بدأت فأَسلفتَ التَّفَضُّلَ والبرَّا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بدأت فأَسلفتَ التَّفَضُّلَ والبرَّا | أَوليتَ إنعاماً مَلكتَ به الشكرا |
وللسابق البادي من الفَضل رُتبةٌ | تُقَصِّر بالتالي وإن بَلَغَ العُذرَا |
أتتنا عَذَارَاك اللواتي بَعَثتَها | لتوسعَنَا علماً وتُلبسَنَا فَخراً |
فأَفصحنَ عن عُذرٍ وَطَوَّقنَ مِنَّةً | وقلنَ كذا مَن قال فليَقُلِ الشِّعرا |
فأَوليتَها حُسنَ القَبُولِ معَظِّما | لِحَقِّ فتىً أهدي بهنَّ لنا ذكرا |
تناهى النُّهى فيها وأبدَع نَظَمها | خَوَاطرَ ينقادُ البديعُ لها قَسرا |
إذا لُحظت زادت نواظرنَا ضِياً | وإن نُشِرَت فَاحَت مجالسُنَا عطرا |
تنازَعهَا قلبي مَليَّاً وناظري | فأعطيَتُ كلاً من محاسنها شَطرا |
فترَّهتُ طرفي في وشِيِّ رياضها | وألقطتُ فِكري بين ألفاظها الدُّرا |
تُضَاحكَنا فيها المعاني فَكُلَّما | تأملتُ منها لفظةً خلتُها شعرا |
فمن ثَيِّبٍ لم تُفتَرع غيرَ خلسَة | وبكرٍ من الألفاظ قد زُوِّجت بِكرا |
يظلُّ اجتهادي بينهنَّ مُقَصِّراً | وتُمسِي ظُنُوني دُون غايِتها حَسرى |
إذا رُمتُ أن أدنو إليها تَمنَّعت | وَحَقَّ لها في العَدِل أن تُظهر الكبرا |
وقد صَدرَت عن معدِنِ الفضلِ والعُلا | وقد صَحِبَت تلك الشمائلَ والنَّجرا |
فتَمَّت لك النُّعمَى وساعدَكَ الُمنَى | ومُلِّيت في خفضٍ أبا عُمَرَ العُمرا |
كَفَتنَا وإياك المعاذير نيَّةٌ | إذا خَلُصَت لم تذكر الوصلَ والهجرا |
مدحتُ فعدَدتُ الذي فيك من علا | وأَلبستِنِي أوصافَكَ الزَّهرَ الغُرا |
وما أنا إلا شعبةٌ مستمدِّة | لمغرزِ فيضٍ منك قد غمرَ البحرا |
وقد كان ما بُلِّغتُه من مقالةٍ | أَنفتُ بها للفضلِ أن يألفَ الصغرى |
إذا البلَدُ المعمورُ ضاق برُحِبةً | على ماجدٍ فليسكنِ البَلَدَ القَفرَا |
وكم ماجدٍ لم يرضَ بالخَسفِ فَانبرَى | يُقارع عن هَّمِاتهِ البيضَ والسُّمرا |
ومن علّقت نيلُ الأماني همومَهُ | تَجَشمَ في آثارِها المَطلبِ الوَعرا |
فلا تشكُ أحداثَ الزمانِ فإنَّني | أراه بَمن يشَكو حَوَادثَه مُغرّى |
وهل نَصَرَت من قبل شكواك فاضلاً | لِتأمَل منهنَّ الَمعُونَةَ والنَّصرا |
وما غلب الأيامَ مِثلُ مُجرِّبٍ | إذا غَلَبَتهُ غايةٌ غلَّبَ الصَّبرا |