في السادس من تشرين الثاني |
سمعَ الشَّيخُ الواهِنُ إسماعيلْ .. |
صَرَخاتِ المولودِ القادمِ في الليلِ |
وكانَ الوقتُ ثقيلْ .. |
.................. |
صاحَتْ قابِلَةُ الحيِّ وراءَ البابْ .. |
- بُشراكَ ....... |
فرَدَّدَ - بالفرحِ الدّامعِ - |
.................... |
عبد الوهابْ ؟؟؟؟ ... |
**** |
في السادسِ من تشرينْ .. |
في العامِ الرابع والخمسينْ .. |
ماتَتْ كلُّ عجائزِ ذاكَ الحيِّ المُتعَبْ .. |
ماتَ الحيُّ |
وماتتْ قابلةُ الحيِّ (رشيدهْ) .. |
والبُرجُ تناسَلَ أبراجاً وحنينْ .. |
ونجوماً وأسابيعَ جديدهْ .. |
صارَ الطفلُ العَبدُ الحبّابْ .. |
جدّاً للأحفادِ السبعهْ .. |
يبحثُ عن كهلٍ يؤنسُهُ ويواسيهِ |
وقد غابَ الأحبابُ |
وخانَ الأصحابْ .. |
لم تبقَ بجفنيهِ سوى دمعهْ .. |
والدّمعةُ لا تملكُ أنْ تطفئَ |
من عطشِ الرّوحِ صدىً |
أو تشعِلَ في ظلمتِها |
وخبايا الحزنِ الحالكِ فيها شمعهْ .. |
ظلَّ الشاعرُ والصحفيُّ |
وربُّ الضّحكةِ والنّكتةِ |
عبد الوهابْ .. |
حرفاً في دفترِ شعرٍ |
أو نبضَ ملاحظةٍ بين سطورِ كتابْ .. |
ينظرُ للدَّهرِ يمرُّ ثقيلاً |
والصَّحْبِ ويحتاطُ ويرتابْ .. |
ضلَّ مع الضُلاّلِ يطالعُ طالعَهُ |
ويدورُ على الأبراجِ سنينْ .. |
يبحثُ عن بابٍ |
يفتحُ كلَّ الأبوابْ .. |
يبحثُ عن هَرَبٍ فاتَ |
وعن أَرَبٍ ماتَ |
وعن مسرَبْ .. |
في برجِ التنّينِ |
وفي برجِ العقربْ .. |
.................... |
يا هذا الحاملُ ثِقلَ الدّهرِ |
فبالله عليكَ ألا تتعبْ ؟؟ . |
يا هذا الحاملُ ثقلَ الأرضِ |
إلى أينْ .. ؟ |
حتى الثورُ المفجوعُ بها |
ينقلُها من هذا القِرنِ |
إلى هذا القرنِ |
ويحصرُها حين تحاصرُهُ |
بين القِرنينْ .. |
...................................... |
أيحاصرُكَ اليأسُ ؟ |
ومثلُ اليأسِ وراءكَ يأسٌ وتميل ؟؟ .. |
والحظُّ قليلٌ وبخيلٌ |
والعزمُ كليلْ .. |
قَدَرٌ مكتوبٌ بكتابْ .. |
أتعادِلُ لحظةُ فرحِ الشيخِ الرّاحلِ |
إسماعيلْ .. ؟ |
جمرَةَ روحِكَ أو هذي الأتعابْ .. ؟ |
قبضةُ ريحٍ هذا المخلوقُ إذَنْ |
ومدىً يُغرقُهُ الوهمُ |
وأفقُ سرابْ .. |
.......................... |
فإذا كنتَ تشكُّ |
فسائلْ صحبَكَ |
وانظُرْ حالَكَ يا عبدالوهابْ .. |