خفرت بسيف الغنج ذمّة َ مِغفَري
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
خفرت بسيف الغنج ذمّة َ مِغفَري | وَفَرَتْ بِرُمْحِ الْقَدِّ دِرْعَ تَصَبُّرِي |
وجلت لنامن تحتِ مسكة ِ خالها | كافور فجرٍ شقَّ ليلَ العنبرِ |
وغدت تذبُّ عن الرِّ ضابِ لحاظها | فحمت علينا الحورُ وردَ الكوثرِ |
وَدَنَتْ إِلَى فَمِهَا أَرَاقِمُ فَرْعِهَا | فَتَكَفَّلَتْ بِحِفَاظِ كَنْزِ الْجَوْهَرِي |
يَاحامِلَ السَّيْفِ الصَّحيحِ إِذَا رَنَتْ | إياك ضربة َ جفنها المتكسّرِ |
وَتَوَقَّ يَا رَبَّ الْقَنَاة ِ الطَّعْنِ إِنْ | حَمَلَتْ عَلَيْكَ مِنَ الْقَوَامِ بِأَسْمَر |
بَرَزَتْ فَشِمْنَا الْبَرْقَ لاَحَ مُلَثَّماً | وَالْبَدْرَ بَيْنَ تَقَرْطُقٍ وَتَخَمُّرٍ |
وَسَعَتْ فَمَرَّ بَنَا الْغَزَالُ مُطَوَّقاً | وَالْغُصْنُ بَيْنَ مُوَشَّحٍ وَمُؤَزَّرِ |
بِأَبِي مَرَاشِفَهَا الَّتِي قَدْ لُثِّمَتْ | فوق الأقاحي بالشقيقِ الأحمرِ |
وَبِمُهْجَتِي الرَّوْضُ الْمُقِيمُ بِمُقْلَة ٍ | ذهب النعاس با ذهابَ تحيّري |
تاللهِ ما ذكرَ العقيقُ وأهلهُ | إِلاَّ وَأَجْرَاهُ الْغَرَامُ بِمَحْجِري |
لولاهُ ما ذابت فرائدُ عبرتي | بَعْدَ الْجُمُودِ بِحَرِّ نَارِ تَذَكُّرِي |
كم قد صحبتُ به من أبناءِ الظّبا | سِرْباً وَمِنْ اُسُدِ الشَّرَى مِنْ مَعْشَرِ |
وضللتَ من غسق الشّهورِ بغيهبٍ | وَهُدِيتُ مِنْ تِلْكَ الْوُجُوهِ بِنَيِّرِ |
ياللعشيرة ِ من لمهجة ِ ضيغمٍ | كَمَنَتْ مَنِيَّتُهُ بِمُقْلَة ِ جُؤْذَرِ |
روحي الفداء لظبية ِ الخدرِ التي | بنيَ الكناسُ لها بغابِ القسورِ |
لم أنس زورتها ووجناتِ الدّجى | تنباعُ ذفراها بمسكٍ أذفرِ |
أَمَّتْ وَقَدْ هَزَّ السِّمَاكُ قَنَاتَهُ | وسطا الضياءُ على الظّلامِ بخنجرِ |
والقوسُ معترضٌ أراشت سهمه | بقوادم النّسرينِ أيدي المشتري |
وغدت تشنّف مسمعيَّ بلؤلؤٍ | سكنت فرائدهُ غديرَ السُّكرِ |
و تنهدت جزعاً فأثّر كفّها | في صدرها فنظرتُ ما لم أنظرِ |
أقلامَ مرجانٍ كتبنَ بعنبرٍ | بصحيفة ِ البلّورِ خمسة أسطرِ |
وَمَضَتْ وَحُمْرَة ُ خَدِّهَا مِنْ أَدْمِهَا | لبست رمادَ المسكِ بعدَ تسترِ |
للهِ دَرُّ جَمَالِها مِنْ زَائِرٍ | رَسَمَ الْخَيَالُ مِثَالَهَا بِتَصَوُّرِي |
لَمْ أَلقَ أَطْيَبَ بَهْجة ً مِنْ نَشْرِهَا | إلاَّ الْبِشَارَة َ في إِيَابِ الْحَيْدَرِي |
إبن الهمامِ أخو الغمامِ أبو النّدى | بركاتُ شمسِ نهارنا المولى السّري |
أَلخَاطِبُ الْمَعْرُوفِ قَبْلَ فِطَامِهِ | وَالطَّالِبُ الْعَلَيَاءِ غَيْرَ مُقَدِّرِ |
مصباح أهلِ الجودِ والصّبح الذي | ما انجاب ليلُ البخلِ لو لم يسفرِ |
قِرْنٌ إِذَا سَلَّ الْحُسَامَ حَسِبْتَهُ | نَهْراً جَرَى مِنْ لُجِّ خَمْسَة ِ أَبْحُرِ |
قَرَنَ الْبَرَاعَة َ بِالشَّجَاعَة ِ وَالنَّدَى | والرأيَ في عفوٍ وحسنِ تدبّرِ |
آبآؤُهُ الْغُرُّ الْكِرَامُ وَجَدُّهُ | خَيْرُ الأَنَامِ أَبُو شُبَيْرَ وَشَيْبَرِ |
لو أنَّ موسى قد أتى فرعونهُ | في آي ذاتِ فقارهِ لم يكفرِ |
أو لو دعا إبليسَ آدمُ باسمهِ | عندَ السّجودِ لديهِ لم يستكبرِ |
أَوْ كَانَ بِالْبَدْرِ الْمُنِيرِ كَمَالُهُ | ما غارَ أو بالشمسِ لم تتكورِ |
أَوْ في السَّمَاءِ تَكُونُ قُوَّة ُ بَأْسِه | في الرّوعِ يومَ البعثِ لم تتفطّرِ |
سَمْحٌ أَذَلَّ الدُّرَّ حَتَّى أنَّهُ | خشيت ثغورُ البيضِ فيها يزدري |
ومحا سوادَ الجورِ أبيضُ عدلهِ | حتى تخوّفَ كلُّ طرفٍ أحورِ |
يجدُ الظباء البيضَ كالبيضِ الظّبا | وصليلها بالكعمِ نغمة مزمرِ |
لاَ يَسْتَلِذُّ الْغُمْضَ مَنْ لَمْ يَسْهَرِ | |
قُلْ للَّذِي في الْجُودِ يَطْلُبُ شَأْوَهُ | أربيتَ في الغلواءِ ويحكَ فاقصرِ |
عن غيرِ مصدرِ ذاتهِ لم تصدرِ | |
فَالنَّاسُ مِنْ مَاءٍ مَهِيْنٍ وَهْوَ مِنْ | مَاءٍ مَعِينٍ طَاهِرٍ وَمُطَهِّرِ |
يَامَنْ بِكُنْيِتِهِ تُرِيدُ تَيَمُّناً | وبه يزال تشاؤمُ المتطيِّرِ |
إِنْ عُدَّ قَبْلَكَ فِي الْمَكَارِمِ مَاجِدٌ | قد كانَ دونكَ في قديم الأعصرِ |
فَكَذَلِكَ الإِبْهَامُ فَهْوَ مُقَدَّمٌ | عندَ الحسابِ يعدُّ بعدَ الخصبرِ |
بالفخرِ سادَ أبوكَ ساداتِ الورى | وأبوك لولاكَ ابنهُ لم يفخرِ |
كَالْعَيْنِ بِالْبَصَرِ الْمُنِيرِ تَفَضَّلَتْ | مالعينُ لولا نجلها لم تبصرِ |
قَسَماً بِبَارِقِ مُرْهِفٍ قُلِّدْتَهُ | وَبِعَارِضٍ مِنْ مُزْنِ جُودِكَ مُمْطِرِ |
لَوْلاَ إِيَابُكَ لِلْجَزِيرَة ِ مَا صَفَتْ | مِنْهَا مَشَارِعُ أَمْنِهَا الْمُتَكَدِّرِ |
أَسْكَنْتَ أَهْلِيْهَا النَّعِيْمَ وَطَالَمَا | شهدوا الحجيم بها وهولَ المحشرِ |
وكسوتها حللَ الأمانِ وإنها | لولاكَ أضحت عورة ً لم تسترِ |
بوركتَ كمن شهمٍ قدمتَ مشمّراً | نحو العلى إذ يحجمُ اللّيثُ الشّري |
وَقَطَعْتَ أَنْوَارَ الْفَخَارِ بِأَنْمُلَ الْـ | ـفِتْيَانِ مِنْ رَوْضِ الْجَدِيدِ الأَخْضَرِ |
فَلْيَهْنِكَ الْمَجْدُ التَّلِيدُ وَعَادَكَ الْـ | ـعِيدُ الْجَدِيدُ بِنَيْلِ سَعْدٍ أَكْبَرِ |
وَالْبَسْ قَمِيصَ الْمُلْكِ يَا طَالُوتَهُ | وَاسْحَبْ ذُيُولَ الْفَضْلِ فَخْراً وَأْجْرُرِ |
وَاسْتَحلِ بِكْرَ ثَنَا فَصَاحَة ِ لَفْظِهَا | عبثتْ بحكمتها بسحرِ البحتري |
لو يعلم الكوفي بها لم يزدري | وَطِرَازَ مَكْرُمَة ٍ وَزِينَة َ مِنْبَرِ |