عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا | أتجعلُ من هويتَ عليك ربَّا |
بأيِّ مشورة ٍ وبأيِّ رأيٍ | تُمَلِّكُهَا وَلا تَسْقِيك عَذْبَا |
تحنُّ صبابة ً في كلِّ يومٍ | إلى "حبِّى " وقد كربتك كربا |
وتهتجرُ النِّساء إلى هواها | كأنكَ ضامنٌ منهنَّ نحبا |
أمِنْ رَيْحَانَة ٍ حَسُنَتْ وَطابَتْ | تَبِيتُ مُرَوَّعاً وَتَظَلُّ صَبَّا |
تروعَ من الصِّحابِ وتبتغيها | معَ الوسواسِ منفرداً مكبَّا |
كأنَّكَ لاَ تَرَى حَسَناً سِوَاها | وَلا تَلْقَى لهَا فِي النَّاسِ ضَرْبَا |
وَكمْ مِنْ غَمْرَة ٍ وَجَوازِ فَيْن | خلوتَ بهِ فهل تزدادُ قربا |
بَكيْتَ مِنَ الْهَوَى وَهَوَاكَ طِفْلٌ | فويلك ثمَّ ويلك حينَ شبَّا |
إذا أصبحتَ صبَّحك التَّصابي | وَأطْرَابٌ تُصَبُّ عَليْك صَبَّا |
وَتُمْسِي وَالْمَسَاءُ عَليْك مُرٌّ | يقلِّبك الهوى جنباً فجنبا |
أظنَّك من حذارِ البينِ يوماً | بِدَاء الْحُبِّ سَوْفَ تَمُوتُ رُعْبا |
أتظهرُ رهبة ً وتُسرُّ رغباً | لقد عدَّبتني رغبا ورهبا |
فَمَا لك في مَوَدَّتِهَا نَصِيبٌ | سِوَى عِدَة ٍ فخُذْ بِيَدَيْكَ تُرْبَا |
إذا ودٌّ جفا وأربّ وُدٌّ | فجانب من جفاك لمن أربَّا |
ودع شغبَ البخيلِ إذا تمادى | فإنّ لهُ معَ المعروفِ شغبا |
وقالت: لا تزالُ عليَّ عينٌ | أراقبُ قيِّماً وأخافُ كلبا |
لقَدْ خَبَّتْ عَليْك وَأنْتَ سَاهٍ | فَكْنُ خبّا إِذَا لاقَيْتَ خبَّا |
ولا تغررك موعدة ٌ "لحبَّى " | فإنّ عداتها أنزلنَ جدبا |
ألا يا قلبُ هل لك في التَّعزِّي | فقد عذَّبتني ولقيتُ حسبا |
وما أصبحتَ تأملُ من صديقٍ | يعدُّ عليك طول الحبِّ ذنبا |
كأنَّكَ قَدْ قَتَلْتَ لَه قَتِيلاً | بحُبِّك أوْ جَنَيْتَ عَلَيْهِ حَرْبَا |
رَأيْتُ الْقَلْبَ لا يأتِي بَغِيضاً | ويؤثرُ بالزِّيارة ِ مَن أحبِّا |