1 |
لم أولد لأعرف كم تبقى من خفايا الروح في جسدي. |
لم يكن في البدء قول. |
كانت الروح تصارع نفسها. |
كي تطل على الحقيقة. |
وشطائر اللحم المكدس، |
تقطع حبلها السري، |
كي ترى النور المزيف، |
لحظة، بعد اختلاء فقيرين في كوخ محطم. |
صرخة كانت، |
أو دمعة للقهرأو جرح تهاوى. |
ثم أبعد ثم أخفق ثم أقدم. |
كان للتكوين سر، |
بيد أن السر في الأسرار شيطان ملثم. |
كيف يمكن أن تثور الروح في جسد، |
تطاول ثم في صمت حريري تبسم. |
ثورة التكوين تكوين لما في الروح من أمل، |
يعانق قبلة الجسد الممزق، |
يرسم نفسه طفلا، |
سيحبو حين تكبر لحظة التتويج، |
في زمن هلامي متيم. |
2 |
أرهقت قلبي يا أبي. |
وأنا أصارع كل أمواج البحار بدون زورق. |
في البدء كان القول لكن، |
أي قول لا يحارب للبقاء الحر حتما سوف يغرق. |
لا تقل لي وداعا يا أبي، |
ما زلت أرقد في ذراعيك، |
فخذني أينما كنت تحارب |
حتى أعيد ملامح الوطن الممزق. |
أنت في لحظة بؤس أحييتني. |
ونفخت روحك في شراييني، |
فلماذا الآن ترميني بلا روح ورونق. |
علمتني الأسماء في كل المنافي، |
ومشيت عكس مياه هذا النهر، |
أبحث في مساماتي عن امرأة تعانقني، |
وعن أرض أشيد فوقها قصري، |
وغابات أخبىء عورتي فيها. |
فلماذا الآن أخبو تحت حر الشمس، |
مقهورا وأحرق. |
3 |
لم أكن أعرف يومي. |
لم أكن أدرك وقتي. |
وشربت من ماء الحقيقة شربة رمزية، |
كي أستفيق إلى الحياة مخلدا، |
لكنني أخفيت رأسي فاقدا للوعي، |
مقهورا محطم. |
يا خالقي في ساعة التكوين في أرض، |
سلبت جميع من فيها منازلهم. |
وفاض البحر يغمرهم. |
فتاهوا. |
ما بين طفل يقهر الليل لينجو، |
وصبي يقهر الموت ليحلم. |
علهم يحيون في قلبي، |
وما قلبي سوى رتل من الأمواج، |
تعلو ثم تهوي ثم تعدم. |
4 |
لم أعص أمرك يا أبي. |
لكني بقيت هنا مع الفقراء، |
أحمي ظهر أحبابي. |
أعاند ذلك الطوفان، أرصد لحظة الميلاد، |
في بيت يموت بكل من فيه، |
ليخلو ثم يسقط ثم يهدم. |
5 |
هذي شعوبك، |
يقتل بعضها بعضا، |
وتغرق رغم لون الدم في مدن المرايا. |
مذ خرجنا من أرض كنعان افترقنا، |
تجادلنا، وتهنا في شعاب الأرض قتلى أوسبايا. |
علمتنا ساعة الميلاد أن الدمع مهما كان معسولا، |
سيحرق جبهة الأحرار تشربه الضحايا. |
ودماء، مهما تغطى في رمال الحقد، |
يبقى وهجها محمرا، |
وتنتحر المنايا. |