ريح, دم |
هذي باريس |
عرس وحشي لخصيٍّ (وبغيِّه) |
جسدان من الفتنةِ.. |
والروحان كذئبين يجران ضحيه |
حلم كان عشيق الرمل |
يعترف الآن بحاجته للحكمة, بالموت على حاشية الطرق الصحراويه. |
كان يخاف الإسفلت الممتدة من (جسر المقطع) حتى باب مخيمه.. |
(في إحدى السفرات المرة طار إطار السيارة فاحتمل الرملُ |
العسَّاف النعش وجاء إليه, لكن (دليلة) حضنته وسحَّت دمها في |
دَنِّ كثيب الرمل..). |
أيصدق هذا شيخ بدوي |
يطرد خيله |
في عاصمة البرق |
في صحراء.. |
تُدعى باريس |
يحتفل بيوم مماته |
مكسور الرأس |
يلعق دمه كالذئب |
ويمشي محتفلاً كالطاووس |
يحمل في رأسه |
أفكارًا مدْماهْ |
عربي الوجه |
عربي القلب |
محفوف بالوحدة |
في عاصمة البرق |
في صحراء |
تدعى باريس |
الناسك مُعتقَلٌ.. |
في داخله |
والعاصف معتقل |
في داخله |
والشاعر يطلق طائرهُ.. في داخله |
كانت أولى طرقات النفي مدينة شوق |
فتلاءم بالشجر الشاميّ |
وصلى وتجلى في الطرقات الليليه |
تتبعه خطوات مريديه |
احتمل الجوع ووخز العسسِ.. |
وكان وحيدًا يحلم بفلسطين تجيء على ظهر الكلمات |
وكان وحيدًا يتلوى فوق الأرصفة الشاميه |
يسكنه الوهم, وليل السكر, وأشعار مريديه |
كان يطل من الليل على الليل وكانت أشواك الحكمة في فيه |
ورديء الخمرة يقطُر من لحيته وهو صغير جدّاً |
حتى إن فتاة نقبت في لحظات السكر جيوبه |
كان يظن الخمرة وطنًا مسروقًا ورصاص الإخوة يشقيه |
كان وحيدًا حتى العظم يقاوم موته |
كان عنيدًا وكبيرًا في ذاته |
يعرف أن الأشجار تسير إليه |
وأن نباتات المعرفة الكبرى بدأت تورق في عينيه |
يحلف دومًا بفلسطينيته |
أن دماءه... أنقى من ماء البِلَّوْر |
وأن الشعرَ وطروادة مختلفان |
كان غريرًا |
تأسره البسمه |
تكسره السحنات الجهمه |
ينفعل بأشكال تافهةٍ |
ويصر على أن الكون صغير, أصغر من حبة خردل |
يعتقد بأن الأشياء لديه هي الأولى دومًا |
وهي نباتات الوطن المتحول |
لا يخشى إلا ربه |
ويقول كثيرًا عن آت سيكون, ورؤيا تتأول |
كان نبيّاً في بعض جوانبه, والأخرى كانت لوعة تشريد |
ومساحات من جوع نتن ويد تتسول |
كان يعود إلى غرفته كالذئب المجروح |
يلعق دمه ويغني للأشياء المخفيه |
وإذا اشتدت في داخله الأوجاع ينوح . |