عِنْدَ بَابِ المُسْتحِيلِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَبثاً أحاولُ أنْ أقاومَ | لحظَ عَينيكِ وطيفَكِ | مِنْ مُحاولةِ التَغلغلِ في فضائي. | مُتجاهلاً إحساسَ إصبَعِكِ | المسافرِ فوقَ خَارطتي فأمضي | في أُتونِ الوَهمِ عَلِّيْ أَحْتَمي | مِن حَارقاتِ حضورِكِ | المَبثوثِ في وِديانِ أوردَتي | فيَخْذُلُني اكتوائي. | ***** | هذا زَمانُكِ يا مُخلخِلَةَ الحياةِ | فَلْتَقْنُصِي ما شِئتِ من نَجْماتِ وَقتي، | ولْتَخِيطِي مِن صَدى قَلبي | دِثاراً لهواكِ، | وارسُمي حُلُماً لثَغرِكِ | مِن حكاياتِ حياتي. | ***** | هذا زمانُكِ | فاجعليني طائراً بينَ يديكِ، | وإذا انْتَصَبتْ جِراحاتُ الرَّحيلِ، | فانْثُريني فوقَ موجِ البحرِ… | في تَنهيدةِ الوَجْدِ المُعاندِ للرَّتابةِ، | ومُرِيني تَجِديْني | راجعاً ما بينَ جَفنيكِ | أعاودُ رسمَ لونِ اللَّيلِ | مِنْ بحرِ الصَبابَةِ، | ولْيَكُنْ بَوحي | على قَسَمَاتِ تِيهِي | بَعدَ رَدَحٍ مِنْ زَمانِ الجُرحِ والهَذَيانِ | مَمْهُوراً بفَقْدِكِ كالقِلادةِ، | وإذا ما ضَلَّ دَرْبِي | في سَراديبِ الظَّلامِ | فامنحِيني | مِن بَواكيرِ رَوَائِِكِ | ما يُعاودُ خَلْقَ رُوحِي | بعدما صَدِئَتْ مَتاريسُ الولادةِ. | ***** | أَنتِ يا كَونيَّةَ الألوانِ | لا تُلقيْ عَصاكِ في حَياتي، | واتْرُكي ما بينَ أحزاني وسَطوتِكِ | صَحارى تَختَفي فِيها | ثَعابينُ التَشَظِّي، | وإذا مَرَّتْ جنودُكِ | تَستَقي شَكوى الْتياعي، | فاغْمريني في أَنينِ التَيْمِ والفِقْدَانِ | في جُبِّ الضَياعِ، | أو ذَرِيني عندَ بابِ المُستحيلِ | حيثُ لا تَغفو لِحاظُكِ | عنْ مُمارسةِ الغِواية، | ولْتَكوني مثلما النهرِ انسياباً | فأنا والموتُ شطَّانِ | وليسَ لنا بِداية. | |