موعدُ العمرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا ترقبِ الوقتَ صبحٌ حانَ أوْ غسقُ | أمْ ألقمتْ حلمَنا للمُنتأى الطّرُقُ |
عندي من الصّبرِ ألفٌ من جدائلِهِ | طالَتْ سنابلَ وعدٍ بالهوى يَثِقُ |
كلّ العنادِ الّذي في الأرضِ طوعُ يدي | في إصبعي خاتمٌ، في مِسمعي حلقُ |
كُرمى لِعينِكَ مرآتي قضتْ حسداً | شاختْ و ما مسّها كُحلٌ ولا عبقُ |
والثّلجُ ألقى على أجفانِها نُدَفاً | لما اعتراها جوىً في نارِهِ شبقُ |
أنثى، أنا امرأةٌ، والوجدُ يعرِفني | والثّغرُ بسمتُه بالوردِ تأتلقُ |
والشّوقُ في جسدي أرجوحةٌ عبثتْ | تطفو وتغرقُ في الذّكرى فأختنقُ! |
يا موعدَ العمرِِ مازالَ الهوى حُرَقاً | قلْ كيفَ أهرَمُ، والأشواقُ تحترقُ؟ |
مازلتَ ضوءاً تسامى فوقَ داليتي | بينَ العناقيدِ والأوراقِ يندلِقُ |
مِنْ كلِّ بارقِ خفقٍ ترتمي صورٌ | في كفِّها الأرضُ بالعُشّاقِ تعتنقُ |
وأنتَ بيني وبينَ الوصلِ أوردَةٌ | فرّتْ مِنَ الدَّمعِ فارتدَّتْ بِها الحَدَقُ! |
مفتاحَ حُلمي، أقلَّ اللَّوْمَ عنْ وَجَعي | مرَّتْ دُهورٌ ولم يهدأْ بيَ الْقَلَقُ |
ستّينَ عاماً، وفي جيبي تغوصُ يدي | تُزيّتُ العهدَ كي لايصدأَ الحنَقُ |
أرقِّعُ الأملَ المنسوجَ من غضبي | وأسكُبُ الحبرَ كي لايظمأَ الورقُ |
ذاكَ الوصالُ الّذي راودتُ معبدَهُ | قطَّعتُ قلبي لهُ، فانهلَّتِ المزقُ |
وأورقَ العشْبُ من رَضْبِ الشّفاهِ مُنىً | تُدني منَ الضّوءِ ما يَسخو بهِ الغدَقُ |
لتُنجِبَ الجيلَ بعدَ الجيلِ من رَحِمي | والوصلُ عرسٌ لدامي الوردِ مُمتشِقُ! |
سَلْ غُربةَ القلبِ هل يبقى الزّمانُ بِنا | أفقاً تبعثَرَ في أشتاتِهِ الشَّفَقُ؟ |
فيُُفصِحَ الفجرُ: إنّا راجعونَ غداً | يستلُّنا الجُنْحُ لِلعُليا، فَنَنْطلقُ! |
مفتاحَ بيتي، سنأتي في رجالِ تُقىً | ماعاهدوا اللهَ إلاّ بالفِدى صدَقوا! |