غياب الشاشة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مخزن الأمتعة | والأثاث القديم | يتنفس فيه السكون | يتساقط فيه الزمن | كغبار | هاهنا كانت الشاشة الساطعة | وسط هذا الجدار | وهناك كانت القاعة الواسعة | قاعة العرض مكتظة في الظلام | والشعاع الذي يتراقص بين الظلال | يموج عوالم للحب والسحر والخوف والانتصار | والمغامرة الرائعة | ورجال الفروسية الاولين | والنساء الجميلات، والسفن الخالدة | وبلاد الكنوز الخفية | والمدن الهائلة | والبيوت البسيطة رافلة في الدعة | والسعادة خالصة | والدموع | · | للمكان | روحه الصامتة | للهواء روائحه الباهتة | كرماد حريق قديم | السكون | وحده يتنفس. | الكائنات الخفية تكمن داخل أشيائها | المهود التي صدئت. الأسرة ذات النقوش | الكراسي بأذرعها الناحلة. | المناضد مكسورة بعض أطرافها. | الخزانات مغلقة. | الزهور الصناعية الشاحبة | الأواني. المعاطف. الأغطية | أطر الصور الفارغة | متعلقة بالجدار | · | لحظة تتصاعد وشوشة الناس في قاعة العرض | حين تشع حروف | (النهاية) | حين تضاء المصابيح ثانية... | من ترى يتذكر؟ أين الوجوه التي ائتلقت ؟ | والعيون التي شاهدت كل شيء ؟ | وهل غادر الناس أحلامهم وانتهوا؟ | وانطوى مهرجان الحياة، كما تتلاشى الظلال | على شاشة خالية ؟ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمود البريكان) .