |
بدا فتقطعت مهج الغواني | وحاصت فيه أحداق الرجال |
وَخُتِّمَ بِالْعَقِيقِ فَزَانَ عِنْدِي | بِمْعصَمِ وَعْدِهِ حَلْيَ الْمِطَالِ |
لَقَدْ جَرَحَتْ نَوَاظِرُهُ فُؤَادِي | فَمَا لَكِ يَا صَوَارِمَها وَمَالِي |
عَمِلْتِ الْجَزْمَ بِي وَخَفَضْتِ مِنِّي | محل النصب ثم رفعت حالي |
بِرُوحِي مِنْهُ شَخْصاً جُؤْذَ رِيّاً | يصيد الأسد في فعل الغزال |
تَزَاوَرْ عَنْ خِبَاهُ فَثَمَّ شَمْسٌ | نبلج حولها فجر النصال |
وخذ عن وجنتيه فثم ورد | حماه الهدب من شوك النبال |
إِلاَمَ أُلاَمُ فِيهِ وَلاَ أُحَاشِي | وَيَرْقُبُنِي الْحِمَامُ وَلاَ أُبَالي |
أوري عن هواهبحب ليلى | وَفِيهِ تَغَزُّلي وَبِهِ اشْتِغَالي |
وليل كالبنفسج بات فيه | ينشقني رياحين الوصال |
دخلت عليه والظلمات ترخي | ذوائبها على صلت الهلال |
فَقَدَّمَ لِي الْعَقِيقَ قِرى ً لِعَيْني | وقرَّط سمعي الدرر الغوالي |
وَبَاتَ ضَجِيعهُ الضِّرْغامُ مِنِّي | يُعَرِّفُني الْحَرَامَ مِنَ الْحَلاَلِ |
إذا امتدت إليه يمين نفسي | ثَنَيْتُ عِنَانَهَا بِيَدِي الشِّمَالِ |
وَإِنِّي فَتى ً أَمِيلُ بِلَحْظِ طَرْفِي | لِمَنْ أَهْوَى وَيُغْضِي عَنْهُ بالِي |
وَإِنْ قَامَتْ إِلَى الْفَحْشَاءِ يَوْماً | بِيَ الشَّهَوَاتُ تُقْعِدُنِي خِصَالِي |
أحب الكذب في التشبيه هزلاً | وأهوى الصدق في جد المقال |
فَلِي وَعْظٌ أَشَدُّ مِنَ الرَّوَاسِي | وَلِي غَزْلٌ أَرَقُّ مِنَ الشَّمَالِ |
أنا الهادي إذا الشعراء هاموا | بِوَادِي الشِّعْرِ فِي لَيْلِ الضَّلاَلِ |
مجلي السابقين إلى المعاني | وفارس بحثها يوم الجدال |
تَدُلُّ لَدَى النَّشِيدِ بَنَاتُ فِكْرِي | عَلَى أُذُنِي وَتُنْسِينِي فَعَالِي |
ويشهد لي بدعوى الفضل قربي | لَدَى بَرَكَاتِ نَقَّادِ الْمَعالي |
تَمَلَّكَنِي هَوَاهُ فَزِدْتُ فَضْلاً | وَفَضْلُ الْعَبْدِ مِنْ شَرَفِ الْمَوَالِي |
جَمَالُ الْفَضْلِ مَرْكَزُ نَيِرَيْهِ | كمال بدور أبناء الكمال |
رَفِيعُ عُلاً إِلَى هَامِ الثُّرَيَّا | رقي بسلالم الهمم العوالي |
موقى العرض في سنن السجايا | مُبِيدُ الْمَالِ في سَبقِ النَّوَالِ |
شُجَاعٌ فِيهِ تَتَّسِعُ الْمَنَايا | إِذَا مَا كَرَّ في ضِيقِ الْمَجَالِ |
إذا بدجى القتام بدا بدرع | أرانا الشمس في ثوب الهلال |
هُوَ الْعَدْلُ الَّذِي بِالْوَصْفِ يَعْنُو | لَهُ الْعَلَمُ الْمُعَرَّفُ بِالْجَلاَلِ |
فكم لعداه فيه من الصياصي | بُرُوجٌ مِنْ كَوَاكِبِهَا خَوَالِ |
غوامض فكره تحكي الدراري | وَطِيبُ ثَنَاهُ يَرْخُصُ بِالْغَوَالِي |
يرى الدنيا وإن عظمت وجلَّت | لديه أقلَّ من شسع النعال |
به انطلق السماح وكان رهناً | وأضحى البخل مشدود العقال |
تزين به عواجطلها القوافي | كما تتزين البيض الحوالي |
فَلَوْ مَسَّ الصُّخُورَ الصُّمَّ يَوْماً | لفجرهن بالعذب الزلال |
كمي لا تقاتله الأعادي | بِأَمْضَى مِنْ سُيُوفِ الإِبْتِهَالِ |
إِذَا رَوِيَتْ صَوَارِمُهُ نَجِيعاً | وَرَتْ بِحُدُودِهَا نَارَ الْوَبَالِ |
كأنّ دمَ القرونِ لها وسيطٌ | وَحُمْرَ شِفَارِهَا شُعَلُ الذُّبَالِ |
مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ سَمَوْا وَسَادُوا | على العربِ الأواخرِ والأوالي |
مُلُوكٌ كَالْمَلاَئِكِ فِي التَّلاَقِي | عَفَارِيتٌ جِيَادُهُمُ السَّعَالِ |
أثيلُ المجدِ منصورٌ عليهمْ | وَصَارَ الْعِزُّ مَمْدُودَ الظِّلاَلِ |
تبيَّنَ فيها الحجى والجودُ فيهِ | ونورُ المجدِ من قبلِ الفصالِ |
غَنِيتُ عَنِ الْكِرَامِ بِهِ جَمِيعاً | وَصُنْتُ الْوَجْهَ عَنْ بَذْلِ السُّؤَالِ |
أأستسقي السّحائب نازحاتٍ | وهذا البحرُ معترضاً حيالي |
وَأَلْقَيْتُ السِّلاَحَ وَما احْتِيَاجِي | وَفِيهِ تَدَرُّعي وَبِهِ اعْتِقَالِي |
أَلاَ يَا أَيُّهَا الْبَطَلُ الْمُرَجَّى | لِدَفْعِ كَتَائِبِ النُّوَبِ الْعُضَالِ |
ويا سيفَ المنونِ وساعديها | وباري قوسها يوم النّضالِ |
ويا قمرَ الزّمانِ ولاأكني | وَشَمْسَ ضُحَى الْمُلُوكِ ولاَ أُغَالِي |
لَقَدْ غُبِطَ الْعُلاَ بِختَانِ شِبْلٍ | أَبُوهُ أَنْتَ يَا لَيْثَ النِّزَالِ |
شقيقُ الرّشدِ تسمية ً وفألاً | سَلِيلُ الْمَجْدِ خَيْرُ أَبٍ وَآلِ |
نشا فنشا لنا منهُ سرورٌ | يكادُ يهزُّ أعطافَ الجبالِ |
وَحَمْحَمَتِ الْجِيَادُ مُهَلِّلاتٍ | وَصَالَ مُكَبِّراً يَوْمَ الْقِتَالِ |
وَقَرَّتْ أَعْيُنُ الْبِيضِ الْمَوَاضِي | ومسنَ معاطفُ السّمرِ الطوالِ |
هُوَ الْوَلَدُ الَّذِي بِأَبِيهِ نَالَتْ | خلودَ الأمنِ أفئدة ُ الرّجالِ |
فَدَامَ وَدُمْتَ مَا اكْتَسَبَتْ ضِيَاءً | نُجُومُ اللَّيْلِ مِنْ شَمْسِ النَّوَالِ |
وَلاَ زَالَتْ لَكَ الأَيَّامُ تَدْعُو | ولا برحت تهنِّيكَ الّليالي |