أرشيف الشعر العربي

حققت مأرب مأربٍ في سدها

حققت مأرب مأربٍ في سدها

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
حياك يعرب عن بنيه وتبع وتحدثت عنك الجهات الأربع
واستقبلتك مروجها ونجودها وقلوبها وأكفها والأذرع
وتوقف التاريخ دونك برهة متأملاً متمهلاً يستجمع
وشدا معين وحمير بك والتقى سيف بن ذي يزن الفتي الأروع
وترنمت سبأ بلحنٍ خالدٍ إكسيره الذكر الجميل الممتع
وتطلعت بلقيس من عليائها ترنو إليك وكيف لا تتطلع
وبك استعاد حفيدها ما حطمت كف الزمان وشتتت ما جمعوا
وتأملتك ملامحاً وملاحما فرأت صنيعك فوق ما تتوقع
فلو أن في مقدورها لتحدثت بلسان صدق عنك في ما تصنع
وأتتك بالخبر اليقين مؤيداً بوثائق التاريخ وهي المرجع
نبتت فروعك من صميمم أصولها وبك الغداة فروعها تتجمع
يا زائد والخير جم وافر ويد الكريم على الكريم توسع
للسد جارات سبقنك في الغنى وبذلن لم يبخلن في ما ينفع
كانت نجوم سماء ليلي حالك للمدلج الساري تضيء وتلمع
لكنك الشمس المضيئة في الضحى تذر النجوم شواخصاً إذ تسطع
يا بانياً صرح الرخاء لأمة خلدت ذكراً بالشذى يتضوع
ذكراً تردده القرون محامداً ومآثراً منه المروءة تنبع
حققت مأرب مأربٍ في سدها وأعدت ما ضيها فطاب المربع
لله درك أي وصف ينتقيه لك الأدين وأي شعر يبدع
ولك اليد البيضاء في تاريخنا أنقى من الماء الزلال وأنصع
وحدتنا في دولة عربية وبأمنها ورخائها نتمتع
ومضيت تبني في الحياة طريقها وطريقها مجدٌ يشاد ويزرع
حُييت كم لك من يد معطاءة سخرتها في ما يفيد وينفع
من حول الصحراء بعد محولها روضاً أريضاً بالأزاهر تمرع
فغدت تموج مروجها وورودها ونخليها وثمارها المتنوع
فإليك من غرر النفائس درة عزت مثيلتها على من يطمع
أوحى الضمير بها فجاءت وفق ما يهوى الصديق وفوق ما يتوقع
لا أبتغي من أجلها غنما ولا ثمناً ولا مالاً يساق ويدفع
فالله أغنانا بواسع فضله وإلى سحائب عفوه نتطلع
يفنى الزمان بقضه وقضيضه والذكر لا يفنى ولا يتزعزع

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حمد بن خليفة أبو شهاب) .


ساهم - قرآن ٢