قبرَ الوزيرِ، تحيَّة ً وسَلاما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قبرَ الوزيرِ، تحيَّة ً وسَلاما | الحلمُ والمعروفُ فيكَ أقاما |
ومحاسنُ الأخلاقِ فيك تغيَّبتْ | عاماً، وسوف تغيّب الأَعواما |
قد كنت صومعة ً فصرت كنيسة | في ظلِّها صلَّى المطيفُ وصاما |
والقومُ حَوْلَكَ يا بن غالي خُشَّعٌ | يقضونَ حقّاً واجباً وذماما |
يَسعَوْنَ بالأَبصار نحوَ سَرِيرِه | كالأرض تنشدُ في السماءِ غماما |
يبكون موئلهم، وكهفَ رجائهم | والأريحيَّ المفضلَ المقداما |
مُتسابقين إلى ثَراك، كأَنهم | ناديكَ في عزٍّ الحياة ِ زحاما |
ودُّوا غداة َ نقلتَ بينَ عيونهم | لو كان ذلك مَحشراً وقِياما |
ماذا لقيتَ من الرياساتِ العلا | وأخذتَ من نعمِ الحياة ِ جساما؟ |
اليوم يُغنِي عنك لَوْعَة ُ بائسٍ | وعَزاءُ أَرمَلَة ٍ، وحُزنُ يَتامى |
والرأيُ للتاريخ فيك، ففي غدٍ | يزنُ الرجالَ، وينطقُ الأحكاما |
يقضي عليهم في البرية ، أو لهم | ويُديمُ حَمداً، أَو يُؤيِّدُ ذاما |
أَنت الحكيمُ، فلا تَرُعْكَ منيَّة ٌ | أَعلِمْت حيّاً غيرَ رِفْدِكَ داما |
إنّ الذي خلقَ الحياة َ وضدَّها | جعلَ البقاءَ لوجههِ إكراما |
قد عِشْت تُحدِثُ للنصارى أُلْفة ً | وتُجِدُّ بين المسلمين وئاما |
واليومَ فوقَ مشيدِ قبرك ميتاً | وجدَ الموفقُ للمقال مقاما |
الحقُّ أبلجُ كالصَّباح لناظرٍ | لو أَنّ قوماً حَكَّموا الأَحلاما |
أَعَهِدْتَنَا والقِبْطَ إلاَّ أُمّة ً | للأَرض واحدة تَروم مَراما؟ |
نعلي تعاليمَ المسيحِ لأجلهم | ويوقِّرون لأجلينا الإسلاما |
الدِّينُ للدَّيّانِ جلَّ جلالُه | لو شاءَ ربُّكَ وَحَّدَ الأَقواما |
يا قومُ، بانَ الرُّشدُ فاقْصُوا ما جرى | وخُذوا الحقيقة َ، وانبذوا الأَوهاما |
هذي ربوعكمُ، وتلك ربوعنا | مُتقابلين نعالج الأَياما |
هذي قبوركمُ، وتلك قبورنا | مُتجاورينَ جَماجماً وعِظاما |
فبحُرمة ِ المَوْتَى ، وواجبِ حقِّهم | عيشوا كما يقضي الجوارُ كراما |