الزَم جفاءك لي ولو فيه الضَّنا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
الزَم جفاءك لي ولو فيه الضَّنا | وارفع حديثَ البين عَمّا بيننا |
فسمومُ هجرِكَ في هواجرِه والأذى | ونسيمُ وَصلِكَ في أصائِله المُنى |
ليسَ التلوُن من امارات الرضا | لكن إذا مَلَّ الحبيبُ تَلَوَّنا |
تُبدي الاسادة في التيقُّظِ عامداً | وأراك تُحسِنُ في الكرى أن تُحسِنا |
ما لي إذا استعطفتُ رأيك رمتَ لي | عيباً جديداً من هناك ومن هنا |
مُثنِ عليك وما استفاد رغيبةً | عجبٌ ومعتذرٌ اليك وماجنا |
ما جرَّ هذا الخطب غير تَغَرُّبي | ومن التغرُّب ما أذلّ وأهونا |
أزكى بقاع الأرض وهي فسيحةٌ | ما كان سِربُ العيش فيها آمنا |
والرزقُ أنواعٌ فما صادفتَهُ | أخَلى من التبعات أحلَى مُجتَنى |
والدهرُ لا يفشي غوامضَ سِرِّهِ | إِلاّ الى ذي الفقر من بعد الغنى |
أدمِن مُصاحبةَ الرجال فلم يخب | سعي امرىءٍ صحب الرجال فأِّدمَنا |
لا تغرّر بالمانعين قلوبَهم | إن سالموا والمانحين الألسنا |
الحرُّ أدنى ما يكون اذا نأى | والوغد أنأى ما يكون أذا دنا |
وإذا الأماني لم تنلها مُعرِقاً | فاثن العنان وسر تَنَلها مُعمِنا |
أوصالَ سلطانُ الحوادث فارمِهِ | بمؤيد السلطان حتى يذعنا |
مَلِكٌ مُنى فلك السماء لو انّهن | بجلاله بدل الكواكب زُيِّنا |
ألِفَ العُلوَّ فكاد يأبى حُلّةً | إِلا السناء وحِلّة الاّ السَّنا |
سائلتُ بعد اللائذين بظلِّه | عَنهُ فقال لي المقال البيِّنا |
كم ترسلون اعنَّة الهجرانِ | فقدُ الحياة وَفقدكُم سيّانِ |
فصلوا جناحي بالوصال فَمُنكَرٌ | إِخلالُ أهلِ الفضلِ بالخلاّن |
انّي أغارُ عليكم أن تسلكوا | في الودِّ غيرَ طرائق الفتيانِ |
وأخافُ مُرَّ عِتابكم ما لم أَخَف | تحت العجاج عواليَ المُرَّانِ |
لم أجن فاستعطفتكم لكنَّ بي | شوقاً الى استعطافكم الجاني |
وهبوني الجاني ألَستُ شقيقكم | هلاّ غفرتم للشقيق الجاني |
غَطُّوا بأذيال التجاوز منكم | صفحات جانٍ للندامة جاني |
ولربّما كرهَ العقوبةَ حازمٌ | كيما يفوز بلذَّةِ الغُفران |
ما كان أيمن طائري بلقاكُم | ايام عودي أنضر العيدان |
لولا الفراق لما فرقت ولو هوى | نجم الهوى أمن الجنون جناني |
ببعادكم أبغضت دار كرامتي | وبقربكم أحببتُ دارَ هواني |
فاستأنفوا بتعهدي احسانكم | انَّ التعهُّدَ صيقلُ الاحسانِ |
وتبيّنوا انّي بليتُ بمعشرٍ | طلبُ التملّس منهم ايلاني كذا |
حتى أعود من المسرَّة ناسياً | أن كنت يوماً من بني الأحزان |
ويعود بعد اليأس فكري طامعاً | في كُلِّ بكرٍ للمنى وعَوانِ |
ويشوقني بعد السلوّ عن الصّبا | حَدَقُ المها وسوالفُ الغزلان |
للهِ درُّ المكرميّين الأُلى | خَرَّ الكرامُ لهم على الأذقانِ |
الناصحين الملك علماً منهمُ | ان النصيحة حليةُ الإيمان |
والسالكين بحُبِّ آل محّمدٍ | سُبُلَ الهدى في السرِّ والاعلان |
فمديحهم سَبَبٌ إلى نيل العُلا | وولائهم من الحدثانِ |