السرير
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وفي البَدْءِ كان السريرْ | جَرَتْ عادتي: | حِينَ أُولَدُ أمشي | وحِين أموُت أطيرْ | جَرَتْ عادتي: | كلما أَلْتَقي جسدي | أَدْفنُ الروحَ في جهةٍ غيرِ مَعْلومَةٍ، | ثُمَّ أَعْمِدُ للأرضِ (أمي القديمةِ) | مُنْدَفِعاً مِثْل ثَوْرِ الحراثةِ، | أَهْوي على خَصْرِها،ِ | وبِنابَيَّ هذَيْنِ | أَفْتَضُّها لوحوشي الأليفةِ، | حتى أرى هَيْئَتي في الدماءِ، | فَيَلْمَعُ نابي كَنَجْمٍ بعيدٍ، | ويضْحَكُ جَدّي الأخيرْ! | ولي صاحبٌ | كلما طارَدَتْهُ الأسِرَّةُ | أَسْلَمَ ساقَيْه للريحِ | واقْتادَني في الفِجاجِ، | كَراعٍ يُجَرْجِرُ حَبْلَ هواءٍ | وليس به غيمةٌ أو بعيرْ | أَكُونُ سريرَكِ في الصحْوِ أو لا أكونْ | أكون أَميرَكِ في النومِ | أو حارساً لكتابِ العيونْ | أكون بلاداً تَجُوعُ | وتَأْكُلُ آخِرَ أطفالِها | إنما لا تَخُونْ | سريرُ التقاليدِ: | زوجٌ جديدٌ يُتِمُّ فتوحاتِه، | كي يُقالَ ...! | وخادمةٌ في الخفاءِ | تُفَتِّشُ عن نُقْطَةٍ مِنْ دماءِ القتيلةْ | لِتُعْلِنَ للفَجْرِ نَصْرَ جِيادِ القبيلةْ | سريرانِ يحْتَفِلانِ بـ(زايِ) الزواجِ | وبينهما قُبْلةٌ مستحيلةْ | سريرانِ لا يَنْسَياني: | * سريرٌ صُلِبْتُ عليه فتىً يافِعاً، | حينما أعلنوني عَريساً لسيدةٍ مِنْ دخانٍ، | مَرَرْتُ به مَيِّتاً | فوجدْتُ عليه حفيدي اليتيمْ | * سريرٌ وُلِدْتُ عليه | ومنه عَرَفْتُ طريقي لِبابِ الجحيمْ | كَتَبْتُ على قَبْرِ أُمِّي: | هَبيني سريرَك | كيما أنامَ قريباً مِنَ اللهِ، | أَقْطِفُ أزهارَ فِردَوسِهِ | وأصلي، | هَبيني سريرَ أبي | كي أسوقَ حصانَ الولدْ | عَجِبْتُ لآدمَ: | دُونَ سريرٍ وأَنْجَبَ هذا العددْ! | سريرٌ لِأَفْتَحَ قلبي، | سريرٌ لِأقْفِلَهُ للأبدْ! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حسن المطروشي) .