أرشيف الشعر العربي

كم ذا يُناصِحُ في الهوى ويُخادعُ

كم ذا يُناصِحُ في الهوى ويُخادعُ

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .

الكامل

كم ذا يُناصِحُ في الهوى ويُخادعُ سَكَنٌ يُواتي مَرَّةً ويمانعُ
جزت الخيام وقد أحاط بها الدجى فَجلا الدجى قمرُ الخيام الطالعُ
فدنوتُ منه فاعترته نفرةٌ فمضى يقول وليس غيري سامعُ
وذمام قومي يلا رجعتُ ولا الكرى يوماً إِلى أجفان عينيك راجعُ
فأجبتُهُ والدمع يخدمُ لوعتي ولكُلِّ عضو لي هناك مدامعُ
يا ربّةَ الخدر الذي بفنائه أبداً لافئدة الرجال مصارعُ
فاخرتُ قومك فاعتقدت ضغينةً بِرُماتها من لحظ عينك ساطعُ
لا تُضمري حِقداً عليَّ فاننّي لكلاب حبّك دون قومك تابعُ
أخليتَ صدرك من هواي كأنني في صدر بِرِّك عند ذكرك دافعُ
ومللتني حتى كأن لم تعلمي انّي لمفترق المحاسن جامعُ
لّما مَنَعتِني الوداد فبعدما حكم التطوُّل أن يذمّ المانعُ
أوضاع دمعي في هواك فطالما أنا بين أرباب الممالك ضائع
فدنَت تقبلُّني وتَمسَحُ عَبرتي وتقول لي مذعورةً وتُطالع
أنأى القلوب الجازعاتِ إصابةً قلبٌ على لم يَفُتهُ جازعُ
مهلاً فقد تكبو الزناد وحشوُها نارٌ وقد يَنبو الحُسامُ القاطع
والمرءُ يُولَعُ بالمُنى وبلوغها والدهرُ يأبى ذاك ثُمَّ يُطاوع
لك في معاتَبةِ الملوك طرائقٌ هي للخدود إلى السعود سوافع
ومؤيَّد السلطانُ يلبسك الغنى فلباسُ موعِدِه الوفاء الناصع
قد كان منكَ اليه ما هو سائرٌ في الأرض تنقلهُ الرواةُ وشائع
وبعَقبِ هذا الرشّ سيلٌ دافعٌ ووراء هذا النثّ روضٌ يانعُ
وكذا الكتائب تلتقي لقراعها ولها أمام الالتقاء طلائع
فشكرتُ عطفَتَها وما كشفَتهُ لي بِحَديثها فكلامُها لي نافعُ
ورجنعتُ موفوراً وجأشي ساكنٌ وهجعتُ مَسروراً وقلبي وادعُ
وعلمتُ أن سَيُفيقُ لي غبَّ الكرى بمؤيَّد السلطان جدٌّ هاجع
ملك غداء العَدل منه والنَّدى شكر الرعية والمديح الرابع

جُعِلَت مُرَوَّتُهُ ضجيعَةَ فكرهِ هِمَمٌ لها هامُ النجوم مضاجعُ

صولاتُه للنائبات مآفلٌ وصِلاتُهُ للمأثرات مَطالعُ
ولذكرِ ما صنعَت قديماً خيلُهُ قبلَ الوقائعِ في النفوس وقائع
والنصر حيثُ ترى هلالَ لوائهِ لك طالعاً وسط العجاجة طالعُ
وله إذا صرع العَزائمَ حادثٌ لألأُ عَزمٍ للحوادث صارعُ
ومكيدةٌ في الروع سُلطانيَّةٌ هي هقبل نَقعِ الخيل سَمٌّ ناقعُ
وطريقةٌ في المكرمات غريبةٌ حُمِدَ الحريصُ بها وذُمَّ القانعُ
يولي صنائعَهُ الرجال وعندَهُ علَلُ السؤال إِذا فصلن صنائعُ
وأجلّهم حَظّاً وقد وسعتهمُ من لا يُزايِلُهُ الرجالءُ الواسعُ
فكأنّما كانت لدى آبائه قدماً لآباءِ العُفاة ودائعُ
شِيَمٌ لو اتَّبع الأكابرُ هَديَها لغَدَت هوادي الكبر وهي توابعُ
والفعلُ ما لم ينتفع في سيرةٍ برياضَةِ الانصافِ فعلٌ طالعُ
لم يعتمد هذا الزمان مساءتي حنقاً عليَّ بل اتفاقٌ واقعُ
ما كان ينأى أن يُصانعنى الرضا لو كان يَدرني كُنهَ ما هو صانعُ
أفنى الاعزَّةَ غير كلّ مُسَربَلٍ بالعجز يركبُ أخدعيه الخادع
يبكي إذا سجع الحمامُ صَبابةً نجوى فيُسعِدُه الحمامُ الساجعُ
وتذكرّ الأوطان أمرٌ فادحٌ وتشوُّق الاخوان خَطبٌ فاجع
وكذاك عُمرانُ الديارِ إِذا خَلَت ممَّن تُحِبُّ فانَّهنَّ مَسامع
أمؤيّد بالسلطانَ عاوَِد نظرةً بمكانها يدنو المكان الشاسعُ
واسمع مُحَبَّرَةً إِذا هي أنشِدَت وَدَّ الجوار انهنَّ مسامع
ارسلتُها كيما تكونُ ذريعةً وقصائدي حيث اتجهن ذرائعُ
ولئن بقيتُ لتأتَينكَ غرائبٌ تَسبي عقول رُواتها وبدائع
بل لا يُطيقُّ صفاتَ مجدك واصفٌ ما لم يُطق ذرع البسيطة ذراع
فذراك للأموال فيه مناهبٌ أبداً وللآمال فيه مراتع

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبزون العماني) .


ساهم - قرآن ٢