بَغـدادْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هذا السََّّبيلُ .. ومـا إليكِ سبيلُ | أَمّلـــتُ حــتى ملَّــــني التأميـلُ |
غنَّيتُ لم أُطربْ .. صمتُّ فلم أُثِرْ | عجــــبــاً .. ومــــا افتقـدَ الخليلَ خليلُ |
الله يـــا (دارَ السّلامِ) أكلّمـا | صحتِ: السّلامَ.. دَهى رحابَك غولُ؟! |
أُدنيك أو أَدنـو سواءٌ ... فالعُـرى | حُلّــتْ ... وحبلُ صِرامنا مَجدولُ |
عامــاً فعامــاً ما وقفـتِ .. ولــم نَـزلْ | رهنَ العِثـارِ فما استفاقَ مُقيلُ |
لم تهجري طوعاً – كُفيتِ – وإنّما | تُقصيـكِ سطوةُ غاصـبٍ وتَحُولُ |
تُقصي .. ولي سُبُلي .. تَناهُبُ خطوةٍ | عزمـتْ .. وإن قيــلَ الطريــقُ طويلُ |
سادَ الرَّدى .. فتسيَّد الحلمُ الــرَّدى | يَهديه مـن ذاكـي الجراحِ فتـيـلُ |
أغفو فتسـري بـي إليـكِ مشوقــةً | رُوحٌ قصارى جهدهـا التَّخيــيــلُ |
**** | |
الله يـا بغـدادُ كم مــــن ليــلةٍ | وأنــــا وأنـــتِ بثينــــةٌ وجـميــــلُ |
أشدو .. تُجيزين القصائدَ .. ينتشي | خـدرُ السُّكونِ .. ويثمـلُ القنديلُ |
أنسامُ دجــلة كأسُنا .. ونديمــنا | شغـبُ الخمائلِ .. والنُّجـومُ عذولُ |
والبدرُ يـرقـبُ أيّنـــا بجليســـهِ | أحْنَـى ... وأيٌّ شاغــــلٌ مشغــولُ |
الله يـا بغدادُ كم طوَّفتُ في | غاني ظـــلالكِ .. والحنينُ دليلُ |
واستنهلتْـني ألفُ عيـنٍ بوحُهـا | عـذبُ الصّبابــةِ .. مانـحٌ وبخيــلُ |
ضمّـتْ أسايَ فطابَ متّكأُ الأسى | وهمـى لظاي فحُضْنُها المخضولُ |
ناهلتُ دمعكِ نخلةً وقصيدةً | شَجْـوُ العــراقِ قصــــائدٌ ونخيلُ |
وغزلتُ فيكِ حكايـةً محمومــةً | أبـــدَ الزمانِ نشيـجُها موصولُ |
لَمْ أستـكنْ يوماً.. ولا.. لم تسكُني | والحزنُ لا .. ما شِيـمَ منه رحيـلُ |
**** | |
بغــدادُ ماذا جَدَّ؟! والله الذي | بــــــرأ النُّــهى لـم يشــــفــني تعـليلُ |
هل ماتَ بعثٌ أم تباعثَ ميّــــتٌ؟! | عَـــزَّ البيانُ ... وعزّنــــا التحليـلُ |
ساسوا.. ولـم نَعِ من سياستهم سوى: | وَعَـــدَ الرئيسُ .. ووعدهُ مكفـولُ |
عـدلاً سيملأ هذه الدُّنيا .. وقد | رأت السَّمــا .. واخْتصَّـهُ تَنـزيـلُ!! |
وَفَّى الشَّقــــيُّ (بعــــدلــــهِ) في عُصبةٍ | مخذولةٍ ... ونصيرُها مخـذولُ |
دهمُوكِ مـــا منْ شـــرعةٍ أمـرتْ فلا | التوارةُ قالَ .. ولا قضى الإنجـيـلُ |
سَاموكِ "أمركةً" فويكِ تحرَّكي | وتأمركي .. فالأمرُ: (دالَ .. يـــدولُ!) |
غِيـلَ الألـوفُ؟! فـداكِ يـا حريـَّة | لنوالِها زاكــي الدِّمـاء يَـــسيـــلُ! |
أَبكَـــى دماً ذاك الجريحُ .. أردَّهم | كسرُ الرُّجولــــةِ.. أم أثابَ نُحـولُ؟! |
عُزْل المساجــــدِ قُتِّلوا؟! لا تعجبـي | فلأجلها .. ذا الجـرحُ والتعديـلُ!! |
العرضُ مُنتهـكٌ .. أُبيحَ؟! تريَّثي | بغدادُ .. خَلِّي ذي الفُحول تصـولُ!! |
هي صبوةٌ .. والرِّيحُ ظمأى .. والمَدى | غاوٍ .. وغلواءُ الحروبِ هَجُــــولُ!! |
حَقِّي .. وحقُّكِ .. والنساءُ .. جميعُنا | ســــتجودُ أمريكـا بـه .. وتُنيــــلُ!! |
خَلِّي لذي الشقــــراء فرصتَهــــا فقد | يُحيــــي رميمَ أصُـولنـــا مجهـولُ .. |
... ويَبرُّنـا نـذلٌ .. يُــــطهِّــــر ظلَّنــــا | كلـبٌ .. يُقيــم صلاحَنا ضِلِّيلُ!! |
**** | |
بغدادُ عفوكِ ... مــــــا أمرَّ تفجُّعـــي | فيكِ المصابُ – وإن صبرتُ – جليلُ |
وأمـــرُّ منـــه فجيعـتي بمُغـفَّـــلٍ | مالـت بـــه الأهـواءُ حيثُ تمـيـلُ |
أُولَى الفُتـــوحِ يَـراكِ جاهلُنا فلا | تأســـــي على مـن قلبـُهُ مختـولُ |
مُتأسلمٍ .. ضلَّ الهُـدى .. فنصيبه | من كــلِّ ما يُغني القلوبَ ضئيلُ |
بغدادُ لا تهِني ـ كُفيتِ ـ فإنَّمـا | للحـقِّ سيـفٌ ما انثنى .. مســـلولُ |
لا تيأسي .. وتحيّني بُشرى غـدٍ | إذ يستـقيــــدُ القاتــــــلَ المقتـولُ |
ويثــوبُ مغترٌّ .. يَصـدُّ قرينَـــــهْ | بيقين:ِ (قـــال اللهُ: قــــــال رســـولُ) |
وتضجُّ بالنَّصـرِ المبـينِ مــــآذنٌ | يعلــــو بها التكبـيرُ والتهـليــــلُ |