بِعَينيَ ما يُخفِي الوزيرُ وما يُبدي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بِعَينيَ ما يُخفِي الوزيرُ وما يُبدي | فنورُهما من فضلِ نعمائه عندي |
سأجتهدُ أن أُفدي مواطئ نعلِه | فإن أنا لم أقبل فما لي سوى جهدي |
لأَعدَي تشكيكَ البلاد وأهلها | وما خلتُ أن الشكوَ يُعدِي على البعد |
ولم أدرِ بالشكوى التي عَرَضت له | ونُعمَاهُ حتى أقبَلَ المجدُ يَستَعدي |
وما أحسَبُ الحُمَّى وإن جلَّ قدرُها | لتَجسُر أن تدَنو إلى مَنبَعِ المجدِ |
وما هي إلا من تَلَهُّبِ ذهنِهِ | تَوَقَّد حتى فاض من شدَّةِ الوَقدِ |
لِيَفدِكَ من أصبحتَ مالكَّ رقه | فَكُلُّ الوَرى بل كلُّ ذي مُهجةٍ يُفدي |
وما زالتِ الأحرارُ تفدي عبيدَها | لتَكفِها ما تبقى مهجة العَبدِ |
نَفورٌ عن الإخوانِ من غير رِيبةٍ | تُعَدُّ جفاءُ والوفاءُ لُهم وَكدي |
غُذِيتُ به طفلاً بإن رُمتسُ هَجره | تأَبِّى وأغرَتني به أُلفَةٌ المهدِ |
كما ألفت كفاكُما البَذلَ والندى | فأعياكما أن تمنعا كف مُستَجدي |
على أنني أقضي الحقوق بنيَّتي | وأبلغ أقصى غايةِ القربِ في بُعدي |
ويَخَدُمُهُم قلبي وَوَدِّي ومنطقي | وأبلغُ في رَعي الذِّمام لهم جَهدي |
فإن أنتُما لم تقبلا لي عِذرَة | وأَلزمتُماني فيه أَكثرَ من وجدي |
فقلاو لِطَبِعي يزولَ فإنَّه | يرى لكما حَقَّ الموالي على العبد |