حكاية الأيام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَـكادُ القلبُ مِن وَجـــــدٍ يَذوبُ | بَريءٌ ليـــــــسَ تبرحُهُ الذنــوبُ |
خـَـــــيالاتٌ أداعبها بصــــــــوتي | إذا نَضَبَت يُبَدِّدُني الشـُّــحوبُ |
وَوَجـهكِ باتَ تَرحــــــــالاً بعيداً | تضيعُ على مســــــــالِكِه الدُّروبُ |
كَأنَّ حـِــــــــــكاية الأيـــــــامِ نارٌ | تَـأَجَّـــجُ عندما يأتي الغــُـــــروبُ |
كَأنَّ تميمةََ العُشـَّـــــــــــاق طوقٌ | تؤَلِّفهُ المواجع والكُـــــــــــــروبُ |
وزنبقةٍ رأيتُ اللَّـــــــونَ فيهـــــــا | كتاباً بينَ أحرُفِهِ حُــــــــــــــروبُ |
تُضيءُ لِبُرهَةٍ وتَضــــــيعُ أخرى | فَيَســــحقني التودُّدُ والجُــــدوبُ |
جَمَعتُ العمر في كأسِ الإياب | وأقسـَـــــــــمت الزنابقُ لا تَـــؤوبُ |
كأنَّ حــــــــــــــكاية الأيام ثلـجٌ | يَذوبُ إذا تَجَمَّدت القلـــــــــوبُ |
كأنَّ حكايةَ العشـــّــــــــــاق سطرٌ | تـُمَـرِّغُـهُ الأوابدُ والســـُّـــــــــهـوبُ |
تَضيعُ عَلى مَواجِعِهِ الأغـــــاني | وَيَهرُبُ مِن مَهالِكِــــــهِ الهُـــــروبُ |
وليـــلٍ كانَ أولهُ مســـــــــــــــــــاءً | رَمَتْهُ بِوابلِ الصمتِ الغُيـــــــــوبُ |
تَحادَثَت النَّوافِذُ أنَّ فَجـــــــــراً | أَطَلَّ فَجاءَ آخِرَهُ الغُـــــــــــــروبُ |
حَمائمُهُ تُســــــــافرُ قربَ روحي | وأنجمهُ عَلى صَـــــــــوتي ندوبُ |
وســــــــــــــاريةٍ تأجَّلُ مثلَ موجٍ | تَـســـــــــــاوَقَ فَوقَهُ أفقٌ رحــيبُ |
تَشـــدُّ القلبَ في وَصـْـــلٍ ونأيٍ | وطَـــلْعَتُها مُجَنَّحَةٌ عـَــــــــــــروبُ |
كما قمرٍ تُســــــــــــــــابقُهُ الليالي | فَيَســــــــــــــبقُها ويطلعُ لا يَغيبُ |
فَقُلْتُ لها تُحَمْلِقُ في فَضـــــائي | لَعَلَّ فُـلولَ أقــداري تُجيـــــبُ |
فَقالَتْ كيفَ تَلتمــــسُ الأغاني | وكأسُ العمرِ أنـــواءٌ لَعــــــــــوبُ |
تُريدُ حِـــــــــــكايةً وتَنالُ أخرى | فَتَجْرحــك البَراثنُ والنُّيـــــوبُ |
كأنَّ حـــــــــــكايةَ الإنسان سطرٌ | يَخيطُ حُروفَهُ دمعٌ سَــــــــــروبُ |
كأنَّ براثنَ الأيامِ وحــــــــــــــشٌ | وبيدرهُ العـــواطـــــفُ والقلوبُ |
كأنَّ الأرضَ تُنبتنا زهـــــــــــــوراً | فيَحصُدنا التَجَهُّم والنَّحـــــــيبُ |
أقولُ لِهِمَّتي شُــــــــــدِّي وِثاقي | فَهذا الدربُ أفَّاقٌ كَســـــــــوبُ |
أقولُ وَقَـــــد تَمَلَّـكَني اغترابي | وراحِلتي تَوارثَها شَــــــــــــعوبُ |
إذا اشتَعَلَت جَوانِحُكَ اشتياقاً | وَكَبَّلَكَ النَّوى وَثَـــوى القَريبُ |
فما نفعُ المَجيءِ بغير حَـــــــظٍّ | سِــــــوى سَهمٍ يَطيرُ ولا يُصيبُ |
وما شَــــغَفُ المُفارقِ بالتَّداوي | إذا وَصَفَ الفِراقَ لَكَ الطَّبيبُ |
وكأسٍ غيمةٍ هَطَلَـــــــــت عَليها | رياحُ نَدىً فباحَ لها الـــــــغَريبُ |
تُريكَ العُمـــــــر في قَدَحٍ صَغيرٍ | مُشَعْشَعَــــــــــــــــــةٍ أَنامِلُها تُريبُ |
يَجيءُ الفجر أشــــــــجاراً وماءً | يُغني والنَّوارسُ تســــــــــتَجيبُ |
يَضيعُ اللَّوزُ في رَمــــلِ اللَّيالي | فَيَخْتَلِطُ المُنــــــــاكِدُ والحَبيبُ |
فَهذا الرأسُ ثالثةُ الأَثـــــــــافي | وهذا العمـــــــــرُ دَيدَنُهُ عَصيبُ |
سِــــــــجالٌ ليسَ يصنعهُ اقتدارٌ | وَفَوزٌ لَيـــــــــسَ يَحصدهُ الأريبُ |
كقافلةٍ تَجــــــــوبُ الأفقَ حَتّى | تَبوءَ بما يُخَلِّـفُـهُ اللَّهـــــــــــــيبُ |
فَلا قدمٌ تَســــيرُ إلى الأَمــــــاني | ولا خَصـــــــــــمٌ لهُ قَلـــبٌ منيبُ |
هِي الدنيا مَرافئها ظــــــــــــــلامٌ | يُضيءُ عَلى أواخِرِهِ المَشـــيبُ |